بسم الله الرحمن الرحيم ..
سؤال يلّح عليّ منذ زمن .. أين ميزان العدل ..
رأيت صورته على مباني المحاكم في الأفلام و المسلسلات المصرية التي يأتي فيها دور القضاء
ككومبارس ..وتأملته أكثر في شاهد ماشافش حاجة ..
ولكننا اليوم شهود على مايحدث ولو حاولنا أن نكون كعادل إمام في محكمته سذج وهزليين ..
شهود شئنا أم أبينا !
أحيانا تصبح قمة المآساة .. ملهاة ..
ويصبح القتل لدى البعض فسحة يمارسون فيها سطوتهم ..
والأنكى إنها لايسمعون إلا صوت أنفسهم وبطانتهم .. ويتبجحون بمقت رهيب ..
لاأدري ..
ولكني فراراً من كل ذلك هربت إلى زمن بعيد .. حيث العدل .. بحثتُ في سيرة الفاروق عمر رضي
الله عنه .. فوجدتُ موازين العدل قائمة .. والرعية مطمئنة .. والراعي تحت الشجرة نائم ..
عدلت فأمنتَ فنمت ياعمر رضي الله عنك وأرضاك ..
تراءت لي طائرة بن علي وبما أستطاع حمله من أموال الشعب التونسي وهي تحط رحالها في
الأراضي السعودية ..
ورحلتُ صوب المدينة في السنة الثامنة عشر للهجرة .. سنة المجاعة .. سأل عمر رضي الله عنه خادمه كيف حال المسلمين .. قال كلهم بخير إلا أنا وأنت ..فأطلقه الفاروق وبقي هو وأهل بيته يعانون الضيق الشديد .. حتى إنه يُقال ماتأثر بيت كبيت عمر بالقحط .. رضيّ الله عنك وأرضاك ياخليفة رسول الله .
وقفت أنظر شوارع صنعاء بعد عودة علي عبدالله صالح وصوت عمر رضي الله عنه في أذني لو أنّ بغلة تعثرت بالعراق لخشيت الله أن يسألني عنها ..
لذا عمل على تمهيد الطرق .. بينما في اليمن يحرص الرئيس وأعوانه على ملئها بالدماء !
رحلتُ صوب بيت المقدس وشهدت حضوره لفتح بابها ماشياً وخادمه يعتلي الراحلة وقدماه موحلة بعد أن خاض فيهما في الوحل وفي ثوبه 17 رقعة .. ليكون أكبر مشهد في التاريخ دون عدسات مصورين وبهرجة إعلامية .. وتهديد ووعيد ..!
بينما تهدّم المساجد في سوريا وتستباح حرمتها ويقتل المصلين بدم بارد ..
( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها إسمه وسعى في خرابها .......... صدق الله العظيم )
ومن أظلم .. لا أحد ..
لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذاب عظيم ..
ألا ينصتون للحق في الحديث القدسي ( ياعبادي إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً .. فلا تظالموا )
بماذا سيجيب الذي اتخذ نفسه وطن وأباح دماء الليبين حتى تجاوز عدد الشهداء خمسين ألفاً ..
وعمر رضي الله عنه يقف عند باب المرأة في الليل البهيم في البرد الشديد بعد أن أعدّ لأطفالها الطعام .. فيقول له عبدالرحمن بن عوف فلنغادر ياأمير المؤمنين .. فقال : لاأغادر حتى أسمعهم يضحكون واشترى مظلمتها ب600 درهم وكتب صكاً بذلك ووصى أن يكون بين جسده وكفنه عند موته حتى يريه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة إن سأله عنها ..
ماذا سيقول حكام ليبيا يومها ؟!
ماذا سيقول حكّام سوريا عندها ؟!
ماذا سيقول حكّام اليمن حينها ؟!
اللهم إني أجأر إليك منهم ..
فأجب دعوتي ودعوات المظلومين ..
وأنزل العدل من السماء ليأخذ كل ذي حق حقه قبل يوم الدين ..
يامن تحاولون أن تعيدوا دورة الزمن ..
ملككم إلى زوال .. وأنتم إلى زوال .. والخلائق كلها إلى زوال ..
لمن الملك اليوم ..؟
لمن الملك اليوم ..؟
لمن الملك اليوم ..؟
لله الواحد القهّار ..
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ..