رحل الطيب __ و الأشياء تبكي __ !

[زهرة زهير]

إيــــــه يا أمي ..
رحل الطيب و الأشياء تبكي !
:
:
بكى التين و الزيتون .. بكت بيوت الطين ..
حتى الأبواب صريرها ناي مبحوح كأنها تخبرني بعزائها لي !
بكت الأوراق الخضراء يا أمي .. اصفرّت وكأنها تقول لا حياة و قبس النور قد رحل !
وشجرة البن التي فقدت لمسة أنامله الحنونة نحيبها يخرق آذان روحي !
عصاه التي كان يتوكأ عليها لم تعد تحتمل لواعجها..
تترنح ثم تسقط لا تقوى الوقوف !
كان الممتد من أصولي العطرية .. يحمل في تقاسيم وجهه البراءة و ثرثرة الصمت
تلك الإعاقة لم تهتك ملامح الحياة المزهرة على ثغره الباسم !
عيناه الجميلتان كانتا بلون السماء ذات خجل ..
حدقتيه لؤلؤتان تعكسان مدى اخضرار العمر في قلبه
لم يكن من المختبئون خلف الزجاج ليقذف الآخرون بالحجر !

لحظة يا أمي .. لحظة يا دمي

هل لي الالتفاف حول ذاكرتي و دس هدوئي بها ؟!
علني أجد ما يهدئ روع خاطري !


أتذكر أني كنتُ طفلة لم أتعدى الثالثة من عمري ..
كالغازات أرتفع في الكؤوس الباردة لأتقاطر ندى أبلل شفاهه العطشى لشقاوتي !
كانت الأشياء تعشقه لطيبه , و عفويته , و عناده أيضاً ..
كلما أقبلتُ حيثه تساقط الكلم من شفتيه فرحاً لرؤيتي ..
وكأني المعول الذي يقتلع جذور العلقم من جسده لأثمرني سُكّر يشتهيني كلما لوّحتْ له حواسه بالتعب ..

يا أمي لم أكن حينئذ صغيرة لا تستوعب الأشياء!!
إن ذكراه كالظلال لا تخون أصحابها..
انظري إلى طفلتك الآن !
ها هي تعتصر بالذاكرة عالماً ضج به ..
وتلوي عنق ماضي و أماكن تبكي عليه لتسكبه في كؤوس حرقتها حرفاً ..

هل أجهدتُ مسامعكِ بالنداء ؟!
اعذريني ولكني سأعود لأقول .. يا أمي ..
هذا الرب الرحمن الرحيم رب العرش العظيم الذي تعالى عما يصفون قد أنصفني !
كانت السنون تعضّني لفراقه عشرون عاماً .. وكان اللقاء يعضِني بعد هذا العمر !
سبحان من جمعني به قبل تلاشي عمره بشهرين كريمين من رب كريم ..
قد مد لي يد العطاء ليدفئني من برد الفراق ..
:
:
هذه آه أخرى تلبستني كخطيئة تحرق صدري أشعلتني ولم أشعلها!
لعمري إن هذا الفراق يقسمني نصفين .. الأول يشهق العمر الضائع و الآخر قد مات ..
ويح دمعي مني .. ويلي من التفاف الساق بالساق ..
يوم لن ينفعنا مال ولا بنون .. ولا عقل أو قلبٍ حنون ..


يا أمي
العمر فات .. والرجل الطيب مات ..
و ذكرى ما قبل الأمس .. لم تذر لي إلا بقايا آهات ..
تلتف حول جثمان ذكرى تردد ما كان ..


رحل الطيب .. و الأشياء تبكي !
رحل الطيب .. و الأشياء تبكي !
فكيف له الرحيل ؟!

رحمك الله يا عمي و أسكنك فسيح جناته
و أسبغ عليك رحمة و رضوان
وجعل قبرك روضاَ من رياض جنته
بحق أهلك و ذويك و سرك المستودع فيك
آمين

بقلم // زهرة زهير
إبتسامة جرح
كاتبة تحبو على أحرف عقيمة
15/11/2007

 

[عبدالله مشري]

زهره زهير

أتذكر أني كنتُ طفلة لم أتعدى الثالثة من عمري ..
كالغازات أرتفع في الكؤوس الباردة لأتقاطر ندى أبلل شفاهه العطشى لشقاوتي !
كانت الأشياء تعشقه لطيبه , و عفويته , و عناده أيضاً ..
كلما أقبلتُ حيثه تساقط الكلم من شفتيه فرحاً لرؤيتي ..
وكأني المعول الذي يقتلع جذور العلقم من جسده لأثمرني سُكّر يشتهيني كلما لوّحتْ له حواسه بالتعب ..


اولا : العزاء والرحمه لعمك بإذن الله

ثانيا: ذكرتني بعزيز غاب عني وقطفه الموت من بين عيني إنه أخي عبدالعزيز
ذكرك الله الشهاده

ثالثا : دائما اللذين نحبهم يرحلون هكذا بكل هدوء ... فلهم منا كل المغفره والدعاء


ليكن الموت واعظا لنا دائما..

 

[آفاق]

.

.



المميزة زهرة


تحترق الحروف حزناً لفقد كائن ..

ويبقى للرحيل غصةٌ نتجرعها بذكراهم ..


رحم الله فقيدك غالتي .. وجميع أموات المسلمين ..


وجمعنا بهم في فردوسه ..


احترماتي

 

[إغفاءة حلم]

هكذا حزن فراقهم .. يشتعل بنا .. ولايخمد ...

زهرة زهير ...
أجدت صهر الحرف .. فوق حمم الحزن .. المتقدة بقلبك..
فكنا هنا ... نتقلب وجع .. وونضج دمع ..

رحم الله عمك رحمة واسعة ...

 

[سعـد الوهابي]

.
.
.
أصدق مشاعرنا هو الحزن . .

وأفضع شعور يتلبسنا شعور الفقد

لذا نجدنا نكتبه بـ أسى منقطع النظير

نتعمق فيه ونعيشه ونتقن تلاوة تفاصيلها . .

نرتل أناته من طفولتنا حتى شيخوختنا . .

هكذا هي الحياة نهاية كل شيء الفناء . .

ونهاية كل اجتماع " فراق " وإن طال به الزمن . .
.
.
.
سيدتي القديرة

" زهرة زهير "

رحم الله عمك وأحسن الله عزائكم فيه

حرفك المتقاطر أسى هنا لانملك معه الا الدعاء

لك بالصبر والثبات ولـ عمك بالمغفرة

سلم فكرك وحرفك

وزالت احزانك

ودام عطرك المنساب


( احترامات .. مواسية)

سعـد

 

[د. منال عبدالرحمن]

رحل الطيب والأشياء تبكي ..


وقفتُ كثيراً هنا يا زهرة ... حارقة كلماتك منهمرة الأرق .. تطرق الذاكرة بقوّة !



رحمه الله و جميع أموات المسلمين .. اللهم آمين


ِ
لحرفكِ تحيّة ولقلبك أمنيةٌ ودعاء !

 

[مها الأحمد]

الزاهرة ،


مسيج هو المتصفح بـ مغفرات / ورحمة واسعة ..
وعطر الزهر وبحه الناي في تفاصيل غيابه ،
المتآلف بروحك نبضك / حرفك ..
سلُمت والطيب ..



اللهم يا عالم
أن تجعله في جنات نعيمك .

 

[هند الفهيد]

::

للحزن معالم واضحه ..وليست في كلّ الوجوه

هي ترتسم بصدق في تلك الوجوه الشفــّافه ..

لاتخبئ شئ وتظلّ تصرح وتبوح عن همـّها..

غاليتي زهره
رحم الله عمــّك وجميع من فقدناه ..


احترامي لكِ ولهكذامشاعر استباحت دموعنا ..


دمتِ بعفو


*