بسم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــم
تحية طيبة و بعد، سيدتي الحرامية الانيقة ذات الأنامل الرقيقة، و سيدي الحرامي المهيوب المحترم،
كلي خجل في مقامكم السامي، وأنا في هذه الحالة التي لا تليق بكم، أن أنوه انتباهكــ و عذرا للتأخير الحاصل الذي كان خارج سيطرتنا، فقد كنت مسافرة في بحر الأوجاع، أتصارع فيه مما طاب للأحباب، لأصحاب الشعر و الشعور، ما زلت في صديدي و نزفي و دمي و عرقي أفور، فجئت على بالي
كأقرب لصيق بكلمات تبث من شاعر أو أي كاتب كان.. حبره ما ذكرت: صديد و نزف و دم و عرق يفووور، و ذنب يجور بي
يسحبني على شوكــ غفلاتي، أني لم اقل ..
عذرا، ربما وصلتك رسالتي متاخرة بعض الشيء، فتلك البحور لها لظاها، قطعت أشرعتي و صارعني جنها،و ألهبني غيضها
إلى أن أكتب لك الآن و أنا على آخر رمق من ارتجاف و خفقات تلهب صدري، ولكني رغم ما استغفرت و تذكرت من ذنوبي
و أقلامي، تذكرت أخيرا أنني نسيتك في خضم كل شيء، فعذرا إلى آخر السماء أني كنت سببا في أن تغرك الأماني، و تأخذك
شهوة مسارح الشعراء إلى بريقها، خدعناك، و لم نذكر لك سر البضاعة و الخلطة منذ البدء، فبثثنا لك منتجات في قوالب زاهية، و سمعت الناس تصفق لنا جثثا تهاوت و تكورت وكتبت لا تدري من أي ذنب أو غيظ أو قهر و آآآآآآآه فوق ذاك من حسدك
و حسد و قهر الشعراء و أرباب القلم بعضهم لبعض، حتى ضاقت بهم السبل، وقطعت أيادينا الأوجاع، و ضربنا رؤوسنا بالجدران،
و أصبنا بما لا تعلمين، لطعن أنفسهم بأقلامهم، ليصرخوا بها، و لكننا كذبنا و أريناك جانبا من الصورة البراقة و لم ترينا كيف نكتب، حين نغلي و نتأوه،بين لظى الحبر و عسف الصبر،و طعن قريب و زميل يحنق حتى من صهيل أوجاعك ليستكثره.
أعلم أنك تتوقع المعروف ممن تحبهم و شغفت بصداهم، و لأجلهم استهويت السرقة، لكن اعتذر لك منهم،لأني لست منهم،
و لم تقيدني تلك القيود، فأنا شاعر هاو و أهلي ممن لا يعترفون بشعره، و إن وصل المريخ،بل يطالبونه بعلمه، فاعذري المقيدين، في غيابهم، يصعب عليهم فك تلك القيود و ما ترتبت عليها من قيود مناصب و شهرة. اعذرهم فقد كانوا مشغولين في تقيد أنفسهم و أنت لا تعلم.
لكني هنا أتقبل الذنب عنهم أكثر،، فأنا المذنب الأكبر فكيف لم يقل أو يصرخ في كامل حريته، و انزواءه في مجراته؟
أصطلي بعتاب نفسي و ظلم نفسي لنفسي فأنا هنا..و أستحق.
فعذرا لما كذبنا، فها نحن نصطلي في قلوبنا المتجمرة، و نستحق مما قدمنا، مما جنت أيدينا صمتا و سبب الذنوب لأناس بستهويهم البريق الزائف، و لا تصلهم الأوجاع...
نعم، خيرونا أنا و أنت بين السهولة، و الصعب، فاخترت الذوبان بقلمي حد الموت،فصرت أقتات لحمي و دمعي و جرحي المتنامي إلى جروح العالمين آهاااااااات تخبطني فأغيب عن الوعي لأعود، أبثك سما لماعا،
ربي ..!
لم تخطئ فأنت شأنك السرقة و الدرب السريع،لتحافظ على بهاء عقلك و نضارة بشرتك، و (كل يعمل على شاكلته)بل أنا الغبي من لم يفعل، و جنى عليه و عليك، و لكنه القدر و حكمة الاختيار،،، فاغفر ما أذنبت.
أنا من جنيت حين ادعيت أني صادق في شعري،فغلفت لك ذنبي، و عهري، و شري، و مجوني، و قهري، و مرضي، و بثثته مع جني
ليتغشى عينيك، فتميس المائسات لك، و تصبح ملكا و كأن الدنيا بين يديك، حتى يسحبك و أهلك لعشق ما نتلظى به، و كأنه انتقام متبادل، تستمتع بما ننزف، فتكوى به بعد حين ؟
نحن لشهرتنا و تصفيق الجمهور لا نخدش مرايانا، و لكنها الآن، هي تخدشنا في أحشاءنا، لأننا للأسف فعلا صادقون.
ربما اقترب الموت الحق، و حانت من قلبي طهارة، لترحل لباريها سليمة معافى، فما عاد للوخز و الحرق احتمال و لا طبيب..!
فاغفر، و اصطلي بما سرقت و جنيت، نعم أقبل الطعن و اللعن، فأنا كنت شيطانا أخرس،
رباااااااااه، تأخرت كثيرا ، و ها أنا قبل موتي لو حان، أكون قد صدقت من أول نبض، أسقيتك فيها قراح القيح أنت و أهلك و أطفالك،
و الآن قبل عيون طفلك و
طهر جسمه من درك العفن و كذلك أهلك، فمن أجلهم فقط أتيت و حكيت. لأنقذني و اياهم
مما جنيت.
لا اقول لا تسرق، أو لا تسرقي، فكل يختار ما يبتاع من بضاعة تليق به، ولكنها كانت أمانة قبل البيع و الشراء و العرض
في سوق الكتابة و بريق الكتاب و الأدباء. و بئس البريق..!
اللهم اني بلغت عن نفسي ، فبرأتها، اللهم فاشهــــــــد فأنا أتبرأ إليك مما قدمت و ما آخرت.