بَرْزَخ
" عن المكان .. مع هَامِشْ / غَيْر مَرئي / في نقدْ العزلة "
[POEM="font="Arial,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]سّكة منامي .. ليلة البارح .. لهب=لااسندت راسي .. شبّت جفوني حريق
والصبح .. كنّ الشمس دينار ٍ ذهب=لو هو بملكي .. ما يبس بالكون ريق
وآبتنفسّ .. مير ما حولي مهبّ=فوق الضما .. كنّي .. على البيدا غريق[/POEM]
والليله ، وكلي أسى ..
مثل الأماني مرّني طيشي / عسى /
والكون لا ومضه ، تنفسته ،
شعرت ان السما قنديل من فضه
.. وحرماني فتيل .
احرقت نيراني بما تدفيه من بردٍ ثقيل :
العابسين قلوبهم والعابسات ،
قلوبهن ّ .. المومسات ،
الشعر في لحظة غبا ،
لكن نسيت الذكريات !
الذكريات :
- الطعنه بنفس الألم ، لكن بلا نزف .
- الفراق .. بْلا عناق .
- افراحنا تجتاحنا .. لكن ندم أو فقد .
لولا الذاكره ..
ما كان راوي الذكريات يلقن العرّاف . ما صار المدى مكشوف : لامخفي ..
ويعتلّ الخرز والوشم ، ويحلّ الضجر ، والنار فـ مخيّم غجر ، تطفي .
غياب الذاكره ..
يرجِِع لنا الغيّاب .
لولا الذاكره ..
ماصار أمس الخلد . ما طار القصيد اسراب . ما شابت سما . ما ذاب قلبٍ
ما خِلق من شمع ، لا . لا عزّ دمع ، ولا فقدت احباب .
. ودّعت المدى :
..
أدخل وسَط سرداب ،
أغلق دون ذاكرتي ثلاث ابواب ،
منفاي القبُو ..
ما اخذت للمنفى معاي إلا الأهم :
التبغ ..
والحيره ..
.. وبخاخ الربو .
منفاي ، جدرانه / بفعل من الرطوبه في الدهان / أشبه بذكرى ، مسّها النسيان .
منفاي القبو :
[POEM="font="Arial,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]مصباح ذابل .. لا عتيم .. ولا ضيا=سجاد مهمل ، أشرطه ، وثياب عيد
ونقوش تلمع .. / مثل ضحكات ابريا /=.. في الخاتم المنسي على الرف الحديد
حفنة رسايل .. من وضوء الماء .. هَيـَا=لا صدر يحضنها .. ولا طابع بريد
يا قبو .. يا إنسان .. يا نسيان .. يا=تاريخي المزروع .. نيران وجليد
مذبوح جيتك .. لا حياه .. ولا حيا=لا حلم .. لا أحباب .. واكثر من وحيد[/POEM]
القبو : قبر الذكريات ..
.. ومهد للنسيان .
ينساني زماني :
صرت محض الآن !
ينساني مكاني :
بات بامكاني كتابة أمسي بمعزل عن اللي كان !
قبل اكتب ، صنعت المنفضه من طيّة القصدير :
" ما ادري من متى ؟ في الحفل / يارا أكملت عشرينها / . كنا على أطراف غابه .
واقفه يارا وتقرا من وصايا الطيّبين ( القيد في الأرواح ) ، ( يا ثوار طوبى / ردِدوا /
طوبى لأرض ٍ لون بيرقها : ابتسامة جار ) ، يارا تبتسم .. واغار ! ، ( طوبى للمساكين )
، ( السما دفتر حكايتكم ) ، ( تعبكم أغنيه ) ، ( إما لنصر ٍ أو ملائكة ً) ، و يارا باسمه
أبداً ( لكم حبي ، وللأوطان جيفارا ) ."
ويغمرني شعور بعتق ..
" ما ادري من متى ؟ في الدير .. أغوانا هوانا ، طيشنا والشك ، أشعلنا
الماريجوانا ومرّت راهبه ، مرّ الدخان انفاسها واستغرقت في الضحك .
مرّ الكاهن الأعظم ، غرق في الضحك . مرّت قافله من يثرب الصحرا
وعادت للنخيل محمله بالضحك والتيّسير . مارسنا الكثير من المثير ، اذكر
تعرينا على ضيّ الشموع اللي نذرناها لعيش السّتر ، شوّهنا تصاوير اليسوع
وصورة العذرا . رحلنا بعد ما اشعلنا حريق الدير . "
يبدا صدري بعزف الصفير بآلة ٍ من دمي ولحمي ./ تمنيت ان عمري
ما عرفت التبغ ما طاوعت ذيك الرغبه العذبه بإحراقي من الداخل ،
واشاهدني وانا انفثني : دخان انسان / .
" ماادري من متى ؟ كنا نواطير ولمحنا الجايع المتسلل لبستان سيّدنا وصوّبته ،
لمحنا في يده تفاحةٍ صفرا ، ولا ارضاني نزيفه ، قمت واسقيته خريفه . جثته ،
كنا دفناها مثل ما يدفن النافق من الطير ورجعنا ، ما شعرت بوخز في روحي .
تجرعنا وجعنا : نخب ما نملك وما لا يملكه إلا الوفي الكلب ."
والتبغ اشبه بمصباح ٍٍ اعتق مارد اللعنه . وحزني سلّم ٍٍ يوصلني لدمعي .
حزين وما وصلته ، عادته ما يوفي الميعاد ، يتركني على الجدب السّهاد .
افتش الذكرى : ألم . وافتش فـ بكره : ألم . نفس الألم .
.. يزداد . والتبغ اعتق اللعنه . وبخاخ الربو : أزرق من الخارج ، من الداخل
سحابه . صانعه : بشراه بالجنه . وصبراًً يا غبار الشرق موعدنا الحساب
ومثلك بلادي .. رمتني في مهبّ الناس . أحب الناس لكن لا أزال الطفل يحملني
على متني ، وطوه الناس . و بلادي رمتني في مهبّ الناس طفل ..
وعاشت بلادي ..
رحيبه ..
.. تشبه بلادي !
غريبه ..
.. تعبد اللي صار ، تستهديه ، ما ترضى قياس وْ لااجتهاد الا عليه و فيه ،
والحاضر :- مجرد عار - بيتٍ من حجار الوقت ، سّكانه من الفجار .
و بلادي حزينه ..
.. عاشت بلادي .
- حزينه !؟
.. لكن بلادي !
عن الضيق اختصِرها : " عابر ٍٍ مجدور .. حلمه ياسمينه ، همهمات قبور ،
برد ٍ في يدينه تذبل الأعشاب ، ناس ٍٍ يحرقون اخشاب كانت .. بيتنا المعمور
في شرق المدينه ".
- من صنع قبل الفنا تابوتنا ؟
- من فخخ الأشجار حول بيوتنا ؟
.. يا أسئله ما تنجب الا الخوف من باكر / من التذكار / ، من صمت الطريق
الممتلي أزهار ، من بعض العتب ، من كل طيف ٍ مار ، منّي ! إيه انا : إبن
المكان البار . ما كنت اكره السّجان ، " لا ". كنت اخذل الثوّار . دليت العرب
للغار ،غصب انهرت ، غصب انهار .. علّمني المكان :
" العمر واحد والجنود كثار"!
يغمرني شعور ...
[POEM="font="Arial,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]اثر الزمن ظل الخطى . وان وقفت الخطوه وقف ؟=واثر الوطن فكره ؟ هربت من المكان وهو معي !
ياهو شعورٍ بور : لازال امس : بكره . والصُدف :=............. ذكرى نسيناها .[/POEM]
كأني ما دفنت الذكريات الكافره !؟
تركض على قاع التخيّل خيل الامس النافره ؟!
نفس الألم يعتادني ؟!
مصباح ذابل . لاضيا .
سجاد مهمل .
لاهيا ،
لا حلم .. واكثر من وحيد .
القبو : قبر الذكريات .. وبعثها !
والمنفضة من طيّة القصدير ..
.
. منفاي المدى :
..
أصعد إلى قمة جبل ،
والذاكره تصعد .
أهيم بوحشة الوادي ،
تنادي .
تخدش الأغصان جلدي .
.
قبل تخدش جلدي الأغصان :
اهيم بوحشة الوادي ،
تنادي الذاكره :
" ما عاد للهارب طريق "!
ادخل زحام اشجار ..
يخذلني الثبات / من التعب / .
ألشمس تنزف ..
والسما .. شبّت حريق .
آبتنفسّ ، لا مهبّ ..
كنّي ، على البيدا ، غريق .