جريئة!

وكنت اتجرأ في طفولتي على خلط الطعام بالتراب .
وعلى تلوين الجدران ..بالالوان .
وعلى اعتبار الحياة كلها ..انتظار ..
للذهاب الى الملاهي ..في العطل !
كنت اتجرأ ..
واطلب ..من من حولي ما لا يستطيعونه .
كنت اطلب .
ان اكون اميرة.!
واطلب الالعاب الكثيرة.
كنت لا اردك ان للمال قيمه .
كنت جرئيه في طفولتى .
لا افهم معنى الالم .. !
...كنت ابكي .ان ضاعت دميتي ..!
وكان هذا بالنسبه لي هو اقصي الم !
كنت جريئة لأعتبار االحياة.
كقطعة حلوى .
وكدميتي سلوي .!
جريئة لأني ظننت ..
ان جارتنا ..التى تستمر في مضايقتنا ..
ومنادتنا من وقت الى اخر .
عجوز حمقاء ..
...
كنت اتجرأ ,..واخرج من عندها ..واخرج لساني لأغيظها .
كنت اتجرأ .
وانعتها ....العجوز الشريرة ..
من دون كل رفقاي ..
كانت تناديني ..لتلعب معي ..
..لكن الامر هو انها تناديني بغير اسمي ..
فأنا اشبه ابنتها المتوفاة ..! منذ وقت قصير .
كنت اتجرأ ..
وانتظر االجد الغائب ..
امام الباب ..
حتى يأتي من سفره الطويل . !
اتجرأ وانادي عليه ..
من شرفة المنزل .
ليعود ..
رغم ان سافر ..بلا عودة ! .
كنت جريئة للغاية .
ان اعتبرت نفسي ندا للحياة .
كنت غبية للغاية .
ان صدقت كل ما قيل لي في طفولتي ....
عن الحياة ..والفراق ..والألم . !
اه ..نعم ..
ذلك الالم .الذي يدمي المشاعر .,..
تلك الكلمات التى لا يمكن البوح بها .
هذه الوجوه التى لا يمكنني ابدا رؤيتها .!
حقيقه ان دميتي ليست ابنتى ...وانها قطعة من البلاستيك
وان الغرفة لا تبدو جميله ان دهنتها بألواني .
وان المال ..لا يزرع ..!
بل يجني بالعمل الطويل ..وان المال ..
هو سبب تغيب ابي كطويلا عن المنزل .. !
نعم ..
كبرت كثيراً
كبرت واختفت جرئتي امام قسوه تلك الحياة
إيمان والي