تقديم النص كان بوصف حال فيما يؤدي إليهْ تعب البعض بالبحث عن بعض متنفس بالكِتابة
يبدو بأنّنا أصبحنا من يقتات كتابات هذا الشاعر القادر على خلق الدهشة في كُلْ نص يُقدِّم
وهُنا .. كان الإستهلال بـ مُقارنة بين كينونة الكذب لديه ولون الحزن [أنا الأكذب .. إذا هذا الحزن أبيض ]
التفعيلة في بداية النص كانت ذات رتم مُوسيقي عذب تهِبْ القاريء نشوة شِعْر وسُمُو حرفٍ وفِكْر
وهمّ الناس :
شاعر مر من دفتر ..
إلى دفتر .!
ويتكسر .. كِذا صـدري ..
ويتكسر .!
وأحس الشوك في قلبي يصير أكثر ..
توصيف حال شاعر .. رؤية الناس .. وصف الإحساس .. الإنكسار .. بِدءٌ بقليل يكبُرْ ويكثر
إستخدام [ الشوك ] كان مُوافق للحدث في محاولة تقريب صورة الإحساس ووصف الأمل
[ أو تدرين ] : وضّحت أنّ الخطاب هُنا كان لأُنثى إلى الآن لا نعرف ماهيّتها ولا كينونتها
كُلْ ما أوحت لنا هو لِمن الخطاب ولأهميتها كانت ذات الكلمة التي عُنْوِن بها هذا النص الشفيف
أوْ تدرين :
بلاش الشوك ..!
أحس الدم فـ عروقي سجين وما لقى مهرب ..
إذا حسيت أحد غيري ..
يضمك ..
يفك أزرّه ابصدرك لـِ /. باقي العمر .. ويشمك ..
ويتذوق فساتينك ..
إستدراك مِنْ ذاك الشوك المُتكاثِرْ في القلب .. إلى تصوير كيف يُحْبس الدم في العروق دون أن يتمكن من الجريان
تصويرين استطاعا أن يُشعِرا القاريء هُنا بمدى الألم الحاصل عندما تكون الحبيبة لِـ الغير كما ذكر الشاعِرْ هُنا
وصف القُرب وإمتلاك الغير بِـ :
[يضمك ..
يفك أزرّه ابصدرك لـِ /. باقي العمر .. ويشمك ..
ويتذوق فساتينك .. ]
ثمّ يُغيّر مسار الشِعْر هُنا من حُرْ إلى عمودي ليُكمل ما بدأ بلون آخر .. موسيقى أُخرى .. نَفَسْ آخر أيضا
استهلال الأبيات كان بتصوير الليل بمن يسقط عند الفراق كـ ذاك الرف المُمْتليْ غُبار كآبة .. حُزْن .. ألم
الغُبار كان موافق للذكرى في حين كِليهما أمران لن يحدُثا إلا بِمرور الأزمنة حينها لا يكون للشاعر مفر من الكتابة
يطيح الليـل من يوم الفراق /. ويكتنز رفه
............ كآبه / . واتربة ذكـرى ملت كراس شاعرها
ثُمَّ يُكمل بذات روعة التصوير في تصوير حزن الباب .. الذي أُغلق على عاشق إنتبذ الوِحدة وأتخذ من [ غرفة ] عالم
حتّى أصبح يكره كُلْ صباح يأتي بيوم جديد بعد ليلة قضاها في محاولة نفض أتربة الذكرى دون حيلة
حزين الباب /. عن سيّد وحيد وعالمه غرفه
............ كرهت الصبح وش يعني يضيء اركان باكرها
ليس [ عبث ] فقط ماقلت يـ عبدالعزيز بل حتى ما كتبت أنا هُنا [ عبث ] والله فأنا أمام حرف مُربك جِداً
عبث من قلت : للمنفى حمام الحزن له حتفه
........... وانا كِلْ حين اشكّل نافذه تأويه . . واذكرها .!
حمام الحزن .. تُرى ماهو لون هذا الحمام .. ؟!
وكيف تكون تلك النوافذ التي يُشكِلُها الشاعِرْ هُنا لتُؤْوي ذاك الحمام .. ؟!
كتبت شِعْر .. سِحْر .. لازلنا نتتبعُهُُ / وأجمل الشِعْر شعر المُعاناة حيث يكون الإحساس أصدق
ولوّنت الحروف أبيات شكّلت قصيدة حق لنا أن نلِجها ونبحث في مكامنها ونغوص في بحرها علّنا نصِلْ
كتبت الشعر من باب الجروح وضفّني حرفه
............ طليت الدار بالوانك وضـاقت عين خـاطرها
حزن بغته / . وهمٍ كل ما حاولت في تفّه .!
............ شرب لي للثمالة صحتي . . واستوطن آخرها
هُنا الإحساس مُختلف .. الحزن غير .. وإلا كيف نُحاول الخروج مِنهُ فلا نستطيع إلا بعد أن يُجْهِزْ علينا
ثمّ يعود للتفعيلة مرّه أُخرى .. التنقُّلْ هُنا جميل جداً .. فـ التغيير غالباً مُمْتع بعيداً عن روتينيّة القصائد
في وصف حال الطيف المُلازم ووصف الحال معهُ بـ حديث ، أُغنية ، تعب ، بُكاء ، ورُبما إيحاء علّهُ يصل ..... !
بعض أغاني تُثير فينا الحنين وتُحرِّكْ السواكن ولعلّ الـ [ برواز ] هُنا فعلت بالشاعر مافعلت مِنْ حنين
وطيفك معي دايم .. وأغني له :
ورى هـ الليل ..
( حبيبتي .. أو للأسف حبيبته )
واسكت .!
أتعب أكمل له ..
أبكي .. وارجع أكمل لك .!
( لا صرتي .. الصورة وعيونه البرواز
وش لون ينسى ) ؟!
المقطع التالي أستطيع ربطُهْ بمقطع سابق بدأ فيه الشاعر قصيدته عندما تُمتلك الحبيبة وتصبِحْ للغير .... :
وانتي فـ / حياتك أحد غيري ..
ما يقطفك غيره ..
وما بينك .. وبيني فراغ يطووووول .!
ما عاد بي أنسى ..
ثمَّ تحضر الذكريات .. يُخلق الحنين .. يوصف خوف الحبيب على من يُحِبْ ، فـ هُناك أوقات نحتاج بها إلى مُمارسة أي شيء
رُبما يكون بِهِ علينا تأثير سلبي بيد أنَّ الواقع يُحمِّلُنا عليه التدخين كمثال هُنا
وخوفك من التدخين ..
عليّ ( لا ) أمـرض ..
كِلما بغيت أنسى ..
ابوسه بـِ / شفـاهي ويمـوت قبل أشفى .!!!
ولا أدري هو .. تدرين ؟!
أو تدرين :
بلاش أذكر لك التدخين ..
لا يوجعك صدري ..
ختام النص كان نقلة أيضاً بـ ثلاث أبيات عمودية حاول الشاعر من خلالها ختم النص وتوضيح بعض أمر
تصوير الحكاية .. كتابة الحال .. وصف الحزن .. الليالي دون الأحبة .. السهر .. وبكاءٍ غير مسموع ولا معلوم
كتب الشاعر هُنا الوحدة .. صوّر السراب .. وأتخّذ من الشِعْر ملجأ .. عندما زارهُ الحنين بسبب الذِكْرى
كُلها في صور جميلة من كروم .. فِراش .. نوارس .. شُرْب .. نشر .. حِبال .. سما .. !
حكاياتي /. كروم اليأس .! واخباري هي اخباري
.............. حزين /. وكل ليله أفتّرش رمل السهر وأبكيك
نوارس وحدتي /. تشرب سرابك وانشر اشعاري
.............. على حبل الحنين اللي شنقني من كثر مـ اطريك
كثر مـ اطريك أشوف انك سما شباك فـ.. جداري
............... بلا شباك وش قيمة جـداري لو عرفت أمحيك
[ .. عبدالعزيز المالكي .. ]
كثرة الذِكْرى هُنا مُرهقة جِداً في تصويرك لـ حتف على حِبالٍ من حنين ، وتصويرك لـ كيف يكون الثّبات دون أن نمحو منْ نُحب
جِدارُك كان مُختلف ، مواقِعْ شبابيك حتى وإنْ كانت خِيال إلا أنّهُ مِنْ المُمْكِن تحويرُها إلى واقع
هذا الـ نبض قلّما يُصادِفُني مِثْلُهْ .. هذا النبض يستحق أن نُسلِّطْ عليهْ الضوء ولو كان إنطباع فقط لا أكثر
[ عبث ] والله كُلْ ماكتب .. إنّما أحببت أن أدخُلْ فاسمح لي ياشاعرها ما اقترفت بِها فإن كان فلك مني تحيةٌ وسلام
دُمت شِعْرٌ لا يأفلْ .... ،،