الطريق حزين في محكمة الخيال..

[عبدالوهاب طلال]

مدخل طريق00:قد لا تقاس الطرق بالمساحات الطولية والعرضية؛بقدر ما تقاس حينا

بالذكريات؛أيا كانت؛كانت الأصالة الهندسية النمساوية حاضرة في المباني التي تحيط

بجانبي هذا الطريق؛أو قل يمر هذا الطريق بين ضفتي المباني وطوبها العريض في

مقاومته لعوامل التعرية عبر السنين؛وتمر السنون ويتجدد الطوب؛وبأسفل المباني

محلات لماركات عالمية؛والمقاهي قليلة العدد؛تفترش طاولاتها الأمتار القليلة حتى

الوصول لمنطقة الرصيف؛كان جالسا يقرأ جريدة مرورها0000:


توطئة:ياسيدة الخُطوات::أنا الموصول فيكِ00وأنا المعلوم والمجهول فيكِ0

لا يستويان؛معلوم ومجهول؛إلا بأحاسيسي لديك؛اضطراب أحاسيس0

سحقا للضبابية0000وتحيا واو المعية0

سرتُ دون الخطى وأنتِ في هذا الطريق الحزين00حزين ياهذا الطريق0

اتكاءة:وعندما ألحظ قدومها؛تتقفز الورود في ريثية مشيتها؛وتقترب؛وتقترب؛تحجب

جريدتي؛عيني عنها؛ثم تنزل جريدتي بدرجة هبوط معينة؛حسبة فيزيائية اجيدها

واسترقُ النظر؛كأن نظري يهمس؛بل يحدس؛أجيد أنا سرقات النظر0ونلتقي أنا

وهي جسدين؛عند خط التماس عرضا؛وما إن تتجاوزني دبوراً؛ امعن النظر؛

أعشق أنا تلك الخطي الرقيقة؛والطريق ينتشي بوقع كعبيها؛كأنها جاءت ضمن

هندسة المكان والذوق التصميمي0000

(محكمة00محاكمة سارق النظر خلسة)

التهمة:دقق في النظر00ساعة اجتيازها لخط التماس بينهما00وهي بحالة تجاوزها0

النيابة:كانت نظرته مركزة اشعاعية؛لحد العشق والتجلي؛دون أن تدري هي00000

الدفاع:هي نظرته الأولى له؛ولا تحتسب كنظرة ثانية؛لأنه لم يستأنف النظرة الثانية0

الطريق:يرفض الشهادة00هو في حالة زحام00وإن استشعر أشعة فوقية تخترق0

المحكمة:براءة مع ضمان المكان له00السرقة تمت ضمن نطاق النظرة الأولى 0


المحتوى:ياسيدة الحرف؛؛أنا إعراب حكاية واستثناءُ فيك؛وأنا الضرورة الشعرية0

وأنتِ أوزان الخطى000ومرونة الزحافات000وحدود القوافي0

(دخيل الله00تتمخطري عالجماد00والبشر تشوف)

هذا الطريق أدري يزهابك00ِوالمباني تعكس أوصافكِ00والزحام يفتحلك بابه تمري0

وأنا بس هذا حظي منكِ00بس النظر00لا وبعد مسروق00آه بس لو أقدر0

ودي أكون زاوية احساس فيكِ0وتوازن0وان جحدتي00تطيحين000وأقول اسم الله0

شايفه عوابتي؛أنا عوب؛وملقوف؛اطيحكِ؛وأقول بسمله عليك0

(محكمة00محكمة الضرورة الشعرية000000)

التهمة:استخدام الضرورة الشعرية من دون وجود حاجة الضرورة؛واستخدام العامية

النيابة:سرق هذا الاستخدام في غفلة من الفصحى؛وادعى الضرورة؛وهوفي فسحة0

الدفاع:هو قريب من بحر الأخفش المتدارك؛أما تمرده على الفصحي؛ذلك كان تحت

تحت السيطره؛ونرى ألفاظه العامية؛مشتقة من فصحاهُ؛ونأمل مراعاة الجانب

الحسي الطارئ؛فالأمر تحت السيطرة؛وهو يتكفل بقمع عاميته لأجل فصحاهُ0

المحكمة:بعد التأكد من سلامة اللغة من الخطأ إلا الندر؛ومراعاة الموقف الحسي

اللغوي؛وتوظيف روح التشريعات؛يتم اطلاق سراحه بكفالة ذكريات الطريق0


سيدتي الفطِنة:هل تعلمين أن فنجال قهوتي؛انساه؛فيثلج؛ومع نشوتي في قدومكِ0

اقرأٌ الجريدة؛ويدي تتهزز؛بدرجة أقل من الرعشة؛فكيف اشرب قهوتي0

أتريدين أن تزيد ربكتي؛؛فيصاب هندامي بالدلق؛دعِِ الفنجال بدرجة تجمد0

والكافيين يزيد من توتري؛هذا إن سئلتِ00لماذا لا تشرب قهوة مروري؟


(محكمة00المشروبات التذوقية والمزاجية)

التهمة:عبودية للفنجال وعبوثية مدفوعة التكلفة؛واستحقارٌ لغوي باستخدامه للام

الفنجال بخلاف الشائع؛وهو نون الفنجان000000ضاق ذرعا الفنجان به00

النيابة:حرب نفسية متعمدة ومترصدة؛بأسلوب الاهمال والعبودية واستعراض القدرة

الشرائية؛؛نخشى تدخل قوى خارجية في سياستنا الداخلية مع البن والمسميات0

الدفاع:نحن أصحاب سيادة؛مع تقديرنا للسامبا البرازيلية؛والبن السعيد؛كما أن موكلي

مشغولا في قضايا مصيرية؛في جريدة مرورها؛وسقط فنجاله سهوا منه؛كما أن

الأصل في المعجم الوسيط ختم الفنجال باللام؛وذلك لا ينفي او ينتقص من استخدام

نون الفنجان؛مع مراعاة رغبة موكلي في الحفاظ على سلامة هندامة000

الطريق:لا يشهد00فهو في حالة ترقب؛؛ويفتقد لجهاز قياس البرودة وسخونة القهوة0

المحكمة:براءة المتهم؛لاعتبارات عدة؛اعتبار ما سيكون ؛واستخدام الاصل مع اباحة

المعرب؛وتعصي شهادة الطريق؛ومراعاة الناحية الجمالية الهندامية000

حاشية:أين الفضاءات وألتقيكِ دون شكوى؛؛حينها لا أفرق بين الجُبن والجرأة0

هي جسرة متحفظة؛اتنفسكِ فيها؛وكلمةٌ محتبسة؛أأأحُبكِ0

مللتُ من عيني تلمحكِ وتتوارى؛وجسد يرتعش ويتماسك0

وقدم تتقدم وتتراجع؛وآيادٍ تلتمس حاضرها ومستقبلها معكِ0

كأني في دير رهبنة؛؛وعبوس وجه قسيس؛؛يرتقب الموانع0

يؤلمني؛؛ضربكِ لي من تحت الحزام0وفي رذاذ خطواتك؛تضربين المطر؛

ويهطل المطر؛مضروبا لا ضاربا؛يداعب شعرك المطر؛فتتناثر الخصلات؛

ألمحكِ وبخار الفم يتبخر؛؛ويبالغ التبخر بأنفاسكِ؛؛وأحسد التبخر أنا أنا؛

وأحقد على المطر؛يالا جرأة المطر فيكِ؛؛حينها تمنيت أن أكون كتلة طبقية واتبخر0

(محكمة00اهمال للقيم الثقافية النتويرية)

التهمة:الجريدة قيمة تنويرية؛لايمكن استخدامها كالوس اختباء وترصد وترقب0

المحكمة العسكرية:كان يوجد معلومات عسكرية عن الزئبق الأحمر؛لماذا تتزود

بتلك المعلومات؛ومن أين حصلت على تلك النسخة الصحفية0

ومن سربها لك؛ومن يقف خلفك؛ومن ومن ومن ومن ومن ؟

توصية:سادتي أنا من يقف خلف الجريدة؛أنا من يقف خلف الجريدة؛أنا حينما هي

تتعدى خط التماس؛اضع الجريدة في حضني؛وارتقب المسافات؛حتى أسألوا

هذا الطريق الحزين000

المحكمة:السجن المؤبد؛للجاسوس النووي00لا لا00 أريد محكمتي المدنية0

ألا تعلم أن البلد في حكم قانون الطوارئ00لا لم أكن أقرأ الجريدة0


وجئتك بعد أمد00وأنت حزين ياهذا الطريق00وانتظر مرورها فيكِ0

تناظرني وتدمع تشققا00ألم تر شحوبي؛وثقوبي0000

حتى أنت؛ لا تحمل جريدة مرورها00000

حزين أنا ياهذا الطريق بدون جريدة مرورها0

المراجع:فلسفة طريق
تأليف:عبدالوهاب طلال الشمري

 

[قايـد الحربي]

عبدالوهاب طلال
ـــــــــــــــــ
* * *



أرحب بك مُجدّداً ،

:

مُحاكمةٌ مُحْكَمَة [ الحُكم ] __ ،
و التنفيْذُ : سحرٌ من بيانٍ يُبيْنُ السحر بالألوان .

عبدالوهاب

السابق : العابق .. بالفضاء ، مليءٌ بالشموس
و الصباحات و الإشراق ،
فشكراً لك أيّها الرائع حدّ الدهشة .

 

[خالد صالح الحربي]

:
ياعبدالوهاب / وهبتنا الكثير و الوَثِير من اللّغَة ،
وعلّقتنا على طَرف غيمةٍ وترنيمةٍ قادمة
بصدق أعدكَ بالمتابعة إذا حضرت
وأعدك بالمُعاتبة إن غبت .
لكَ ولقلمك / جنائنُ الورد .

 

[أصيله المعمري]

بالفعل
وحده الطريق الحزين الذي يقودنا لـ محكمة خيال
كـ نهاية درب
أو شارع مبتور


.
.
عبدالوهاب
سردك : عجب



لله درك

 

[عبدالوهاب طلال]

قايد الحربي...شكرا أيها الصديق على جماليات لفظك...شكرا لروعة القراءة منك وبك...مودتي لك.

 

[نهله محمد]

عبد الوهاب..
محكمة..!
لابد أن أقف ضد حرفك أيضاً
وأرفع قضية سرقة...
فقد سرقت تلك الحروف دهشتي...

 

[شموخ أنثى]

عبد الوهاب

يا قاضي الخيال والعشق ...

رائع حد الدهشة ...؟
مدهش حد الروعة...؟

احتراماتي اتلوها بلا عدد

 

[وَرْد عسيري]

وَ تُمسِكُ الحَرف .. يمنحُكَ هُو نفسُه وَ تُعطِيهِ زِينتَهُ وَ تَقرأ عَليهِ بَعضَ
عُجابِك .. فَيكتَمِلَ وَ يُجمّل بِ أدقِ الروْعَاتِ .. وَ أجدَد الأفكَار ..
ثُم تَجعلهُ لَنا .. فنتلقَمهُ مدهُوشِون غَارقُون فِي المُتعَة .. وَ ما إن نُريدَ بِك وَ بهِ
إحسَاناً .. ما استَطعنَا !

شُكراً عظِيمَة