لكل المواسم طقوسها الخاصة وبما أن الصيف أطلق أجنحته فإن الناس في كل بقاع الأرض بدأوا وفقاً لما تقتضيه طبائعهم في ممارسة الطقوس الخاصة به ولعل أبرز هذه الطقوس (السفر) بهدف السياحة، فهناك من يشد الرحال لمغادرة البلاد وهناك من يفضل أن يتنقل بين مدن المملكة هذا فيما يخص العائلات أما الشباب فإن معظمهم سيتجه للخارج بطبيعة الحال، مما يفرض التساؤل العريض: لماذا يفضلون الخارج؟ حيث تحاول (الرياضي) من خلال استطلاعها لآراء الشباب والمختصين أن توجد الإجابة الفعلية لذات التساؤل في هذا التحقيق:
لـ(العائلات فقط)
بهذه الجملة بدأ بندر الحمراني حديثه لـ(الرياضي) بشأن السياحة الداخلية وتابع قائلاً: يصعب جداً أن يجد الشاب متنفساً حقيقياً للسياحة الصيفية هنا فالجملة التي ذكرتها في بداية حديثي لم تزل تشكل عائقا حقيقياً لكل ما يمكن أن يشكل متعة للشباب فالأسواق ومدن الملاهي والقرى السياحية والشاليهات وكل مكان ترفيهي إجملاً يغلق أبوابه في وجوهنا بعكس ما يحدث في الخارج لذا تجدنا مضطرين للسفر وإن كنا سنتحمل بذلك أعباء مادية كبيرة غير أنه ومن وجهة نظري يظل ضرورياً فالمتعة والترفيه جزء مهم من حياة كل فرد، ويضيف حول الدول التي يفضل زيارتها أنه من عشاق الدول الشرق آسيوية خصوصاً أندونيسيا وماليزيا معللاً هذا الاحترام الكبير الذي يكنه لهذه الدول بالطبيعة الخلابة والأمن بالإضافة إلى كونها دول إسلامية قد تكون نوعاً ما محافظة، وتتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا كما أن الشعب هناك مسالم ومحب، ويتقبل عاداتنا وتقاليدنا بشكل ممتاز، ويزيد حول ما يدور حول السفر من شبهات قائلاً: أنا لا أنكر أن بعض الشباب يسافر لأسباب قد تكون غير سوية أو غير شرعية إن صح التعبير ولكن من يفعل ذلك لا يمثل سوى نفسه، إذ أنني أعرف شباب يسافرون مثلاً من أجل النساء أو المشروبات المحرمة، وهذا الأمر بالتأكيد يضايقني لهذا علينا أن نحسن الوضع فيما يخص إتاحة الفرص أمام الشباب فيما يخص السياحة الداخلية لحمايتهم من مثل هذه الأمور.
فيما شدد الشاب علي البصيلي أحد هواة السفر والذي سبق وأن قام بزيارة عدة دول أوروبية على أهمية توعية الشباب قبيل السفر مبدياً يأسه من إتاحة الفرصة للشباب في ممارسة المتعة دون قيود من خلال السياحة داخل السعودية على الرغم من أن المملكة تضم (على حد تعبيره) مواقعاً سياحية مذهلة، هذا وقد أردف: إن من العوائق التي قد تواجه الشاب في ذات الشأن ارتفاع الأسعار خاصة ما يتعلق بالسكن من فنادق وشقق مفروشة وغير ذلك بشكل مبالغ فيه، إذ أن السياحة في الخارج قد تكون أقل كلفة من نظيرتها في الداخل، وزاد: أنا كشاب إذا أردت أن اقارن بين السياحة هنا وفي الخارج ووجدت أن الثانية أقل كلفة سأفضلها بالتأكيد لأنك ستجد ثقافة مختلفة وأجواء أيضا مختلفة قد تزيد من رصيدك الثقافي وقد تكون ممتعة بشكل أكبر.
أما محمد الثعلبي الذي قام بتزويدنا ببعض الصور من سفراته إلى الخارج، فقد أبدى ولعه الشديد بالسفر، حيث يحرص على ذلك مع كل صيف فيما يمارس السياحة داخل السعودية بشكل متقطع في بقية فصول السنة، إذ يرى أن فوائد السفر أكثر بكثير من الضرر المتوقع مستدلاً على حديثه بنظرية فوائد السفر السبع حيث لا تتعدى مضاره الواحدة، كما توجه بنصيحة إلى شباب جيله بالسفر شريطة أن يراعوا واجباتهم الدينية وأن يعوا جيداً أنهم يمثلون أوطانهم لذا يتوجب عليهم أن يكونوا أهلاً لهذه المسؤولية وألا يسيئوا أبداً للأرض التي تستحق صدقاً أن يجيد أبناؤها تمثيلها خصوصا وأنها مهبط الوحي وأرض الأنبياء وقبلة المسلمين.
ويوافقه الرأي الشاب عبدالله الجيلاني شاب يهوى السفر كثيراً (وفق تعبيره) إذ أكد بدوره أن على الشاب أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته وأن يعي ما له وما عليه وألا يسمح لشيطان أن يكون رفيقه الدائم مشدداً على أن هذا لا يعني بالضرورة تقييداً للمتعة إنما تقنينا لها بشكل يتوافق مع الدين العظيم الذي نؤمن به، وزاد على ذلك ناصحاً الشباب أن يكونوا أكثر جرأة وتحرراً وحرصاً على الاستفادة وألا يستحوا من السؤال والاستطلاع عن كل جديد، وزاد أن الشاب السعودي قد يكون مطمعاً لبعض مواطني الدول الأخرى إذ ينظر إليه بعضهم وكأنه بنك يحرص أن يستخلص منه أكبر قدر ممكن من المال محذراً من الوقوع في مثل هذه المطبات التي تأتي في الغالب من طرق مشبوهة أو محرمة، إذ الاحظ مثل البقية أن جل من يتعرضون لعمليات نصب أو سرقة هم من مرتادي مساحات الرذيلة، أما بشأن السياحة الداخلية فقد أردف أنه لايزال أمامها الكثير لتتطور إذ يعد السينما من أشد المرغبات في السفر للخارج متسائلاً عن أسباب منعها في السعوديه
؛