لا عِيدَ لِي !

[ابتسام آل سليمان]

في فترة الظهيرة تجاذبتُ و الممرضة الفلبينية أطراف الحديث ,
و إذ بها تقول:
متى العيد ؟
رددت:
العاشر من هذا الشهر ، تحديدا الثلاثاء القادم بإذنه
ابتسمَتْ وهي تقول :
عيد مبارك بعربية مكسورة
بادلتُها ابتسامةَ الفرحين ، و إذ بي أمسك بالبلاك بيري و أكتب :







لا عِيدَ لِي !
وَ الأُمْسِياتُ كَسِيرةٌ مُتَمَلْمِلَهْ
سَاعَاتُها حُزْنٌ وَ دَمْعٌ وَ الأَسى يَرْوِي جُمُوحَ الأَسْئِلَهْ
ليل ٌ وَ هَمٌّ و النّوى كَالرّيحِ تَعْصِفُ فِي رُبَى الماضِي و تَحْنِي السُّنْبُلَهْ
وَ الزّمْهَرِيرُ يَطُوفُ فِي الأَجْواءِ
يَجْتَثُّ اصْطِباراً قَابِعاً
أَوْ أَنَّهُ الجَلاّدُ أَدْنَى المِقْصَلَهْ!
!
لا عِيدَ لِي !

قَلْبي تَلَقَّفَهُ انْكِسارٌ ساحِقٌ
وَ الذّكْرَياتُ كَعــابِرٍ
لا بَيْتَ يَسْكُنُهُ
لا روحَ تَحْضنُهُ
لا خِلَّ يُسْعِدُهُ
وَ الأُمْنِياتُ كَأَخْيِلَهْ
!
لا عِيدَ لِي !

وَ العَابِرُونَ يُلَمْلِمونَ جِراحَهُمْ
وَ يُعَبِّئُونَ حَقائِبَ النِّسْيانِ إِنْ
أَلْفَوا شُجُوناً فَاخِرَهْ!
وَحَقِيبَتِي مِنْ ذِي المَواجِــعِ مُثْقَلَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !

وَالعَاشِقُونَ سَيَقْطِفونَ وُرودَهُمْ ،
يُهْدُونَها لِحَبِيبِ رُوحٍ آيِبٍ ،
وَسُرُورُهُمْ مِثْلَ الجِبالِ أَوِ الدُّنى
وَكَذا شُجونِي فِي المَدى مُتَناثِرَهْ!
!
!
لا عِيدَ لِي !

وَأَنا التَّي مِثْلَ الصّحارَى دَهْرُها ،
نَأْيٌ وَظَعْن ٌ وَالهَنا آلٌ وَذي الأَشْواقُ نَارٌ ثَائِرَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !

وَلَظَى الحَنِينِ يَسُومُني سُوءَ العَذابِ ، كَأَنَّنِي فِي الغَابِرينَ كَرِيشَةٍ تَسْرِي بِها رِيحُ الشّمـالِ إلى الجَنُوبِ وَما اسْتَقَرّتْ حَائِرَهْ !
!
لا عِيدَ لِي !

وَحْدِي أَنا مِثْلَ الضّياعِ أَوِ الشّتاتِ ، وَلَمْ أَزَلْ فِي عُزْلَتِي /
فِي غُرْبَتِي /
فِي ذا الأَنِينِ مُسافِرَهْ !
لا عِيدَ لِي !

 

[حمد الرحيمي]

نصٌ فاخرٌ جداً يا ابتسام طرز بالأنين و التنهيد و حيك بالوجع العتيق ...



نصٌ / نبضٌ يقتطع من أرواح العابرين أنفاسا ...






مبدعةٌ يا ابتسام ... و رغماً عن أنف [ اللاء ] ... كل عيدٍ و أنتِ بألف خير ...

 

[أنثى جموح]

وَ الذّكْرَياتُ كَعــابِرٍ
لا بَيْتَ يَسْكُنُهُ
لا روحَ تَحْضنُهُ
لا خِلَّ يُسْعِدُهُ
وَ الأُمْنِياتُ كَأَخْيِلَهْ
!
لا عِيدَ لِي !




ناااااااااااااااااااايفه أيتها الـ ابتسام
تسلم إيدك على ما خطّته قُبيل العيد ...
ويا رب يجيك العيد وانتي بألف خير !!!

بعيداً عن الممرضات
وبعيداً عن الهموم والأسى والأحزان
و
عيدك مبارك بكل اللغات واللهجات

 

[نادرة عبدالحي]

نصكِ يذكرني بصديق يوما عاتبة

لانه لم يلقي تحية العيد لو بهاتف صغير

فبادرني : لِما ياا نادره منذ متى ونحن نرى العيد؟
منذ متى كان لنا عيد ؟؟

ابتساام

ان للعيد ان يزورَ أحداقك وحدائقكِ
دمت بخير اعاده الله وجميعُ الاوطان محررة

 

[صهيب نبهان]

..

سلّمك الله من كل مكروه وحفظك من كل سوء

أرى في كلماتك المليئة بالأسى بصيص أملٍ وكوّة نور
ومن تبع الضياء فلن يغرق في العتمة

وُدي وتقديري

..

 

[د.باسم القاسم]

ابتسام ...
هكذا أقولها تجاوزاً لحاجز الشفافية كما هي محاولتك مع التفعيلة ...
يطمئني هذا الحراك ..في السياقات ..والقدرة على التنقل مع المحافظة على الترابط الدلالي ..
ولكن ....
النص القادم سننتبه أكثر للصور المبتكرة المبتعدة عن التكرار ..الخارجة عن التمركز المنطقي ..
صورٌ تبدو لاوعية ولكنها محفزة للوعي ...وتبدو متمردة ..ولكنها منضبطة في قانون الحداثة ..
سأضرب أمثلة :
وَأَنا التَّي مِثْلَ الصّحارَى دَهْرُها ،
نَأْيٌ وَظَعْن ٌ وَالهَنا آلٌ وَذي الأَشْواقُ نَارٌ ثَائِرَهْ !
هذا نموذج دلالي متكرر منذ امرؤ القيس إلى الآن ..
وَ الأُمْسِياتُ كَسِيرةٌ مُتَمَلْمِلَهْ
سَاعَاتُها حُزْنٌ وَ دَمْعٌ وَ الأَسى يَرْوِي جُمُوحَ الأَسْئِلَهْ
نلاحظ التوافق المنطقي ..كسيرة = حزينة / متململة = الأسى يروي ..وهكذا ..
ابتسام بمونة اللغة التي تجمعنا ...سأغير قليلاً لنرى كيف يتفجر النسق بالدلالات ..
والأمسيات ضريرةٌ ..
ساعاتها وجع انتظار أبيضٍ... أغرى جموح الأسئلة ..
ابتسام ..انتهى ماوعدت به ..وهاأنت في الحضرة بين موالي الشعر ..فاشطحي ..واطربي ..فالإسم عالي ..
دمت بخير

 

[ميسون الرملاوي]

أشاطركِ المشاعر ابتسام

يبدو أنني كذلك

لا عيد لي

سلمكِ الله من تضخم الحنين

 

[ابتسام آل سليمان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الرحيمي

نصٌ فاخرٌ جداً يا ابتسام طرز بالأنين و التنهيد و حيك بالوجع العتيق ...



نصٌ / نبضٌ يقتطع من أرواح العابرين أنفاسا ...






مبدعةٌ يا ابتسام ... و رغماً عن أنف [ اللاء ] ... كل عيدٍ و أنتِ بألف خير ...

كل عام و أنت في سرور يا حمد
جد شاكرة