لم أمُت ، والحقيقة أني نمتُ طويلاً . لا أدري صراحة كم عدد الأيام والليالي التي قضيتها في سباتٍ عميق ، ولكنني لمّا أفقت ، بدا لي جسدي نحيلاً كعود الثقاب ، ولحيتي نمت بشكل عجيب وباتت تتدلى على صدري ، وأظافري صارت بطول إصبع السبابة . حاولت أن أتذكَّر ما حدث قبل غيبوبتي المفاجئة ، ولكن النسيان غلبني ، كما لو أنني فقدتُ جزءًا كبيرًا من ذاكرتي . الشيء الوحيد الذي أستطيع تذكَّره ، أنه حدث في باكورة الشتاء ، وما دمتُ لا أطيق الزمهرير ، وأمقتُ الذكريات التي تنهمر كندف الثلج فوق رأسي في هذا الموسم بالتحديد ، شكرتُ السماء على النعمة ، ورضيتُ بالموتِ المؤقت .