وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ..)0 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          قال لي مجنوني .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 3 - )           »          النهر النبي (الكاتـب : كريم العفيدلي - مشاركات : 3 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 531 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 7 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 568 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 470 - )           »          طفل الغيم (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 1 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 518 - )           »          تساؤلات تضج بالإجابة (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 255 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-28-2008, 05:40 AM   #1
أسمى

قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ

مؤسس

افتراضي وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ..)0



توطئـــــــــــــــة..
.
الحديث عن الروح حديث من نوع آخر تسلل الى عالم عجيب راائع .عالم
يقودك الى استقرار عقائدي ممتع .وهدأة نفسية عظيمة.
وجدت هنا في هذه المواضيع حلقة متصلة بين كثير من حضارات الأديان الوضعية سواء قديما
أوحديثا ، تجد مثلا في المسيحية القديمة كثيرا مايرد الحديث عن الأرواح بمسميات أُخرى وعلاقة ذلك بالآلهة..كذلك في البوذية الديانات الصينية القديمة...كلها تطورت ووجدناها الآن في كتب حديثة مؤلفة تجدها تحدث عن تنمية الذات ،سبر النفس ،التأمل الروحي.

في الدين الاسلامي تجد الحديث عنها في كتاب موثق حُفظ من ألف وأربعمائة عام ونيف.كـ ذلك في السنة النبوية منذ بدء الدعوة وحوارات الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود والصحابة رضوان الله عليهم.
.
عموما شئ مطمئن أن تجد أساسات قائمة ومتينة لأفكارك حتى لا يعييك التخبط
في مجاهل القراءات الحديثة لـ كنه الروح .
"
"
"
هذا المجال طالما أحببت البحث فيه والقراءة عنه..
و الإمساك بـ طرف النتائج للعودة الى البدايات استنتاجاً...أو العكس. وقبل سنة من الآن /تقريباً قرأت مقال للأستاذ
المتميز طرحه دائماً فهد الأحمدي/ الكاتب في جريدة الرياض.. قرأت له موضوع كان لي بمـثابة خيط بداية .
ومازلت أبحث حتى وجدت موضوعاً رائعا جداً وخصب المعلومات ..بـــــــــ صراحة لم تسعني قراءته فقط وإنما أحببت
مشاركتي فيه.
"
"


لقد حاول الإنسان منذ القدم أن يعرف ما هي الروح وما هو الموت، ومع عصر التفجر العلمي في
القرن العشرين بدأ الإنسان بالاستعانة بالأجهزة العلمية الدقيقة في دراسة الروح...
واعترفت الكثير من الجامعات العلمية بهذا العلم في أوروبا وأمريكا فخصصت له
مقعداً للتدريس والتعليم مع غيره من الظواهر التي تسمى ما وراء الطبيعة.
وكان أولها في جامعة كامبردج سنة 1940م ثم اكسفورد سنة 1943م ثم تتابعت الجامعات.

كذلك تكونت جمعيات أهلية كثيرة في أنحاء العالم من الهواة والباحثين الجادين
تتبادل الدراسات والتجارب العلمية. ولها مجلات دورية مثل المجلة الروحية في أمريكا وإنجلترا..
. وهم يعقدون الكثير من المؤتمرات والندوات تماماً كما تفعل الجماعات الطبية والعلمية ويتبادلون آخر ما توصلوا إليه من علم.

ومن أوائل التجارب التي كانوا يجرونها أن يضعوا إنساناً يحتضر على جهاز به ميزان لتقدير
وزن الروح بعد خروجها من الجسم ويضعون على رأسه جهاز (eeg) لقياس ذبذبات المخ الكهربائية أثناء الوفاة
وعلى قلبه جهاز لرسم القلب (eeg) كذلك وضعوا كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتصوير الروح أثناء خروجها (infra red photography) حيث وجد أنها لا تظهر بالضوء العادي. ( 1 ).

وقد وجد العلماء إرتباطاً كبيراً بين علم الأرواح وعلم التنويم المغناطيسي (hypnosis) وعلم التخاطر (telepathy) وهو علم نقل الأفكار عن بعد وأيضاً علوم دراسة الأشباح والجن.

ولم يعد علم الأرواح قاصراً على التسلية والهواية أو كشف المجهول... بل دخل مجال العلاج الطبي وخاصة في الأمراض التي عجز الطب الحديث عن شفائها مثل الصرع والجنون والشيزوفرينيا ( 2 ) وألفت في ذلك الكثير من الكتب والمجلات وبعضهم استطاع إجراء عمليات جراحية بالأرواح وإخراج الأورام من جسم الإنسان في مؤتمر عام وبشهود من الأطباء.

وتعرف الروح في نظر العالم أنها عبارة عن موجات ذات تردد عالي وأنها موجودة بيننا في كل مكان وفي العالم الأثيري... ولكننا لا نراها ولا نسمع صوتها بسبب عجز العين البشرية والأذن عن ذلك... فقد ثبت علمياً أن العين البشرية لا ترى إلا في حدود معينة هي ألوان الطيف. فالضوء الأحمر الذي نراه بالعين له ذبذبة ( 4×10 10) = 400 ألف مليون ذبذبة / ثانية...

أما الضوء ( تحت الأحمر infra red) فهو أقل من ذلك فلا تراه العين، والضوء البنفسجي له تردد ( 7× 10 10 ) = 700 ألف مليون ذبذبة / ثانية فإنه زاد عن ذلك في فوق البنفسجية فلا تراها: وقد قدروا الأرواح بأنها ذبذبة أعلى من فوق البنفسجية وأقل من الذبذبة (ray ×).

ونفس الشيء بالنسبة للأذن البشرية التي تسمع فقط من 20 ذبذبة / ثانية وحتى 000 و20 ذبذبة وما زاد عن ذلك فلا تسمعه، وقد ثبت بالتجربة أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والخيل تسمع أكثر مما يسمعه الإنسان، ولذلك تراها تجفل أو تصرخ فجأة لأنها تسمع ما لا نسمعه نحن...

ويقسم علماء الأرواح الأدلة إلى نوعين ذهني (mental) ومادي (phlysical) فمن النوع الأول الذهني ظاهرة التخاطر (telesphy). وظاهرة الرؤية عن بعد (clain voiance) وظاهرة الخطاب المباشر الذي تستعمل فيه الروح حنجرة الوسيط ونتكلم بلغتها الأصلية التي قد لا يعرفها الوسيط.

أما الأدلة المادية فمنها نظرية التجسيد (materialization)، ونظرية رفع الأشياء (lev - itation)،ونظرية التصوير الروحي (psychic photography) وهو علم جديد ظهر في السنوات الأخيرة فقط بعد اختراع أفلام خاصة.

وآخر ما وصلت إليه الدراسات في ماد (d.n.a) التي يعتقد العلماء أنها تمثل سر الحياة والروح في الخلية الحية واكتشاف تركيبها الكيميائي، وقد نال الكشف عن ذلك جائزة نوبل.

ورغم كل هذه الأبحاث والإنجازات فما زالت الإنسانية في أول الطريق وما زال موضوع الروح أحد الأسرار الغامضة على العلم، وما يزال الدين هو مصدر العلم الرئيسي عن سر الروح.

الجانب الديني:

لم يرد أي تعريف للروح في التوراة أو الإنجيل وإنما استعملت هذه الكلمة بأوصاف أخلاقية ومعنوية مثل الروح الشريرة أي: الشيطان والروح الرضية التي تفرق بين الناس والروح الخفية كالملائكة واستعمل لفظ الروح القدس عن الله.

وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في قومه وأعلن النبوة ذهب بعضهم إلى اليهود يسألونهم في أمر يمتحنون به هذا النبي فطلبوا منهم أن يسألوه في أمر لم يخبر به أي نبي من قبله وهو الروح. فلما سئل الرسول في ذلك أمهلهم حتى يأتيه فإذا بالقرآن يرد عليهم ) ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ([الإسراء: 85]. والمعنى العلمي لهذه الآي أن الروح أمر يصعب على البشر أن يفهموه لأنه أكبر من علمهم وعقولهم ومهما أوتي الإنسان من العلم لن يفهم حقيقة الروح، وهذا هو السر في هذا الرد المقتضب حتى لا يقع الناس في البلبلة والظنون وينشغلوا عن الدعوة الجديدة بأمور فلسفية وقد ذهب المفسرون بعد ذلك إلى شتى التفاسير فمنهم من قالوا: إن هذا الرد معناه: نهى المسلمين عن الدراسة والعلم بهذه القضية... بينما ذهب الأكثرية بأنها لم تنص على القول: ( قل الروح من علم ربي ) بل نصت: ( من أمر ربي ) والفارق بينهما كبير وواضح ومن هنا فلم يتوقف علماء المسلمين عن الكتابة والدراسة في هذا الموضوع من ذلك كتاب ( الروح لابن سينا ) وكتاب ( الروح لابن القيم ) وعشرات الكتب على مر العصور.

وهذه بعض القضايا عن الروح التي ذكرت في القرآن وجاء العلم الحديث لتأكيدها:

أولاً: إن الروح خالدة لا تموت ولا تفنى مع فناء الجسد: فقد كان الاعتقاد السائد قبل نزول القرآن يتمثل في قولهم: ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ([المؤمنون: 37]. فإذا بالقرآن يرد عليهم بأن الأرواح تعيش بعد موت الجسد فيقول تعالى: ) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون ([البقرة: 154]. فهذه أولى الحقائق التي جاء العلم ليثبتها كما جاءت في القرآن الكريم.

ثانياً: أننا لا نرى الأرواح ولا نسمع صوتها لا لأنها غير موجودة ولكن لقصور في العين البشرية والأذن البشرية عن إدراكها وقد شرحنا ذلك علمياً... والقرآن الكريم يؤكد هذه الحقيقة فيذكر أن هناك أشياء كثيرة حولنا لا نراها بأعيننا فيقول تعالى: ) فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ([الحاقة: 38 ـ 39]. ومن الإعجاز القرآني: أن الله تعالى يقسم قسماً بكمية الأشياء التي لا نبصرها بأعيننا حيث قدر العلم الحديث أن نسبة ما تبصره العين البشرية إلى ما لا تبصره هو 1: 10 مليون وهذه نسبة مهولة ما كان أحد يتصورها أو يعقلها وقت نزول القرآن وهذا هو مغزى القسم العظيم.

ثالثاً: والإسلام لا يقف عند هذه الظاهرة حيث عجز العلم الحديث عن تفسيرها فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الروح: ( يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق ) البخاري.

فالله تعالى خلق العين والأذن البشرية لا ترى ولا تسمع الأرواح.. حتى لا يصاب الإنسان بالهلع والذعر من سماعها وهذا أمر بديهي ورحمة من الله تعالى بالبشر الأحياء... فطالما كانت الصلة المادية بين الإنسان والأرواح منقطعة ولا يمكن لمسهم أو التحدث معهم في الظروف العادية... فلا شك أننا نصاب بالفزع إذا رأيناهم أو سمعناهم دون أن نستطيع لمسهم.

والقرآن الكريم يؤكد على هذه الحقيقة حتى مع الأنبياء: فقد فزع سيدنا إبراهيم حين زاره الملائكة... فمد إليهم يده بالطعام ولكنه لم يجد لهم جسداً يمكن أن يلمسه ففزع منهم وفي ذلك يقول تعالى:

) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة ([هود: 70]. وتفسير ذلك: أن الملائكة كالأرواح ليس لها جسد يمكن لمسه باليد. ونفس الشيء حدث مع سيدنا لوط عندما زاره الملائكة في بيته ففزع منهم ) ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذرعاً ([هود: 77].

رابعاً: ومن الإعجاز العلمي في الإسلام أنه أول من أشار إلى حقيقة أن بعض الحيوانات كالخيل والكلاب تستطيع أن ترى الأرواح وتسمع صوتها دون البشر فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا سمعتم صهيل الخيل ونباح الكلاب بعد هدأة الليل فاستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون ).

وهذه الحقيقة العلمية لم تكتشف إلا في أواخر القرن العشرين بعد اختراع أجهزة الضوء أو السمع ذات التردد العالي.. وقد اخترعت ( صفارة الكلاب ) والتي يسمعها الكلب ولا يسمعها الإنسان وأصبحت إحدى وسائل التدريب والتجارب العلمية...

خامساً: ويؤكد العلم الحديث أن الأرواح لا يمكنها الظهور أو الإتيان بأي عمل ملموس في جلسة الأرواح إلا في وجود الظلام أو على الأكثر ضوء أحمر ضعيف... وتعليل ذلك: أن الروح عبارة عن ذبذبات ضوئية وصوتية تتكسر في وجود الضوء العادي أو الصوت العادي... ولذلك فإن جلسات تحضير الأرواح لا تعقد إلا ليلاً وفي الليالي القمرية الهادئة التي لا يوجد بها برق ورعد. وقد أشار الرسول إلى هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها العلم حيث يقول: ( أقلوا الخروج في هدأة الليل فإن لله دواباً يبثهن في هذه الساعة ). ومعنى هدأة الليل: هو الجمع بين الظلام والهدوء فهو إيجاز بلاغي.

سادساً
: حياة البرزخ بين القرآن والعلم:

الروح بعد مغادرتها الجسم لا تنتقل إلى الجنة أو النار مباشرة بل إلى حياة البرزخ.. وكلمة البرزخ أصلها فارسي وكان يستعملها العرب للتعبير عن مكان بين مكانين وقد استعملها القرآن عن مرحلة أو حياة بين حياتين... وفي ذلك يقول تعالى: ) ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ([المؤمنون: 100] فالبرزخ مرحلة بين الموت ويوم تقوم الساعة.

والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم ( العالم الأثيري ) وتصفه كتب العلم الحديث بأنه عبارة عن الفراغ الموجود بين الأرض وجميع السماوات المحيطة بنا... بما فيها الشمس والكواكب السيارة وبعد الاكتشافات المبهرة في عالم الذرة أضيف إليه الفراغ الموجود في داخل جميع الأجسام الصلبة وداخل الذرة نفسها... أي: بين البروتون والإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.

سابعاً: والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء. فقد توصل الدكتور منصور حسب النبي أستاذ علم الفيزياء بجامعة عين شمس في كتابه ( الإعجاز العلمي في القرآن ) على معادلة حسابية من آيتين من القرآن الكريم:

ـ الأولى في سورة السجدة الآية الخامسة حيث يقول الله تعالى:

) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ([السجدة: 5]. ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها ( الأمر الكوني ) في زمن يوم أرضى تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم. وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792.5كم / ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين.

أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم الغيب وتقدرها بأنها تعادل خمسين مرة × السرعة السابقة أي: خمسين مرة سرعة الضوء وفي ذلك يقول الله تعالى في سورة المعارج الآية الرابعة:

ـ ) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (. ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792.5 × 50 كم / ث والله أعلم.

ثامناً: طبيعة الروح من طبيعة الله: في أكثر من آية من القرآن الكريم يؤكد الله تعالى أن الروح هي نفخ من روح الله: وقد ذكر ذلك عن نفخ الروح في جسد آدم بعد إتمام خلقه فيقول تعالى: ) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ([ص: 72].. ويقول عن الجنين حين تدب في جسده الروح: ) ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9]. فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله.. فهي لا ترى بالعين البشرية. فالله تعالى يقول عن نفسه: ) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ([الأنعام: 103]. ويقول أيضاً: ) ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ([الأعراف: 143].

تاسعاً: ومن الإعجاز الطبي أيضاً ما ذكره القرآن من أن الروح لا تبعث في الجنين في بطن أمه إلا بعد الشهر الثالث من عمره وقد قدرها الفقهاء 120 يوماً وهذا هو نفس ما توصل إليه العلم في العصر الحديث. فالجنين قبل ذلك لا يكون كامل النمو فهو إما نطفة أو علقة أو مضغة، وكلها مراحل بدون روح وهو ما يسمى في الطب بالحياة البيولوجية مثل حياة النبات أو حياة المني والبويضة، وفي ذلك يقول الله تعالى: ) ثم سواه ونفخ فيه من روحه ([السجدة: 9]. ومعنى سواه: أي: أكمل خلقه... ومعناه: أن نفخ الروح لا يأتي إلا بعد اكتمال الخلق والنمو في الرحم وهذا ما يؤكده العلم فالجنين بعد الشهر الثالث يتحول إلى إنسان حي وله حركة إرادية ويسمع الأصوات بل إن بعض الأبحاث العلمية تذكر أنه يطرب للموسيقى وينزعج لخلافات الوالدين ولا يحدث ذلك إلا بعد اكتمال الشهر الثالث.

عاشراً: والله تعالى يحفظ الروح داخل الجسد فلا تفارقه إلا بأمره وفي الموعد المحدد وفي ذلك يقول تعالى: ) إن كل نفس لما عليها حافظ ([الطارق: 4].

والحافظ هنا كلمة تحمل معاني كثيرة، فالحافظ قد يكون ملاكاً داخل الجسم أو خارجه يلازم الروح ويحافظ عليها حتى لا تغادر الجسد. وبطبيعة الحال فإننا لا نرى هذا الملاك أو نحس به. والعلم الحديث يؤيد هذه النظرية مع اختلاف في التسمية والتعبير... إذ أن الحافظ هنا في العلم هو مواد في الكيمياء الحيوية موجودة داخل أجسامنا تحافظ على العلاقة بين الروح والجسد وتقول النظريات العلمية أن هذه العلاقة إذا اختلت فإن الإنسان يصاب بالكثير من الأمراض النفسية والروحية دون أن يكون به مرض عضوي.

حادي عشر: ومن الآيات التي حيرت المفسرين على مر العصور قوله تعالى ) وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع ([الأنعام: 98]. وقد فسرها بعضهم بأن المستقر هو الرحم الذي ينمو فيه الجنين والمستودع هو صلب الرجل .
وهذا تفسير خاطىء لأن الآية تتحدث عن الأنفس أي: الأرواح وليس الأجساد وكثيراً ما يتحدث القرآن الكريم عن الروح بكلمة النفس. والتفسير الذي نراه أن المستقر هو جسم الإنسان الذي تستقر فيه الروح في الحياة الدنيا منذ أن تدخل في جسم الجنين وحتى وفاة الإنسان، أما المستودع فهو حياة البرزخ التي تنتقل إليها الأرواح كلها إلى أن يأتي يوم البعث فتبقى فيها الروح وديعة مع غيرها إلى أن تقوم الساعة.

ثاني عشر: الحياة في البرزخ:

والأرواح في البرزخ تكون سعيدة أو تعيسة لأنها تنبأ بمكانها يوم القيامة في الجنة أو النار حسب أعمالها في الدنيا، والله تعالى يصف حياة المؤمنين الصالحين في البرزخ ) ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ([آل عمران: 170].

وأما الكفار والبغاة فيعرفون مصيرهم في النار والعذاب ويقول تعالى: ) وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم (. ويفسر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بقوله: ( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق من شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه ) متفق عليه.

ويقول أيضاً: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده من الجنة أو النار بالغداة والعشي ). والأرواح تعيش حرة طليقة في البرزخ بين السماء والأرض وهي لا ترتبط بالجسم ولا بالقبر... وكان الناس قبل الإسلام يقدسون المقابر ويبنون للموتى أضرحة فاخرة ويضعون فيها الطعام والأنوار والحراس اعتقاداً منهم أن روح الميت مرتبطة بالقبر وتسعدها هذه المظاهر... فأمر الإسلام بهدم القبور وتسويتها بالأرض بل نهى الرسول عن زيارتها حتى ينسى الناس هذا التقليد الجاهلي فلما نسوه وآمنوا قال الرسول: ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترقق القلوب ) وفي رواية أخرى: ( إنها تذكر بالموت ) ( ولم يقل: فإنها تسعد الميت ).

ومعناه: أنه لا توجد صلة بين روح الميت والقبر أو بينها وبين الجسد والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والزناة والمشركين. هكذا رأى رسول الله الأرواح ومنازلها في البرزخ ليلة الإسراء وبشر به.
"
"
المقال للكاتب الدكتور / أحمد شوقي الفنجري.


أخيراً:أليس هذا شئ عجيب جداً..يُشعرك بــــــ قشعريرة خوف أمام جبروت الغيب وسعة العلم/ الموّثِق والموّثَق بـ وجود أزلي لا يُدرك كنههـ.. فــــــ تبارك الله سبحانهـ
عالم الغيبــ والشهادة.
ربــَّ العرش العظيمْ.
"
.

 

التوقيع

[الحياة ليست كما تبدو ]
هو كل مافي الأمر .
t _ f


التعديل الأخير تم بواسطة أسمى ; 06-28-2008 الساعة 05:46 AM.

أسمى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2008, 11:33 AM   #2
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2213

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الحديث عن الأرواح (العالم الروحانيّ)سفرٌ يحلو لكلّ ذي روح
ولكون الروح شيءٌ غير ملموس فإنّه يصعب تفسيرها علميّا- لكنّها قد تُدرك بالشعور خصوصا كون العديد من الأديان تؤمن بها

الكثير يتحدّث عن العالم الآخر وأن هنالك أرواحٌ تعيش معنا قد نحسّ بها لكنّها لاتبدو لنا على الإطلاق , وكثيرا ماتحدث قصص لأشخاص يحسون بخروج أرواحهم في غرف الانعاش! "يحكيى انّ في أحد المستشفيات الهولنديّة كانوا يحاولون معالجة مريض في غرفة الانعاش وكادوا أن يسلّموا للأمر لولا أنّه استيقض فجأه وتعافى وكان يقول بأنّه كان يرى نفسه من فوق ملقى على السرير ومن حوله الاطبّاء!", كذلك أثناء النوم ف الروح تخرج بالقرب من الجسد وقد تلتقي اثناء خروجها بارواح الموتى لذلك نحلم بهم

كذلك قد يتداخل التعبير عن الارواح بالأشباح , وقد يتمّ الخلط بينها ففي أحد القصور الانجليزيّه لازال الناس يرون بين حين وآخر زوجات هنري الثامن المقتولات من قبله, وكذلك كثيرا مايستأنسون هناك _بالغرب_ ببعض الأماكن التي كان يعيش بها أقاربهم أو أجدادهم زعما منهم بان أرواحهم موجودة ويشعرون بقربهم!

الروح كانت مادة دسمة للأساطير العالميّة لكلّ الشعوب وعلى مرّ العصور, فقد كانوا الفايكنج يؤمنون بالحياة بعد الممات وأنّ الأرواح الطيّبة تلتقي بإله الخير الذي يجابه آله الشرّ ومعه الأرواح الشريرة لـ هذا كانوا يحرصون على شجاعتهم واقدامهم كيّ يحووا بعد الموت شجعان!
وكذلك أيضا كانت دسمة في كتاب:كولن ويلسون (موسوعة الألغاز المستعصية) جدّا كانت نظرته جميلة

الإمساك بخيط في هذا الموضوع صعب
فعذرا للتشتّت أختي:قيد
(:

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالعزيز رشيد ; 06-28-2008 الساعة 11:39 AM.

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2008, 03:53 PM   #3
أسمى

قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ

مؤسس

افتراضي


هذه الأحاديث ممتعة جدا بالنسبة لي.
تعرف عبد العزيز..
ان علماء الهندسه النفسية N.L.P صنفوا مجالات القوى الذاتيّة والباطنيّة للإنسان
وكيفية تطويرها او إمكانية الارتقاء بها الى أعلى مستوياتها او فى مجالات التنمية العقلية والفسيولوجية والمعنوية،وقسموا استجابة الانسان الى أنواع من الذكاء
كـ ذكاء عاطفي و ذكاء عقلي.
ولكن بقى ذكاء اخر هو لب الذكاء، وهو القوة الغالبة على جميع اركان الشخصية وهو المحرك الاساسى لكل من يؤمن به وايا كان نوع ايمانه الا وهو:
الذكاء الروحى (( وكثير من الناس يعتبرون الذكاء الروحى أهم أنواع الذكاء و يؤمنون بقوته القادرة على تغيير حياتك، وتغيير الحضارات ومسار التاريخ والكوكب بأكمله ))

والذكاء الروحي قد يغير حياة الانسان تغييرا جذرياً
:
أشكر إضافتك عبدالعزيز.. زادت الموضوع تألقاً.

 

التوقيع

[الحياة ليست كما تبدو ]
هو كل مافي الأمر .
t _ f

أسمى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2008, 04:54 PM   #4
جُمان
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي



الأرواح ../ أجسامٌ لطيفة جوهرية لا يعلمُ كُنهها إلى الله ../ نُدرِكُها ولا نَراها
لذلك يقول ربنا ( قل الرّوح من أمر ربي وما أوتيتم مِن العِلمِ إلا قليلاً ) وادراكُها جزءٌ بسيطٌ مِن هذا القليل

فقط هو تساؤلٌ أحبَبتُ طرحَه ..
ما أعلمهُ أن الأرواح تصعَدُ للسّماءِ حين النّوم بدليل الحديث الوارِدِ فِي أذكارِ المساء ( بسمك اللهم ربي وضعتُ جنبي وِبك أرفعُه ../ إن أمسكتَ نفسي فارحمها .. وإن أرسلتها فاحفظها بِما تحفظ عبادكَ الصّالحي )
وسبق أن سمِعتُ أن الأرواح لها ارتِباطٌ بالمنامات لأنها تلتقي بأرواح الأحياء والأمواتِ في السّماء لذلك يحدث أحياناً ان نرى بعض الموتى فِي المَنام ../ لم أكن اقتنِع بذلك كثيراً
ولكنّي أطرحُه كتساؤلٍ الآن

قيد مِن ورد ..
الحديثُ هنا شفيفٌ لطيف ../ رغمَ عُمقه
شُكراً وأكثر

.

.

 

التوقيع



[ اللهُمَّ آتِ كُلَّ ذِيْ قَلْبٍ : قَلْبَهُ ]

جُمان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-28-2008, 07:12 PM   #5
ريم علي

كاتبة وصحفية

مؤسس

افتراضي


قيد من ورد
كنا نبحث عن متصفح بهذه الجوده والفائده
لندرك ونعيد التفكير وونتعلم

شكرا لك ياقيد على هذه المتصفح الشاسع جدا

تحياتي

 

ريم علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-30-2008, 03:59 PM   #6
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

افتراضي


أختي:قيد
الذكاء الروحي
هي قدرة الشخص على جذب الأرواح التي تحرّك الأجساد والعقول, إذ أن تأثيرها يكون عظيما على الناس وقلّة هم القادرون على مخاطبة الروح من دون إذن العقل والجسد ورغما عنهم لـ ذلك
ولنا في رسول الله _صلّى الله عليه وسلّم_ خير مثال
قد نجد مرشدين دينيين يمتلكون نسبة عالية من الذكاء - بالنسبة للتقييم العلميّ كالـ (مهاتما غاندي) والكثير يعرف مدى تأثيره على الحركة السياسيّة بالهند بشكلٍ سلميّ هادئ لم يحتج إلى شحذ همم الناس للقتال بل خاطب الأارواح بـ ذكاء وأجبر أعداؤه على الرضوخ بـ صمت!
كذلك بالإمكان وصف تصرّف لـ نابليون بونابرت بذكاء روحيّ
"بعد أن عاد الى فرنسا من منفاه جزيرة ألبا - وقد كان مجرّدا من كلّ سلطاته بل ومطلوبا فحينما وصل وهو واتباعه القلّة الى أحدى ضواحي جنوب فرنسا اعترضه جيش أتى لـ قتله فحاصروه وبتصرّف ذكيّ منه ترجّل من العربة وقال: لاتطلقوا النار أنتم أمام الامبراطور! , لـ ترتفع صيحات الجنود يحي الامبراطور يحي الامبراطور !!"

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 04:32 AM   #7
صالح العرجان

شاعر

مؤسس

افتراضي




قيد


موضوع جبار فبه علم تصديقة يحتاج لعقيدة صحيحة

فقط ما اعرفة ان الروح لم يحدد مكانها في الجسد

أيضا أعرف أنها جنود مجندة ... الخ



كوني بخير

 

التوقيع




:
:
يااامفاتيح الفرج ..
اللي دخل باب الصبر ،
عمره خرج !!؟


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح العرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 10:05 PM   #8
أمل عايد
( باحثة )

الصورة الرمزية أمل عايد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 25

أمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعةأمل عايد واحد الرائعة

افتراضي


موضوع رائع أتحفتنا به كعادتك

كثيرا ماسمعت عن الطاقة الكامنة التي تتفاوت من شخص لآخر ...

وقله هم الذين يمتلكونها ...

إذا كان لديك قراءات بالموضوع أرجو منك كتابة أسماء مراجع ... أو أسماء باحثين معاصرين يبحثون بالموضوع ذاته ...

الغالية قيد أجمل تحية لك ولما تخطه أناملك ..

 

التوقيع

لكل بداية محرقة نهاية مشرقة

لأمتي أ ُهدي حــروفي


التعديل الأخير تم بواسطة أمل عايد ; 07-01-2008 الساعة 10:07 PM.

أمل عايد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.