فمٌ مغلقٌ.. ويعضّ بأسنانهِ الحزنَ
يا صحرائي الرمادية اخترقيني
لينمو دمٌ أبيضُ النبضِ.. مفترسٌ،
في أصيصِ تلاشيَّ.. بي
تتنفسني نقطةٌ وتعلّقني
في نحيبِ السوادِ
ولا حائطٌ اسندته الظلالُ يُلامسُ شكّي
سأغفو أخيراً، سأغفو كغابةِ موتي
كصوتِ الطنين المؤبدِ في أذنِ الكون
كالسحرِ عند جفاف الندى من على صدأ الوهم
كالإختناق السماويّ بالأنبياءِ وآياتهم
وسأسدِلُ هذا الفراغَ على رملِ شاطئِهِ
ثم .. أشرَقُ بالبحرِ
لن أتحدّاكَ يا موتُ، لن أتحداكَ..
أبكي أمامكَ، أنظرُ في عينكَ..
- اسمعْ صريرَ النوافذَ في قلقي..
عبثَ الريحِ في ذهبِ الخوفِ
لن أتحداك.. أُسلمُ خنصرَ قلبي لروحك
أعطيكَ منديلَ دفءِ حياتي
فجفّفِ به عَرَقَ الندمِ المتآكلِ من نصفِهِ عن جبينكَ
يا أنتَ يا أبداً صارخاً كشتاتٍ،
وطشتاً نحاسيّاً استطرقتهُ أكفُّ بلا أذرع..
وصدىً كعمودٍ بلا رأسَ ينطحُ خاصرةَ الله
يا قمري المتلعثم بي ، يا ابتلالي بهذا الدمارِ الذي أنا
أبصرُكَ..
اخترتني وفتحتَ عن الصدرِ
فتشتَ، فتّشتَ.. كفانِ من رعشةِ تلمسانِ قساوةَ قلبي
وعينانِ ترتجفان لِما رأتا من دمي،
أيها الموتُ
يا أقحوانِ الفجيعةِ، يا صاحبي، يا أنا كاملاً بكَ، يا أنتَ مختصراً فيّ
يا موتُ .. يا (شَخْطَ) عود الثقاب الأخير على مشطِ ما لستُ
لن أتحداكَ ..
لن أتحداكَ..