:::::::::::::::::::
عذراً للمقاطعة من فضلك هل لديك شاحن؟؟
رفعتُ عينيَّ
-عفواً!!
لاأدري لمَ قلتُ ذلك مع أني سمعت طلبها جيداً...
أعادت بنفس ترتيب الجملة...
-عذراً للمقاطعة من فضلك هل لديك شاحن؟؟
اغتصبتُ ابتسامة فاأكره ماأكرهه المقاطعة عند انهماكي بالقراءة او الكتابة...
بصعوبة استطعت ان أغطي امتعاضي حتى لاتلاحظه...
-عذراً لا استخدم جوال..
توقعت أن تندهش كعادة كل من أخبرهم بتخلفي التكنولوجي ,
لكن يبدو أنها لم تهتم للأمر!!
القيت نظرةً فاحصة عليها كعادتي حين يقدم البعض ردة فعل غير متوقعة امامي
اسارع لفحصهم...
كانت طوبلة القامة,بشعر حريري فاحم مربوط للخلف كذيل حصان
تتهدل منه بعض الخصلات على جوانب وجهٍ لا يُفسر؛جامد بدون انفعال...
ملامحه صارمة مع جمال يشي بقوة لا يُستهان بها..
ساد صمتٌ بسيط..
لم استطع العودة للكتابة؛ وهي استقرت بالمقعد امامي تفصلنا طاولة القراءة الكبيرة
في مكتبة الجامعة حيث اجد عالماً لا يستغربني...
بدت وكأن عينيها تعلقتا بوجهي ,تجاهلتها,اطرقت الى كتابي مرةً اخرى...
احاول تجميع خيوطٍ شتتتها...
لم استطع؛فقررت أن الهو معها؛
رفعت عيني لابادلها تحديقاً بتحديق...
نسيت ان اخبركم ؛إنها احدى ألذ تسلياتي ,أن اُجابه العيون المحدقة, بتحديقٍ مماثل
كثيراً ماامارسها ,وكثيراً مااظفر بالمحدقين ,هه
تنحسر اعينهم اما خجلاً او غضباً,ربما يعتقدون أن التحديق حق لهم ,لايمكنني مشاركتهم فيه
لكن يبدو ان المباراة هذه المرة ستطول,وربما تحمل اشواطاً اضافية,بل ربما سنحتاج لركلات الترجيح
لايبدو على غريمتي العزيزة اي آثار انهزام...
ولا حتى مبادرات صلح,لكن على من ؟؟
أنتِ تجابهين بطلة كأس العالم في التحديق والتحديق الآخر...
ربما يجد البعض فيّ غرابة تدعوهم للتحديق ؛لكن اياً كانت زوايا تحديقهم يمكن لعينيّ المواجهه
؛فلنرَ من سيكسب المعركة
-اوه ظفرتُ اخيراً؛هاهي تنحسر ؛ترخي انظارها ؛تتناول حقيبتها؛
وترتسم على شفتي ابتسامةٌ شاحبة؛ويُخطف قلبي؛يخنقني الخجل...
تُخرِجُ كتاباً؛
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
بلغة برايل!!
::::::::::::::::::