فَيْــرُوز
شِعر.. صُهيب نَبهان
قَالَتْ تَرَفَّقْ ..
ثُمَّ أَرْخَتْ نَبْضَهَا
وَاسْتَرْسَلَتْ فِي الصَّمْتِ ..
تَصْحُو تَارَةً ..
وَتَبُثُّ لِلأَهْدَابِ حِينًا ..
غَمْضَهَا
وَتَسَاقَطَتْ رُطَبًا ..
عَلَى رَحِمِ الْفُؤَادِ ..
فَعَادَ يَخْفِقُ إِذْ نَمَتْ ..
نُطَفُ الْمَشَاعِرِ فِي حَشَاهُ ..
وَأَسْقَطَتْ عَمْدًا ..
هُنَالِكَ بَعْضَهَا !
***
وَتَعَاظَمَ الْعِشْقُ الَّذِي ..
قَدْ شَبَّ فِي حَرْفٍ ..
وَغُرْبَةْ
أَنَّى أُدَارِي لَهْفَتِي ..
لِسَحَائِبِ الْفَيْرُوزِ ..
فِي عَيْنَيْكِ ..
يَهْطُلُ مِنْهُمَا قَمَرٌ ..
وَصُحْبَةْ ؟!
مَا دَارَ فِي جَسَدِي الْهَوَى ..
إِلا وَقَدَ ..
أَهْدَاكِ قَلْبَهْ !
***
وَكَأَنَّ نَايَ الْيَأْسِ - بَعْدَ شُرُوقِهَا - ..
لِسَعَادَتِي حَقًّا عَزَفْ
وَالْوَحْدَةُ السَّوْدَاءُ ..
تَكْسِرُ رُمْحَهَا ..
لِيَكُونَ مِنْسَأَةَ الَّذِي دَوْماً نَزَفْ !
شُكْرًا ..
فَقَدْ جَفَّتْ دِمَاءُ الْكَوْنِ ..
فِي كَوْنِي ..
وَهَا وَجْهِي كَأَنَّ عُرُوقَهُ ..
لُغَةُ التَّشَقُّقِ فِي خَزَفْ !
***
مَنْ قَالَ أَنَّ الْحُبَّ يَسْتَحْيِي ..
إِذَا مَا دَقَّ عُشَّ الْوَصْلِ ..
بَيْنَ يَمَامَتَيْنْ ؟
هِيَ قَشَّةٌ ..
عَلِقَتْ بِمِنْقَارِي طَوِيلاً ..
فِي انْتِظَارِ الْقَشَّةِ الأُنْثَى ..
وَمَا قَصَدَتْ حُوَيْصِلَتِي يَدَيْنْ
حَتَى مَتَى ..
يَتَبَعْثَرُ الْحَبُّ الْمُلَوَّنُ بِالشَّقَاءِ ..
عَلَى عُرُوشِ الأَفْرُعِ الْجَوْفَاءِ ..
نَسْتَجْدِي خَرِيفَ ضَيَاعِنَا عَطْفًا ..
وَيَغْمِزُ لِلشِّتَاءِ بِنِصْفِ عَيْنْ ؟!!
***
يَتَقَهْقَرُ الدَّمُ عَائِدًا ..
مِنْ ذَلِكَ الْحَبْلِ الْوَتِينِ ..
إِلَى صِمَامِ الْقَلْبِ ..
حَيْثُ تَلُوحُ أَطْلالُ الْهَزِيمَةْ
وَبِرَغْمِ أَنْفِ الْعِلْمِ ..
تَتَّحِدُ الْكُرَاتُ الْبِيضُ وَالْحَمْرَاءُ ..
فِي وَجْهِ الْجَرَاثِيمِ اللَّئِيمَةْ !
لِتَرُشَّ عِطْرَ الْعَنْبَرِ الْوَرْدِيِّ ..
يَغْسِلُ دَفْتَرَ الْمَاضِي ..
وَأُولَدُ قَبْلَ بَدْءِ السَّطْرِ ..
أَحْمِلُ بِالْيَمِينِ قَصِيدَتِي ..
وَأَلُفُّ بِالْيُسْرَى حَبِيبَتِيَ الْعَظِيمَةْ !
***
عَجَبًا ..
لَهَذَا الأَزْرَقِ الْمُخْضَرِّ ..
كَيْفَ تَخَلَّلَكْ ؟!
وَتَنَاثَرَتْ ..
كُلُّ النُّجُومِ ..
تَدُورُ حَوْلَ الْبُؤْبُؤِ الْقَمَرِيِّ ..
تَرْجُو أَنْ تُطِيلَ الشَّمْسُ قُبْلَتَهَا ..
لِتَنْعَمَ بِاتِّسَاعَاتِ الْفَلَكْ !
وَأَنَا ..
وَرَغْمَ زَعَانِفِ الْعِشْقِ انْتَهَيْتُ إِلَى ..
غَرِيقٍ قَدْ هَلَكْ !
***
وَأُسَائِلُ الطَّيْفَ الْمُعَشِّشَ ..
فِي دَمِي ..
مَنْ ذَا الَّذِي زَرَعَ السَّعَادَةَ ..
فِي شِفَاهِكَ ..
بُنْدُقًا وَثِمَارَا ؟!
مَعْجُونَةٌ ..
أَنْفَاسُكِ الْحَرَّى ..
بِزَلْزَلَةِ الْقَصِيدَةِ ..
لَهْجَةً وَأُوَارَا !
مَمْزُوجَةٌ ..
بِالضَّعْفِ ..
وَالصَّخَبِ الْعَنِيفِ ..
وِسَادَةً وَدِثَارَا !!
***
وَلِحُسْنِهَا ..
مِنْ رَسْمِهَا ..
مَعْنًى وَ " آيَـةْ "
إِنْ لَمْ تَجِدْهَا فِي يَدَيْكَ ..
رَأَيْتَهَا فِي مُقْلَتَيْكَ ..!
وَإِنْ فَقَدْتَ بِدَايَةَ الطَّرَفِ اهْتَدَيْتَ بِطَرْفِهَا ..
لِتَصُونَ قَلْبَكَ عَنْ ضَلالاتِ الْغَوَايَةْ
لَيْسَتْ بِلُغْزٍ إِنَّمَا ..
حَتْماً تُكَسِّرُ فِي دَمِي ..
تِلْكَ الصَّفَائِحَ حِينَ تَمْضُغُنِي ..
طَوَاحِينُ الْحِكَايَةْ !
***
تَسْرِينَ فِي جَسَدِي ..
كَأَنَّكِ رَعْشَةُ الطَّنَّانِ ..
حِينَ تَبُوسُهُ شَفَةُ النَّدَى !
تَتَحَكَّمِينَ بِكُلِّ أَعْصَابِ الأَمَانِي ..
تَسْرِقِينَ الذَّاتَ ..
مِنْ ظُفْرِ الْمَدَى
وَتُلَوِّحِينَ ..
عَلَى امْتِدَادِ الدَّرْبِ أَنِّي ..
صِرْتُ مِلْكَكِ ..
ثُمَّ تَلْفَحُنَا سَمُومُ الْحَانِقَاتِ ..
كَأَنَّهَا رَجْعُ الصَّدَى !
***
الشَّارِقَــــة
17/6/2008