" القـرية " ذكرياتٌ وحكايات . . - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
إلى معالي الشوق ..! (الكاتـب : طلال الفقير - مشاركات : 0 - )           »          لحن أغنيتي (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 4 - )           »          بنت السحاب .. (الكاتـب : ريم الخالدي - مشاركات : 6 - )           »          تحوّلات الشاعر من قصيدة العمود إلى قصيدة النثر (الكاتـب : مهند الياس - مشاركات : 0 - )           »          بعثرة حرف !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75345 - )           »          غيمـه وميـلاد ! (الكاتـب : صلاح سعد - مشاركات : 42 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7501 - )           »          المقهى (الكاتـب : كريم العفيدلي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 2 - )           »          إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-2008, 12:49 AM   #1
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

افتراضي " القـرية " ذكرياتٌ وحكايات . .


بسم الله منزل الكتاب . .

وبعد :

في إجازتي الأخيرة وفي غيهب غيابي الأخير كنت أتمتع بإجازة في أحضان

قريتي الصغيرة . .

فيها ترعرت وكبرت وتعلمت . .

فيها عاصرت الكثير من القصص والحكايا والذكريات . .

وفي مدة إجازتي الأخيرة بعثرت أناملها تراب الذكريات

عن أحداثٍ وذكريات وقصص مررت بها

وعايشتها في دروب وساحات وبيوت قريتي الطينية . .

انتقالنا لـ بيتنا الجديد . . منحني شعورٌ بالغربة عن عمري الذي قضيته في تلك القرية . .

بعدي عن تفاصيل بيتنا الطين القديم أخذ بيدي يقودني إليه . . ذات حنين . .

في زياراتي المتكررة له عادت بي الذاكرة كثيراً لتفاصيل خلتني نسيتها مع مرور الوقت

وتباعد الزمن . . ولكن هيهات وأنا أُشربتها مع دمي وفي خلايا عقلي . .

بعض تلك التفاصيل يتنافى مع روحانية هذا الشهر الكريم . . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سأرجئ الخوض فيها حتى نهاية موسم الخير . .

وسأكتفي في هذا الوقت وهذا المتصفح العابق برائحة الطين ، رائحة المطر ، رائحة الماضي

رائحة الذكريات ، رائحة الاجتماعات ، رائحة القرب ، رائحة التواصل المفقودة ،

رائحة مواسم الفرح ، رائحة المؤاساة . .

سأكتفي بـ تفاصيل شهر رمضان في جنبات قريتي القديمة وبالأخص بيتنا الطين

القديم . .

بعد أن أضع بين أيديكم ملخصٌ عن قريتي وبعض الصور التي ألتقطتها هناك . .






(نقطة نظام )

لاأعلم سبباً معيناً لكتابتي هذا المتصفح سوى أني أحببت أن تشاركوني لحظات الحنين

وبعض القصص والذكريات من عمق القرية . .





(احترامات . . قروية )


سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "



سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2008, 01:19 AM   #2
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سعـد الوهابي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

سعـد الوهابي غير متواجد حاليا

افتراضي


قريتي . .

" قرية الوهابة "

قرية صغيرة في مساحتها . . كبيرة بقلوب أناسها . .

قرية جنوبية جنوبية جنوبية . .

تبعد عن المحافظة التابعة لها ستة عشر كيلومتر فيها نقطة أمن . . استحدثت مؤخراً . .

عدد سكانها تقريبا بين الألف والخمسمائة إلى الألفين . .

يجمعهم لقبٌ واحد وقلبٌ واحد ومكان واحد . .

قرية صغيرة . . يجمع أهلها جامعٌ واحد ويأتمون بإمام واحد . .

يجمع ابنائها مدرسة واحدة بمراحلها الثلاث . .

ويجمع بناتها مدرسةٌ واحدة . .

بها مستوصف صغير استحدث فيه فيما بعد مختبر . .

قرية تقع على ضفاف وادي كبير . . وفي سفح جبلٍ كبير ايضاً . .

انتقلت لـ العيش فيها في سن الخامسة . . بعد أن قضيت خمساً من سنين عمري في

البادية . .

استظل السماء وافترش الأرض . .

كان انتقالنا من حياة البادية إلى تلك القرية الغريبة عليّ حينها مغامرة واكتشاف جديد . .

سألت أبي وقتهاسؤالاً طفولياً : لماذا انتقلنا ؟

فأجابني . . (لأضمن لكم جميعاً حياة مستقرة وتعليمٌ أفضل )

مع إجابته تلك شعرت أننا سننتقل لأفضل مكان في هذا الكون

كنت أعتقد أنه لايوجد في هذا الكون سوى تلك القرية وتلك الأودية السحيقة وتلك الجبال

اعتقادٌ طفوليٌ جداً . .

أدركت برائته فيما بعد . .

انتقلنا لـ بيت جدي الطين الذي بناه جدي ولم يسكنه . . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ولم أكن أدري أن ذلك الانتقال سيفتح لي ابواب جديدة وسيحرمني من اشياء كثيرة



القرية . . مرحلة من حياتي لاتموت . .


(يتبع )




(احترامات . . متنقلة )

سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "



سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2008, 11:42 PM   #3
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سعـد الوهابي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

سعـد الوهابي غير متواجد حاليا

افتراضي




هنا بعض الصور التي ألتقطتها من وسط القرية القديمة . .

هنا تعلمت الكثير . .

وهنا تعلمت ثقافة الجماعة . .

وهنا انكسرت عقدة نفوري من كل ثقافة وكل حياة لاتمت لـ طفولتي البدوية . .

هنا ترعرعت وتفتحت مداركي . .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


بيتنا الطين القديم . .





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهذه صورة لـ مجموعة من البيوت الطينية القديمة والمتهالكة بعد أن ارتحل عنها أهلها

وانتقلوا لـ حياة الفلل والقصور خلف الجدران الأسمنتية . .




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهذه صورة لجزء من القرية مُلتقطة من على سطح بيتنا القديم . .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهذه صورة أخرى من ذات المكان . .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وهذه صورة برج مراقبة في وسط القرية . .





(ملاحظة )

تعمدت تصغير الصور حتى لايكون المتصفح ثقيلاً وعريضاً أكثر مما يلزم . .

ولـ مشاهدة الصور بـ حجم ودقة أكبر ماعليك سوى الضغط على الصورة . .






(احترامات . . قديمة )


سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "



سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-19-2008, 06:51 AM   #4
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سعـد الوهابي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

سعـد الوهابي غير متواجد حاليا

افتراضي





" طفلٌ قروي "


القرية . . نظامٌ حياة مقيد بقيود بسيطة أكثر من حياة البادية . .

في بداية انتقالي للقرية كانت الدهشة والتعجب هما الصفتان الملازمة لي على الأقل

في أول موسم مر علي منذ انتقالنا . .

كلُ شيء مختلف جداً . .

طريقة العيش ، التعامل ، التواصل ، الغذاء ، العمل . .

من حياة بدوية حرة لايقيدها أي نظام سوى نظام الشيمة وفقط الشيمة

إلى حياة قروية مقيدة بـ بيوت ، وحقوق الآخرين ، ونظام بسيط لاأرى فيه الآن أختلاف

كبير عن ماكنت عليه في البادية !

ولكن وقتها كان كل شيء يشعرني بالاشمئزاز . .

الناس تسكن بيوتاً وتغلق عليها أبوابها . .

هذه حدود أملاك فلان لاتتعدى عليها !

هذا يخص فلان احذر أن يراك تقترب منه !

هذا ممنوع وهذا مسموح

و . . و . . و

الأغنام في حظائر ، الأبل قلةٌ هم من يمتلكونها في القرية ومن يمتلكها يستخدمها في

ري المزارع !

لازلت أتذكر خروجي في أول يومين للعب مع أطفال القرية وكيف استنكروني وعاملوني

كأني غريب !

زاد حنقي وقتها على أبي وعلى الأطفال . . وكرهتهم جميعاً حينها . .

وأذكر سماعي لأول مرة صوت المولدات الكهربائية / مكائن الكهرباء قبيل آذان المغرب

وملامح الرعب التي ارتسمت على وجهي حينها ويد والدتي تربت على كتفي

وتطمئنني . .

كنت أتعجب كيف يعمل هذا المولد ويضيء ثلث بيوت القرية حينها ؟

وفهمت فيما بعد أن أهل القرية جمعوا مبلغاً من المال اشتروا به ثلاثة مولدات كهربائية

يتناوبون على صيانتها وتشغيلها في نظام انخرطت فيه مع مرور الوقت . .

كانت تعمل فقط لخمس ساعات أو أقل أحياناً . .

فالجميع ينام مبكراً . . ويصحو مبكراً

لايوجد في القرية أي ملامح تقنية حينها . .

لا كهرباء ، لاتلفزيون ، لاهاتف ، وسائل النقل / السيارات تُعد على أصابع الكفين . .

كل شيءٌ هناك بالفطرة . .

أذكر مذياع أبي . . وإذاعة لندن . .

لم نكن نسمع به سوى آخر الأخبار التي لم أكن أفقه منها شيء . .

كان محرماً علينا أن نقترب منه لا أن نلمسه . .

كان ثميناً جداً . .

فهمت لاحقاً أنه كان وسيلة التواصل الوحيدة آنذاك مع العالم الخارجي . .

الذي لاأعرفه وقتها . .

براءة كانت تلك الطفولة جداً . .

القرية . . بأزقتها ، ببيوتها ، بـ مزارعها ، بأُناسها كانت عالمٌ جديد . .

كلُ شيءٍ فيها كان يدعو للعجب حينها . .

كيف تمكنوا من بناء هذه البيوت والقلاع ؟!

من بناها ؟

كم عمرها ؟

من حفر كل تلك الآبار ؟

من سوّر تلك المزارع ؟

من أخترع نظام الري ؟

اسئلة كثيرة كانت تدور في خلدي حينها . . استفهامات بريئة . .

كل هذا . . ولازال في صدري حسرة كبيرة على حياة الـ حرية / البادية . .

كنتُ اسأل أبي متى سنعود لـ بيت الشعر ؟

فـ يزجرني بنبرة صوته الحادة :

( لن نعود )

أصمت خوفاً وحزناً . . وأحاول أن استوعب هذه الحياة الجديدة وأفهمها جيداً

كي أتأقلم . .





( احترامات . . طفولية )

سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "




التعديل الأخير تم بواسطة سعـد الوهابي ; 09-19-2008 الساعة 06:53 AM.

سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-28-2008, 09:16 PM   #5
سعـد الوهابي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية سعـد الوهابي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

سعـد الوهابي غير متواجد حاليا

افتراضي


.

( بداية شقية )
.
.
في العام الأول لانتقالنا لـ القرية . .

كان كل شيء منفر بالنسبة لـ صغر سني وتغير أسلوب الحياة . .

وبناء علاقات جديدة . .

كنت على وشك إتمام السادسة من عمري . .

كنت على موعد للالتحاق بالمدرسة في بداية العام الدراسي القادم . .

كنت أتمنى ذلك كل صباح . . حين أسمع صوت القارئ الشيخ

" عبد الباسط عبدالصمد " و " محمد أيوب " كل صباح في مكبرات الصوت في المدرسة

القريبة . .

كل شيء في القرية حين أتذكره الآن كان جميلاً ، بسيطاً ، قريباً من النفس . .

حارس المدرسة كان يأتي يفتح أبواب المدرسة مبكراً ويضع المسجل الصغير بالقرب من

ميكروفون المدرسة وفيه أحد أشرطة المقرئين . .

فـ تخشع القرية ، وتشعر بالروحانية مع شروق الشمس ، وتحس بقرب الجميع من الله

وتعلقهم به بعيداً عن الماديات والمصالح . .

الكل يصحو مبكراً حتى صغار السن . .

كان الجميع لاينام بعد الفجر فالكل يستعد الطالب لـ مدرسته ، والموظف لوظيفته ،

والمزارع لمزرعته والراعي لـ غنمه . .

أيامٌ كنت أستمتع بـ الجلسة في ركن بيتنا الشرقي . . مع أبي كل صباح

لـ نتشمس ونستمتع بـ أشعة الشمس في الصباحات الباردة . .

كنت أحاول أن افهم كل شيء مبكراً ، أن اتعلم كل شيء مبكراً . .

كنتُ أتعمد الخربشة في كتب ودفاتر إخوتي المدرسية غيرةً وحسداً من عند نفسي . . نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لأن أبي قال لي : لازلت صغيراً على الذهاب للمدرسة في العام القادم ستذهب معهم . .

وكثيراً ماضربني أبي من أجل هذا . .

لازلت أنفر ممن هم في عمري من أبناء القرية بعد موقفهم اللئيم كما كنت أراه . .

لاأحب أن اجتمع بهم أو ألعب معهم . .

كنت أنفر منهم فـ تجدني في غالب الوقت مع أبي . .

نرعى الغنم أو في المزرعة ، أو نبحث عن إحدى الأبل المفقودة . .

كنت أزعجه بالأسئلة والاستفسارات . .

وكانت إجابته المعهودة والمكروهة في نفس الوقت

( إذا كبرت بتعرف ) نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كان أبي يأخذني معه مراعياً لصغر سني ، وعالماً بموقف ابناء القرية مني وموقفي

منهم ، ودرءً للمشاكل . .




- أول . . الغيث . .

أتذكر أن أبي رفض أن يأخذني معه ذات يوم . . وزعلت وغضبت

وارتكبت الكثير من الحماقات في البيت مما توجب على والدتي تأديبي بـ عصى الرمان . .

ومع ذلك لم أتوقف . .

خرجت من البيت . . إلى ساحة القرية ( البسطة ) أمام المسجد هناك كان اجتماع صغار

السن ومكان لعبهم . .

قررت أن اكسر الحاجز بيني وبينهم حتى أجد مكاناً أذهب إليه في أي وقت يرفض والدي

أن يأخذني معه . .

كان من بينهم . . ابن جارنا وقريبنا

عبدالعزيز كان يقوم بدور الموجه والمدير والقائد

أتيت إليهم وسألت عبدالعزيز أن أشارك معهم في اللعب . .

طبعاً . . مطاردة ، وغميمة ، وبناء قرى ( ترافيان ) ولكن بطريقة بدائية . .

رفض ولاأعلم السبب ولكن أذكر أنه تهجم علي ودفعني بقوة فسقطت على ظهري

وكان خلفي علبة لاأذكر علبة ماذا ولكن كانت في شكل علبة حليب وادي فاطمة وكانت

مدفونة في التراب ولايظهر منها سوى طرفها العلوي الحاد . .

وقع رأسي على الطرف الحاد وانفلقت نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طبعاً . .

ففي الخمس السنوات الأولى كانت الانزلاقات والفلقات والجروح أكثر من عدد أيام عمري

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

منظر الدم في أعينهم كان مخيفاً جداً . . أرى الخوف في أعينهم . . والكل يصرخ

دم ، دم ، دم

وأنا افرك فروة رأسي ومحل الجرح وعيني تبحث عن عبدالعزيز !

وماأن رأيته وتأكدت أنه لم يزل قريباً حتى تناولت حجراً بحجم كفي الصغيرة

وأرسلته عليه وهو يركض نحو بيتهم . . حتى ارتد من بين قرنيه بطريقة عجيبة لازلت

أذكرها جيداً . .

لم أكترث لصراخه وسقوطه وبكاؤه ولم أعر الأمر أي اهتمام انطلقت إلى أمي

وولولت وأخذتني بحضنها . . وتفقدت الجرح وقامت على النجر وأخذت قهوة على ماأعتقد

وطحنتها ودقتها جيداً وغسلت الجرح ثم وضعت القهوة عليه . .

كدت أطير من الألم والوجع وشدة الحرارة . .

لفت رأسي بشماغ بالي . . وسألتني كيف حصل هذا ؟

وأخبرتها . . بكل شيء ولو أفوت أن أخبرها أني أنتقمت لـ نفسي من

عبدالعزيز . .

وماأن سمعت بالخبر حتى رمت بي من حضنها وسألتني عن حاله وماذا حدث له ؟

ببراءة قلت : ماأدري عنه جعله يموت نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خرجت تستطلع الأمر وأنا اترقب عودة أبي . . لأخبره

حتى لايتركني ويرفض أن أرافقه . .

عادت أمي بعد رحلة الاستطلاع ورأيت في عينيها غضباً شديداً فـ هربت

اقسمت علي بأغلظ الايمان أن اعود وأخذت منها عهداً شرطاً لعودتي بأن لاتضربني . .

وافقت وقالت إن لم أضربك أنا سـ يفعل والدك نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ياالله . .

لحظات انتظار القادم المجهول وإن كانت بشائره توحي بـ علقة ساخنة جداً مؤلمة

وحمل ثقيل على طفلٍ في سني . .

عاد أبي قبل صلاة الظهر . . ولم ألقاه كـ عادتي . .

سأل عني أمي : أجابته بأني في غرفتها / دارها

استغرب أبي . . وناداني وما أن سمعت صوته حتى ارتجفت

وكدت أن أُشل . .

نزلت إلى أبي ولما رآني . . اعتزى ( أخو منور ) ويش ذا اللي في رأسك ؟

وجدتها فرصة بكيت واخبرته بالسالفة كاملاً . .

ولما أخبرته عن انتقامي من عبدالعزيز سألني ماالسبب الذي دفعه لـ دفعك ؟

أخبرته أنه لايوجد سبب إلا أني أريد أن اشاركهم اللعب وفعل مافعل . .

ابتسم أبي . . وانكشفت الغمة وقبل جبيني وقال :

(لاتخطئ على أحد ولاتخلي أحد يخطئ عليك وإذا اخطئ أحد عليك خذ حقك بيدك )

ضحكت . .

وكانت الابتسامة بعد الدموع . . جداً جميلة . .

تبتسم . . وتسترد عبراتك . . الخائفة . .

سمعتُ أبي يسأل أمي عن عبدالعزيز :

أخبرته أن في مؤخرة رأسه جرحٌ بحجم الأصبع السبابة

وأنها ساعد أمه في تطبيب جرحه وأنه بخير . .

كان كبار السن في القرية يرون جميع صغار القرية ابنائهم . .

فتجد أحدهم يضرب ابن الآخر إن وجده مخطئاً . . ولايعترض الآخر

لأنه يعلم سلامة نية الأول . . وأنه متأكد بأنه لن يفعل مثل هذا الفعل إلا بحثاً عن

مصلحة . .




يتبع . .




(احترامات . . شقية )

سعـد

 

التوقيع






"اللهــم أرزقهـم أضعاف مايتمنونه لي "



سعـد الوهابي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.