غموض خالد صالح الحربي والمكونات المباشرة ..

[حنان محمد]

وكعادتي لا أحب المقدمات فشاعري وقصيدته أغنى وأفضل من أي مقدمة أكتبها أنا ...
وكعادتي أيضا أحب أن أمارس جنوني على كل نص يعجبني ولأن القصيدة مختلفه باختلاف شاعرها كان لجنوني لذة مختلفة ..

ملاحظة : ما كتب هنا ليس الا ضرب من أنواع الجنون الذي يسكنني فهو قابل للخطأ والصواب في محاولة متواضعة مني لدمج ما اكتسبته من خلال دراستي وما تذوقته من شعر شعبي ...

شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه
________ يشُوفْ نَوْب ، وبَعْض الأحيَانْ أعمَى
لِهْ مِنّك السُّكْنَى ، و لِهْ شَارعِينِه
________ لِهْ السَّرَاب ، و لاَ لَقَى بغيرك الْمَا
!سَلْمَى تِمِدّ كفُوفَهَالـْ...راحتِينِه
________ وتِينِهْ هوَ اللّي رَاحْ بْـ.كفوف سَلْمَى
مَا شَال رَاسِهْ غَيْر حِلمِه بْـ..عينه
________ " يعينِهْالله" ، لَوْ مَرَاسِيهْ ظَلْمَا
تَطَشّرَتْ قَبْل الطُّفُولَه سنِينِه
________ ولَمّا كُبَر مَا حَصّل سنين ، مَهْمَا
حَاوَل بشَوكِهْ قَبْل لا يَاسمِينِه
________ يُدْمِي و يُدْمِي لكن كْثِير يَدْمَى
هِنَا يُرَوّضْ بَحْرِهْ آخِر سفينَه
________ وهِنَايتَضَوّر حِبْرِهْ الضيم واظْمَى
وينهْ سؤال يموت و تْعِيش وَينِه
________ يَلْقى الإجَابَه فِي مشَاريهْ بَكْمى
يَرجَع منأوّل شَارعِين و مدينه
________ يشُوف نَوب وبَعْض الأحيَان أعمَى

خالد صالح الحربي ..




المكونات المباشرة :
هي عبارة عن فكرة تحليل الجملة لدى اللغويين في العصر الحديث لصقل مناهج البحث اللغوي وهي تعتمد على تقسيم الجملة إلى قسمين كبيرين سُمي كل منهما المكون وثم قسم كل مكون إلى مكونين حتى نصل إلى المكونات النهائية .
وهذا المنهج له طرائق تفصيلية مختلفة في مدارس اللغة فبل تشوسكى ولكن المدرسة التحويلية التوليدية رأت لها الجوانب التالية :

شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه

تقسم إلى :

(شَاعِر و حُزْنِهْ) (شَارِعين وْ مَدِينَه )
(شاعر) (وحزنه) (شارعين) (ومدينه)

تتابع الكلمات في الجملة يقوم على علاقات محدده في داخلها مرتبطة بين بعضها البعض ففي المكون الأول وهو (شَاعِر و حُزْنِهْ) نجد المعطوف و المعطوف عليه قوى من ترابط المكونين ببعضهما فشكل نوع من الغموض وهي مشكلة تحليل المكونات المباشرة التي تكمن في عدم إمكان تعرف الغموض المعنى وذلك أن فهم المكونات المباشرة لا يؤدي إلى كشف غموض الجملة واعتمد الشاعر في هذا النص على المكونات المباشرة الواضحة للأعيان وعلى الغموض الخفي الذي يحتاج إلى الكثير من الدقة لمعرفة ما بين سطور هذه الأبيات
وهنا نصل إلى نقطة مهمة أن المستوى الظاهر لا يقدم سوى " البنية السطحية " أما الغموض الدلالي نتيجة التركيب فتفسره "البنية العميقة" ومثال على ماسبق هذا البيت :
هِنَا يُرَوّضْ بَحْرِهْ آخِر سفينَه
________ وهِنَايتَضَوّر حِبْرِهْ الضيم و اظْمَى
استطاع الشاعر فرض خصوصية شكليه في الجمل المتقاربة وكأنها معزولة عن غيرها لندقق النظر في هذا البيت :

سَلْمَى تِمِدّ كفُوفَهَالـْ...راحتِينِه
________ وتِينِهْ هوَ اللّي رَاحْ بْـ...كفوفسَلْمَى
في الشطر الثاني مكون من نفس كلمات الشطر الأول ولكن بتغير أماكن الكلمات مما أدى إلى تشابه وتقارب في الشكل واختلاف تام في المعنى ..


يبقى الحربي خالد مختلف دائما فيما يطرحه من شعر مليء بالفكر والوعي
ومادة دسمة لأي ناقد ومتذوق للشعر .. نهر لا ينضب ...

 

[قايـد الحربي]

حنان محمد
ـــــــــــــ
* * *


وكعادتك المُبهجة
تفتحين في كلّ دراسةٍ لك أبواباً على الشعر وكيفيّة
القراءة بعينٍ ثاقبة .. وتختارين في هذا الموضوع
شاعراً يمتلئ بالجمال والإبداع ..
يصل به الإتقان حدّ التفرّد والتميّز .

تحدّث ابن جنّي في كتابه [ الخصائص ] عمّا يُسمّى :
" تقارب الحروف من تقارب المعاني "
وكأنّه ينفي ما يسميه الأغلبلية بـ عبثٍ باللغة وزخرفةٍ لها
وما ذلك - في الحقيقة - إلا الشعر ، والشعر فقط .

تؤكد ذلك مدرسة " الأنكرام " يأنّ الكلمات إنْ تشابهت
واقتربت في الحروف عند الشاعر في نصٍ ما فإنّ ذلك
عائدٌ للتركيبة النفسيّة لدى الشاعر وعمق المأساة فيما
يحاول وصفه من حالة .

حنان محمد

شكراً لأنّك فتحتِ الباب على السماء
حيث الشعر وخالد صالح .

 

[قايـد الحربي]

حنان محمد
ــــــــــــــ
* * *


لأنّك صنعتِ لنا مزهريّة هنا ، فها أنا ذا آتي بالورود
مُعتذراً قبل ذلك .

من موضوعٍ كُتبَ سابقاً بعنوان :


[ القبض على خالد صالح وسلمى ]


يخلق الشعراء همومهم .. يدوزنونها ، ولا يَزِنونها .. جرائمهم شنيعة ،
و شنائعهم جريمة .. لا يكفّون عن التأنيث .. حتى تكاد قلوبهم تتأنث ..
لتلد قلباً آخر ..
يستلهمون مُلهماتهم .. فتهلّ .. مهامهم .. ولعل من أعظم مهامهم ..:
همومهم .. أو ما يجعلونها هموماً .. يبكونها قبل الضحك منها ..
ويلعنونها قبل الرضى عليها .

يُقال أنّ خوف الإنسان من الفراغ المعرفي والفراغ الكوني هو الذي دفعه
إلى مِلء هذا الكون بأيّ طريقة.
حتى لو كان هذا الإخفاءُ وهماً .. ، أو الاعتقاد أنّه قد امتلأ بالمعنى
.. فالإنسان الذي يعيش في كون ٍ فسيح يحاول استيعابه بتسمية ما فيه ..
وعند إطلاقه تلك الأسماء على الأشياء ... تتكون علاقته مع مسمياته /
أشيائه.
فاسمنا لشيءٍ ما هو ما نعتقده كذلك .. فالسماء سمّيت سماءً من السمو ــ
العلو ــ .. أي أنّ هناك علاقةً بين إطلاق الأسماء .. والإحساس بها .

نأتي إلى الشعراء لنجدهم متلبسين بالغيم من الأسماء .. لتـُمطر
أحاسيسهم بها .. وربما خلقوا من اللا شيء
أشياءً .. ينكبّون عليها ... فقط ليفرّغوا بها ما امتلأت نفوسهم.
تماماً كتلك الدمية التي نضربها قوياً عندما نغضب من شخصٍ ما لأننا
نتخيّل هذه الدمية هو ذلك الشخص فنتشفـّـى منه بضربها .. وتماماً هي
الأسماء فربما يُطلق على القبيح ــ أو ما يُرى قبيحاً ــ من الوجود
اسماً جميلاً فقط ليُتمكن من ذكره والأخذ بالثأر منه
بدون ذكر اسمه الصريح.

بالتقريب المُـبعّد والبعيد المُـقرّب .. هذا ما حدث في الآتي من
الأبيات .. للشاعر خالد صالح الحربي
الذي تمّ القبض عليه متلبساً بالجرم الشنيع .. من القول البديع .. مع
الأخت ( سلمى ) :
وسلمى هذه لا تأتي إلا ( شمّاعة ) .. أو ( طمّاعة ) .. هي العذر البهيّ
والأكل الشهيّ .. متى تكون لا يكون الحُب .. بل الجُب .. لا الوفاء بل
الوفاة ..
باكتب اللي شطبت وأشطب اللي كتبت
............................. سلمى اكشفت لي خطاي .. وجيت اعدّل خطاي
أشيا كثيره مواقف في كنفها ارتكبت
............................ قتل المبادئ .. مع .. اني .. كنت اقدم عزاي
كنت اكره الكذب يمكن بس مره كذبت
........................... بعت الحقيقة ولكن .. لاجل احصل عشاي

ألم أقل لكم أنْ هذه الـ ( سلمى ) .. شماعة للأخطاء المرتـَـكبة ..
سلمى تكرّ النار والجمر ساجر
... ........................ وانا ابتسم واحفر قبور الضحايا

يا لهذه السلمى ... نصفها عذابٌ .. وباقيها .. عذاب ... لا مكان
للعَذْب بين حروفها :
واقف على حدّ المواصل من البين
............................... واقول يمكن غيمة الوصل تهما
إيه اطلب الحكمة بورس المجانين
.............................. حتى انزع اللقمة من ضروس سلمى

هذه سلمى .. السابقة .. تظهر طامعةً ... بكل شيء .. من أول الحكمة إلى
آخر (( اللقمة )) ..

وتبقى سلمى ... اسمٌ ... لـ .. سُم .... أبداً لن تكون أنثى حقيقية ...
بقدر ما تكون هي (( الحياة ))
المريرة التي ( تكشف الأخطاء ) .. و ( تُرتكب في كنفها الأشياء ) .. و
.. و .. كل سلمى
تقع بين يدي خالد صالح الحربي ... هو من أطلق عليها هذا الاسم .. وهذه
السلمى لا أهلٌ لها بل أهلّة .. لا قلبٌ لها بل مقالب

3 / 2004

 

[عبدالعزيز الودعاني]

وشاية لـــ ( سلمى )


إبريل 1997 مـ ملحق ( قطوف)
إي تقريبا قبل 11 سنة



كان خالد صالح الحربي يكتب ( لحظة غياب الشمس التي أذنت بشروق إبداعه ) :


اتعبيهم كل مرة..بس مرة ريحيهم

........لين مايبقى على جسر الصبر منهم بقايا

ولا التفتي مابقى لو شي واحد في يديهم

..........غير حبات الدموع وضيق مع كل الزوايا

فيهم اللي يحترق لا شك زيدي واحرقيهم

........وفيهم اللي ينذهل بين السلامه والمنايا

وفيهم اللي خوف مع شك وريبه يعتريهم

........وفيهم اللي ياقف يعد المحاسن والحلايا


أبيات من قصيدة ( لحظة غياب الشمس )

هذا خالد صالح الحربي قبل 11 سنة

فماذا عساه أن يكون الآن ؟؟

هو خالد المتجدد المتطور دوما المتنوع المستقل النابض بالشعر وحب الشعر فقط

خالد الحربي أحد أهم الشعراء الذين يجيدون سكب البديع في أقداح الشعر فيما يخدم
نشوة النص وانسياب الفكرة

يتلاعب بالكلمات كما يشاء ( إحساسه )
وهذه مقدرة صعبة جدا في الشعر

خالد صالح متنوع جدا ( سياسيا و اجتماعيا , وجدانيا )
يكتب التفعيلة برشاقة مذهلة وضوء ممتد لاحدود له

حتى في غموضه لذيذ جدا , تجده يبوح لك في قصائده بـ ( سر )
وكأنك بعد التعمق في قراءته تشعر بأنك آخر من اكتشف هذا السر

خالد صالح يستحق أن يكتب عنه الكثير
مهما حاول الإعلام تقديمه بشكل روتيني كأي شاعر آخر

يظل للمتذوق والواعي للشعر قرار آخر

أما من ناحيتي كأحد جمهور هذا الشاعر فأعتبره أحد أهم عشرة
شعراء في الساحة الآن بدون مجاملة وهي وجهة نظر شخصية أتحمل مسؤوليتها


شكرا لك ياحنان محمد على تنقية هواء الشعر بفتحك نافذة هذا النص / المدينة

 

[عبدالعزيز رشيد]

حنان مااجمل الجنون المتولّد من حرفك


خالد صالح الحربي
أجمل مايميّزه ديباجتة وحبكته اللغويّة التي تأتي دون تكلّف
المحسنات البديعيّة عديدة في شعره تأتي بـ سلاسة عجيبة بل بـ شاعريّة سحريّة !
يجسّد المفردات ويجانس فيما بينها فننطقها كالكلمة الواحدة ذات معاني متقلّبة متجدّده
تدرك بأن كلّ حركة لها مغزى فـ كيف بكلّ حرف ؟
يصفصف الأبيات كـ تصفيف أصابع البيانو ويعيد ترتيبها لـ تكون على شكل معزوفة ليتمكّن القارئ من عزفها من جديد
وسرياليّة حرفه ترسم سر\ آليّة الخيال الشاعريّ لديه
العناية بالنصّ أجمل سمة تميّزه العناية الأنيقة البعيدة عن التكلّف
نقرأ الكلمة \ النغمة فتتمايل أرواحنا بتمايل حركاتها هكذا ندرك بأنه لكلّ حركة مغزى فـ كيف بكلّ حرف من عنده؟!


اختي حنان
ألف تحيّة لك

 

[قايـد الحربي]

:

- كما خُلِقَ -

نصّ :


[ المُنا.. في .. (المنـافي) ..!! ]

....هِنا..تحلم../.(الغانية)..بأغنية..
........هِنـا..تلمــح..(الفـانيـة)../.بالفـنـا..

..هِنا../.طفلة../.ووردة../.وتهنية..
........هنا..للهنـا../..طعــم..غيـر..الهنـا..

..هِنا..للمنيَّة../.حضور../.(أمنية)..
........هِنا..للمنـايـا../..حضــور..(المنـا)..

..هِنا.."الغربة"../.تزخرف..الأبنية..
........بلا.."رغبـة"../.تجغـرف..لمـا..هِنـا..

..هِنا../..لإنكساراتنـا../..المضنـيَة..
........تدلاَّ../.(عنـاقيـد)../.(قيـد..وعـنـا)..

..متاهـة..ضلامٍ.../..بليَّا../..أفنيَـة..
........مع..آهـة..غـرامٍ../..تفـيَّا../..ضنـا..

..هقينـا../..(تواريخـنا)../..مُغْنيَة..
......وهـيْ..مأستطـاعـت../..(تواري..خنـا)..

..هقينا..(المنافي)../.لنا..مفنـيَة..
........لقينـا..(المُنا..في)../.كنفـهـا..لنـا..

..فلا..اللي..هجتنا../.ولا..المثْنيَة..
........لفـا../.من..وهجـنا../.نهجـنا..ثنـا..

..(خضعنا)..لها../.نزوةٍ../.مُدنية..
......و(رضعنـا)..الجنايـة..مع..اللي..جنـا..

..هِنا..(الغانيـَة)../.تنهي..الأغنيَة..
........وهنا..(الفانيـة)../.تهتنـي..بالفنـا..

انتهى التكوين ، ليبدأ الكون :

لنقرأ النص بعيداً عن السطحيّة في الرؤية والرؤى ...
أي :
قريباً ممّا يؤكّده ابن جنّي ومدرسة " الأنكرام " .

بدءاً بالعنوان وليس انتهاءً بالأوزان والألوان و الأوطان
يقترب كلّ بيتٍ من حقيقة اللفظة التي يحتويها شَطْره
لتُشْطَر تلك اللفظة إلى قطراتٍ أُخر مع احتفاظها
بالـ [ ماء ] كأصلٍ لها / الحروف .

- العنوان :
[ المُنا.. في .. (المنـافي) ..!! ]

المُنى = لا مكان
في = حرف جرّ يدل عل مكان / مجهول
المنافي = مكان / معلوم .

تكرّر في النصّ ظرفُ المكان القريب [ هنا ]
وهو - أي الظرف - يختلف عن [ هناك ] التي للبعيد
ممّا يدلّ على أنّ الشاعر كان يُشير بسبّابته إلى مكانه
الذي يقف عليه وأرضه التي تحمله و وطنه الذي حَمله
و الذي كَشفَ سترَه الشاعرُ بتلك الأبيات / الشاهقات
من حقائق واقعيّة و واقعاتٍ حقيقيّة تُنافي الأمنيات
غير الواقعة وغير الحقيقيّة وغير المشروطة بمكانٍ معيّن .
إذن :
مكانه : معلوم بدليل الظرف : [ هنا ]
تماماً كالمنافي معلومة المكان و قصْده لا يتجاوز
كون هذه الـ [ هنا ] : مكانه ، قد تحوّلت إلى منافٍ
بسبب ما ناقضَ الأمنية من واقعٍ وصفه النصّ .
أيْ أنّه يقول من العنوان :
هذا [ المكان / الأرض / الوطن / ... إلخ ] قد
شابه المنافي .. تلك التي يسبق الوصول
إليها أمنياتٍ كُثر بملاءمتها للنَفَس و الأنْفُسْ
بأنْ أصبحَ منفىً كتلك ، لكنّ الفارق بينهما أنّ أمنيات المنافي
لا مكان لها ولا حقيقة بينما أمنيات مكاني ومنفاي مكانها [ هنا ]
ولم تعد أمنية بعد أنْ اغتالتها الـ [ هنا ] ليكون سلاح القتل وأداته
حرف الجرّ [ في ] ذلك المجهول قبل تحديده بالـ [ المنافي ] .

قراءةٌ بسيطة لنصٍ عظيم
ونظرةٌ بسيطة من نافذةٍ عظيمة ...
حيثُ :
لا يُلغي خطأ الأولَيْن صوابُ الأَخِيْرَين
كما أنّ صواب الأولان لا يزيدُ الأخيرين .

شكراً لكم كثيراً

 

[سلطان المسلط]

خالد صالح الحربي ..


والله كتبت .. لين ما دخت ..

بس أحس اني ما أوفيته حقه

خالد .. غير بكل شي


له التقدير ولكي الشكر والتقدير معا


مودتي

سلطان المسلط

 

[عبدالعزيز رشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز رشيد

لوحة الصرخة لـ ادفار مونش
تعدّ هذه اللوحة احد اشهر اللوحات التي رسمت قريبا من بدايات القرن العشرين
تمثّل هذه اللوحة الرعب والخوف والوجوم المسكون الساكن بـ صمت بالوجدان
والمكبوت الا ان ألوان اللوحة الصارخة اطلقتها وملامحها الشااحبة المرعوبة عبّرتها
فسواد اللوحة تمثّل الثورة الصناعيّة والأحمر تمثّل نيران الحروب التي لاحت وفي البعيد
سفينة ما -غير واضحة تماما هنا- عندما كان ذلك الزمن زمن السفن الحربيّة المرعبة
والاناس بلون السواد لون المجهول والريبه وقرية مصيرها مجهول ومعتم كلونها
من كلّ هذا كااانت الصرخة التي بعثرت خطوط اللوحة واصرخت الوانها وأشعلت احزانها










اجد قصيدة (( فوبياء )) لـ خالد صالح الحربي
أقرب مثال لها
في هذا النصّ حزنٌ مكتوووم وصرخة في رحم النصّ تنتظر ولادتها
صرخة لـ حزن ما وخوف ما وتوجّم من امر ما
فكانت خطوط القصيدة متناسقة بقوّة الاحساس لكنّها عبّرت عن عِظم مابداخلها من شعور وصراخ مكتوم




فتحت..الأسود..الداكن..من..الأشيا..على..الأشياء..
..... وجيتك../.مارجيتك../.تحتوي..لوني..وفرشاتي..!!


من..ألف..الكبرياء..وسطرها..المُلقى..على..استحياء..
..... إلى..مابعد../.مابعد..التهالك..من..عذاباتي..!!


تهالك../.وابتهالك..ميّتٍ../.يستجدي..الإحياء..
..... على..بُعد..القصيّ..من..الجروح..ورحمة..الآتي..!!


يشوفون..الكمان..أعياد..وأشوف..إنّ..المكان..إعياء..
..... وأجدّل..بالكمان..الشعر..وأبياتي..هي..أبياتي..


إلى..من..غنّت..الورقى..أزيد..الفوبيا..فوْبياء..
..... وأجي..فكري..بعض..كفري..دواي..بمسحة..دْواتي..


أخذْت..الكيّ..معنى..مُقتبس..من..لفظة..الكيْمياء..
..... وفلسفت..الرياضيات..في..قوتي..وميقاتي..!!


يمين..الآه..بعْد..الله..لا..نجوى..ولا..لمياء..
..... تسافر..بي..عيون..ولا..عيون..إلا..فضاءاتي..!!


وأردّد..يا..بلادي..سارعي..للمجد..والعلياء..
..... من..أوّل..صوت..في..صوتي..إلى..آخر..آخر..سكاتي..


أجغرفني..حكاية..من..وطن..بـ..اصابعٍ..عمياء..
..... وأزخرفني..حياكة..في..حكاية..من..حكاياتي..!!


ألف..باء..الـ.(نبي)..قبل..اليدين..تصافحك..يالياء..
..... وطن..يسعد..مساءاتك../..قبل..يسعد..مساءاتي..!!


وفاي..يسولف..السالف..قبل..تتآلف..الأفياء..
..... وقبل..يتخالف..المتآلف..من..آيات..آياتي..!!


تفرعنت..وصنعت..من..الورق..قبل..الغرق..(موْمياء)..
..... تمعّنت../.ولعنت..من..العرق../.أعرَق..بدياتي..!!


نسجت..من..الحرير..أكفان..للأموات..والأحياء..
..... ولا..أكفاني..من..أكفاني..سوى..مايجمع..شْتاتي..!!

.



قوّة السبك والحبك كتمت حزنها ببراعة ونسق كألوان اللوحة
رغم زحام امشاعرهما

بـ صراحه خالد صالح شبيه بالفنّانين الذين رفضوا كلّ القيود التي تقيّد الجمال والتعابير الفنيّة
ففي كلّ نصّ له تجد ميزة جديدة بابياته


اختي حنان
كللاالشكر لك