في بيت اعترافاتي المتواضع - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
بحر الحزن !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 1 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 67 - )           »          صباحات منعشة (الكاتـب : موزه عوض - آخر مشاركة : نواف العطا - مشاركات : 10 - )           »          ما يكتُبُهُ العضو بالعُضْو : (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2420 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7439 - )           »          الكُنَّاشَة (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 244 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3850 - )           »          تجاربك . . . خبراتك . . . فائدتك (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 1496 - )           »          شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3431 - )           »          أَبْــلـــة....! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-17-2008, 11:38 PM   #1
جمال الزولاتي
( كاتب )

الصورة الرمزية جمال الزولاتي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

جمال الزولاتي غير متواجد حاليا

افتراضي في بيت اعترافاتي المتواضع


سيدي مرحبا بك في بيت اعترافاتي المتواضع
ستجد فيه غرفة لا بأس بها.. كنت أخزن تحت سريرها كل أحزاني حين أريد النوم..مظلمة تلك الغرفة لا مصباح فيها ولا شمعة فلا تحسبن أنه بإمكانك رؤية أحزاني المدفونة
و ستجد مطبخا على يمين الغرفة..كنت غالبا ما أطبخ فيه قلبي حتى تكون نكهته ألذ تماما من نكهة قلوب جواريك
و هناك حمام بسيط كنت احاول أن أغسل فيه روحي بدمعات طاهرة..فتنزل منها أوساخك التي علقت بها وأنتشي حين أراها تندحر إلى الأسفل...فالأسفل...فالأسفل
و لن أحتاج إلى أن أريك الصالة فأنت متواجد فيها الآن
وكما نرى هي ليست مجهزة لأن بيت اعترافاتي لم يجهز لأحد...فلا ضيوف أقبلهم هنا
فلنجلس يا سيدي على الحصير ولنجعل بيننا هذه الطاولة المستديرة لنتدارس أهم قضايانا
انتظر قليلا ريثما أرفع هذا القفص عن الطاولة فعصافيري-كما تعلم- ليست متفرغة مثلي لوجع الدماغ
ثم انتظر ريثما آتيك ببعض الوريقات أنثرها هنا وأحاول جمعها لقراءتها عليك
ها أنت كما ترى خطي جميل ولكن ما خططته كان أمرا فظيعا
سيدي..أيها الشهريار الظالم
هاذي الليلة الأولى بعد ألف ليلة..و إنني لن أقبل نهاية لي كنهاية شهرزادهم
لأن شهرزاد التقليدية كانت تغزل الحكايا حتى تبقي على حياتها أما أنا فكنت أغزلني حكاية لاجلك..كنت أريد أن أحييك بي
وشهرزادهم سيدي كانت تصوم عن الكلام المباح عند سماع الصياح حتى تطيل من عمرها
أما شهرزادك فقد كانت لا تصوم عن حبك لأنها ما شاءت يوما أن تدخل عقارب الساعة في حبسها عن تنفسك
شهرزادك كانت واثقة أن حكاياها العشقية تستمد خلودها مما فوق العشق لذلك كانت مستعدة لتأليف عجائبها ونشرها في كل مكان يلمسه وجودك
وهناك فرق مثير آخر يا سيدي
شهرزادهم ماتت حين أصبح يحرص شهريار على حياتها
وشهرزادك ماتت حين اغتالتها شكوكك المتراقصة..تمنطق مخك حول خصرها وتدوس قلبي برجليها... وتنطنط..فيصدر منه أنين تظنه من كثرة اهتزازك المشوش أنه غناء...فتعسا للراقصة وتعسا لحزامها... وتعسا للمرقوص عليه
هاه...تذكر جيدا هذه الورقة..انها تحمل أغان كنت تغنيها لي تحتفظ بين ألحانها بمواقف عشناها..أتذكرها؟ أنا أريد نسيانها فها هي ذي الورقة أمزقها
و الورقة الثانية أرى أني كتبت فيها ما جعلك ملكا و أنت لا تستحق المبايعة...الآن أخلعك... وها هي ذي ورقتنا الثانية تتمزق
أما الورقة الثالثة فشأنها عجيب...عليها بعض الغبار لأنها كانت هي الأقدم...كتبت فيها حين كنت مخدوعة بأقنعتك التي تهافتت أمام قدميك...أمام قدمي
أذكر أني انخدعت بمثاليتك التي تلبسها نفسك ظلما وعدوانا
اليوم اكتشفت حقيقتك وكأنني كتبت في هذه الورقة عن شخص غيرك..و بما أن هذا الشخص المثالي لا وجود له فمن العدل ألا توجد هذه الورقة...سأمزقها هي الاخرى
والرابعة وما أدراك ما الرابعة.. تحاول فيها ان تجعل نفسك الخليفة وسط محظياته وأنا أحترق حسرة... وأنت تتلذذ بحرق كبرياء أنوثتي المقدسة
ما عدت أحب تذكر هذه الورقة أيضا...ستتمزق كما مزقت قلبي
سامزق الخامسة والسادسة..سامزق كل الأوراق حتى أصل الألف.. والورقة الأولى بعد الألف لن أكتبها لانك يا سيدي ما عدت تستحق أن أكتبك
ما عدت تستحق أن أكتبكني
في هذه الليلة الرائعة يا شهريار الظالم..حين تيقنتَ أنك لن تصل نهاية غزلي لحكاياي الظاهرة أصابك الغرور وظننت أني مثل شهرزادهم أحذر الموت لذلك استعجلته علي وتعمدت قتلي...الآن يا سيدي سأقتلني قبل أن تقتلني
و ساخرجك من جنتي...فجنتي لا يدخلها كافر بحبي
الآن يا سيدي قد ذاق قلبي طعما كان يذوقه قبل معرفتك ولكنه ما كان يستعذبه
وإنه لطعم عجيب...أتريد أن تراه قبل أن تسمعه؟
أجل إنك تريد فشكوكك تطلب دوما أن أوضح لك ما لا يمكن توضيحه فيزيدك ذلك شكا
كجاهل يحسب أنه يستطيع كشف ذات الآلهة فيتوه...لا شيء غير أنه يتوه
سأريك إذن هذا الطعم
سأفتح باب القفص و أدع العصافير تخرج..عصافير طالما سجنتها فكنت أنانية بحبي لها مثل أنانيتك بحب قلبي لك
ساطلق سراحها
وحين تراها تطير خارج النافذة تكون قد رأيت طعم قلبي الذي ذاقه
هاه...ها هي تطير الآن ..أرأيته؟
إذن فلتسمعه
إنه الحرية يا سيدي
يمكنك الآن الخروج من بيت اعترافاتي المتواضع


جمال الزولاتي

 

جمال الزولاتي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.