أود أن أُفَضفِض!
***
كَمَا لَوْ كَانَتْ نَحْلَةً ،تَرَبَّصَ بِرَوْنَقِهَا اَلْإِبْرِيْزِيُّ، مَكْرُ هَوَاءٍ رَطْب...
فَاحْتَمَتْ خَائِفَةً مِنْهُ خَلْفَ جُمْجُمَةِ قَلْعَةٍ بَشَرِيَّةٍ لَيْسَ لَهَا بَابٌ رَئِيْسِيٌّ عَدَى
أَرْبَعَة مَنَافِذَ قَدْ تَكُونَ ذَاتَ كَمِيْنٍ، سَوَاءً لَزِجٌ أَوْ شَمْعِيٌّ!!
هَكَذَا، نَمَتْ رَغْبَةً مُلِحَّةً بِرَأْسِهِ اَلْسَّابِحُ فَوْقَ نَمَارِقٍ فَارِهَةِ اَلصُّنْعِ كَانَتْ مُكَوَّمَةً حُوْلَ وَعَلَى نِصْفِ جَسَدِهِ اَلْعُلْوِيِّ.. أَثَارَتْ شَغَبَاً مُرَاوِغَاً لِرُؤَى نَوْمَِه اَلْمُدَجَّجُ بِكَمٍّ ثَائِرٍ مِنْ شَرَارَاتِ اَلْحُلُمِ.. لَمْ تَبْرَحْ غِيَابَ رُوْحِهِ اَلْمُغَيَّبَةِ بَعد، حَتَّى اسْتَلَّتْهُ، مُنْتَعِشَةً، مِنْ بَرْزَخِ اَللاَّحَرَكَةَ إلاَّ نُزْرَاً وَوَهَبَتْهُ شَيْئَاً مِنْ حَيَوِيَّةِ حَيَاتَه، كَظَرْفٍ طَارِ"قٍ"ـئٍ، ذَوَّبَ بَعْضاً مِنْ مَوَاتِ سَرِيْرِهِ..
-غَبَشَاً، أَنَّى اِسْتَيْقَظَ بِصُوْرَةٍ حُصُوْلِيَّةٍ جُلِّيَةَ اَلمَلاَمِحَ
تَأَكَّدَ، بَعْدَمَا نَعَّشَ خُمُوْلَ وَجْهه.. أَنَّ مِرْآتَهُ لَيْسَتْ كَاذِبَةً بِالْمُطْلَقِ..
أَنَّى نَفَتْ عَنْ صُوْرَتَه اَلْآنِيَة كُلَّ مَا مَتَّ لِلنُّعَاسِ بِصِلَة مُخْجِلَةٍ...
مُهَرْوِلاً، خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، سَائِرَاً تَحْتَ وَطْأَتِ تِلْكَ اَلرَّغْبَةَ اَلَّتِي لَمْ تَزَلْ تَطُوْف بِعَقْلَهِ اَلْبَاطِنِيِّ، بِاتِّجَاهِ اَلنَّهْرَ اَلْجَلِيْدِيّ، تَوَقَّفَ بِمُحَاذَاتَ اَلضِّفَةِ، اَلْمُوَشَّحَة بِلَوْنِ اَلشَّجَنِ، طَوَّفَ نَظَرَه، فَوْقَ تَجَاعِيْدَ اَلنَّهْرَ، اَلْمُتَّزِنَة حَرَكَة جَرَيَانِهَا..
لاَذَ نَظَرَه إِلَى لَمْعَةِ عَيْنَيْهِ مِنْ جَدِيْدٍ.. فَعَمَّقَهُ، غَوْصَاً طَوِيْلاً، فِيْ صَدْرِ اَلْمَاءِ اَلَّذِي كَانَ فِيْ، مَكَانَذَاك، أَوْفَرَ حُزْنَـاً وَأَكْثَف قَتَامَةً.. ثُمَّ شَعَرَ بِبَلُّوْرَاتِ شَجَنٍ لاَ مُتَنَاهٍ تَحْبُوْ بِأَوْعِيَتِهِ.. فَأَدْرَكَ أَنَّ هَذِهِ اَلْمُتَعِّبَاتِ مَاَ هِيَ سِوَى مُؤَشِّرَاتٍ مُبَكَّرَةٍ تُحَشْرِجُ إِلَيَّ...
إِنَّ ثَمَّةَ خَلايَا شَوْقِيَّةٍ هَمَّتْ بِالتَّمَرُّنِ عَلَى أَدَاءِ اَلْمَشَاهِدَ اَلَّتِي سَتُمَسْرِحُهَا تَحْتَ جِلْـ"يـ"دِيَ عُمْقَاً!..هَكَذَا، اَلْمَاسَيَجِيءُ، أَوْ اَلْمَا وَرَاءُ اَلْمُنْتَظَرْ..، وَهُمَا هَهُنَا جِيْءَ بِهِمَا، عَلَى شَاكِلَةِ قِرَاءَةٍ مُسْتَقْبَلِيَّةٍ مُصَابَةٌ بِاكْتِئَابٍ فِيْ اَلْكَلِمَة..
هَكَذَا..، بَعْدَمَا تَتَوَارَى قَطَرَات نَدَاكِ
عَنْ مَدَى قصَاصَاتِي ثُمَّ يَسْتَحِيْل اَلبَوْحَ
إِلَى لاَ كَلاَمٍ بِهِ خَصَاصَة وَطُوْدِ غَصَّة!
***
وإن كانت قديمة الكتابة تاريخاً
مطلقاً لن أمتعض!