في مسابقة حائل للرواية تمّ انتخاب بضع روايات للقائمة النهائيّة ومن بينها رواية "شغف شمالي" لـ شتيوي الغيثي
كان هنالك مقال عنها يمتدحها كثيرا وبالمقابل كان هنالك مقالات لاتمدحها أبدا! ومثل هذه الحالات كثيرة عندنا قد يكون المدح والذمّ بعيدا عن تأثير النصّ وهو مايتبيّن من خلال الكلام الذي دار حول الرواية نفسها
مقال شتيوي:
يمكن اعتبار الشغل السردي السعودي في مجمله اشتغالاً على مسألة البحث عن الهوية على الرغم من كل الإدعاء الثقافي لمحددات الهوية المحلية في خطاباتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية؛ لكنه يأخذ شكل الهوية السردية كما يطرحها بول ريكور، ولذلك تصبح العملية الروائية نوعاً من التسريد الهووي للذات في غياب الهوية الحقيقية، أو في مصادرة هذه الهوية لهويات أخرى مختلفة، وهذا ما فعله حمد مرزوق بطل رواية (شغف شمالي) لكاتبها: القاص والروائي فارس الهمزاني والصادرة عن (الدار العربية للعلوم ناشرون) 2009، إذ يتنحى الروائي ويترك كامل المجال للبطل في سرد تفاصيل حياته، وشغفه المبالغ بالشمال: شمال الفخر والكرم والفضائل التي ربما ليست موجودة إلا في المخيلة المسرودة على صفحات الرواية منذ بداياتها، وحتى آخر سطر من سطورها. ذلك الشمال الحافل بتاريخيه الاجتماعي وقصصه التي لم تدون بعد على اعتبار أن كل هذا البحث إنما هو بحث عن الشخصية الشمالية التي غابت من أجل هويات رسمية أخرى على الرغم من كل ما تمتلكه تلك الهويات من ميزات حضارية سابقة على الهوية الحالية المفروضة.
جاءت رواية فارس الهمزاني لتكشف عن عمق المأساة الشمالية التي فرضت عليها الكثير من القيم التي لم تكن من قبل ولم تكن في الشخصية الشمالية ذات الرؤية المتسامحة والمضيافة والمتقبلة للآخر مهما كان هذا الآخر، والتاريخ المحلي لأهل الشمال حافل بتلك القيمة التي يحاول حمد المرزوق في الرواية أن يعيد جزءاً من المتخيل الشعبي في السرد الشغوف لذلك الشمال، فمنذ أول الصفحات في الرواية يضع حمد المرزوق ذاته في مقابل تلك القيم المتحولة في الخطاب الديني الذي موضع ذاته قسرياً على المجتمع الشمالي كما هو في كل المجتمعات الأخرى غير الشمالية لكن يبقى الشغف الشمالي منحازاً إلى القيم السابقة على القيم المفروضة.
حمد المرزوق شاب شمالي الهوى والنزعة والتهور والملامح والتكوين، وكل ذلك يسوقه في السرد الروائي إلى البحث عن الهوية الذاتية لذلك الشمال في مقابل الهوية التي فرضتها الشخصية المقابلة لشخصية حمد: سارة بنت الطبقة المخملية والتي جعلتها الصدفة تتصل بهذا الشمالي الذي ظن في لحظة من لحظاته أن هذا الشمال يمكن أن يكون قيمة بحد ذاته، ومن هنا يصارع صراعاً دراماتيكياً من أجل قيمه التي أراد أن يعيدها في ظل وجود سارة، وهذا الاتصال يقود هذا الشمالي الشغوف إلى هاوية غير متوقعة، وأقرب إلى عبث الأقدار في مصير شاب في مقتبل العمر في قضية خاسرة من البداية، لكن ذلك الشغف من أجل الذات الشمالية يصر على أن يبقى في تحديه تجاه الهوية المفروضة من قبل سارة ولتنكشف له الكثير من الأسرار التاريخية التي كان يحفل به شماله. وبطريقة عبثية بحتة، ومن أجل اللهو فقط، تفرض سارة على حمد المرزوق أن يحضر إلى مسكنها في تلك المدينة الكبرى لينكشف السرد الروائي عن عالم ربما هو أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة في مجتمع يرفع شعار المحافظة، إذ تقوده سارة إلى عالم اللهو المخملي ليصبح حمد ذاته جزءاً من هذا اللعب، ولتصبح هويته الشمالية محل تندر وفكاهة في الوقت الذي كانت تحمل له هذه الهوية الكثير والكثير مما يفتقده هذا العالم المخملي من قيم، وفي الأخير تتعمد انتهاك عرض حمد بسلطتها المادية كنوع من الإذلال المبالغ فيه لتضمن العبودية المطلقة ليصور لنا حمد المرزوق كيف هو عالم الطبقات المخملية التي تفعل المستحيلات من أجل متعها الصغيرة حتى ولو كان على حساب الإنسان والإنسانية.
وكعادة أكثر الروايات السعودية والعربية ينتقل السرد من المحلية إلى العربية أو العالمية كنوع من المقابلة مابين الـ(نحن) و(الآخر) رغم تماثل الـ(نحن) في الداخل لكنه تماثل يجعل الذات في حالة من الضياع بين قيم الـ(فوق) وقيم الـ(تحت) لكن تشترك هذه النحن للطبقيتين في الدونية تجاه الآخر في أكثر من موضع خفي في الرواية، حتى يصعد التحدي في بعض صفحات الرواية لتصبح المفاخرة بين القيم الشمالية البسيطة والقيم المخملية موضع صراع طبقي وهووي بين الشخصيتين: سارة وحمد ليخسر بالطبع حمد، بحكم تحتيته، الرهان على هذا الصراع كل مرة؛ لكن الشغف الشمالي هو ما يجعله دائم الصراع لفرض الذات حتى تقوده النهايات إلى الغياب النهائي والحتمي من أجل الشمال الموهوم كنوع من الغياب التام لتلك الهوية الشمالية.
بين صفحات هذا الصراع تبرز شخصيتان رئيستان في الرواية على الرغم من هامشيتهما في العمل السردي من الناحية الدرامية، لكن تبقى الرؤية الترمزية لكلا الشخصيتين هما الأصل في العمل: (عواد النهار ومها الضاحي)، ورغم عدم حضورهما الكامل في العامل إذ يغيب عواد النهار في منتصف الرواية وتغيب مها الضاحي في مجمل العمل إلا من رسائل غرامية كانت ترسلها لحمد المرزوق كنوع من الصفاء الإنساني والعشق الملائكي، وكنوع من الصفاء النضالي والقيمي من أجل تحقيق الذات بالنسبة لعواد النهار في مقابل التوحش القيمي لدى سارة وأمثالها.
وجود شخصية عواد النهار في الرواية يكشف عن جزء من التاريخ المحلي للهوية الشمالية التي كانت مؤمنة بقيم الحرية والنضال التاريخي أو القومي، وجزء من الشغف الذي قاد عواد إلى النهاية كما يقود حمد المرزوق (الشخصية الرئيسة في الرواية) للنهاية فيما بعد، وكما هو الشغف الطهراني لهذا الشمالي، والذي قاد مها الضاحي إلى التضحية بذاتها من أجل بقاء الصفاء الإنساني متحققاً في داخل ذلك الشمالي الشغوف، لتنتهي مسبقاً كما انتهى عواد النهار وحمد المرزوق، حتى لكأن الرواية في مجملها هي نوع من شغف النهايات من أجل الشغف بالهوية الذاتية المغيبة من أجل الهويات المفروضة.
ولغة الرواية تحاول أن تكون أقرب إلى البساطة السردية بحيث اعتمدت على الطريقة التداولية المحكية مع مزيج من اللغة الشاعرة في ذكريات الحب مع مها الضاحي حتى لتكاد هذه اللغة تختلف عن السياق اللغوي السردي التي جاءت عليه الرواية، وربما كانت بساطة اللغة هي سر العمل هنا بحيث جاء بشكل سلس ومن غير أي تكلف مطلقاً، فالروائي منحاز إلى الجانب السردي أكثر منه إلى جانب اللغة الجمالية التركيبية.
والرواية من الناحية السردية ممتعة وذات خط تصاعدي واحد رغم بساطة لغتها السردية، وكأننا في شريط سينمائي متواصل يسرد لنا تفاصيل سريع وصغيرة تكشف عن تحولات كبيرة على المستوى التاريخي والقيمي والإنساني لرجل الشمال الشغوف بشماليته.
وهنا ماقاله عبدالواحد الأنصاريّ مناقضا كلام شتيوي حول الرواية :
1
الغيثي بين هوية السرد وسرد الهوية
على رغم أن كثيرا من النقاد السعوديين يظهرون متأففين ويبدون شعورا بعدم الرضا من الأعمال الروائية الجيدة محليا، فإننا نواجه مع عدد منهم حالات استثنائية من الإشادة والاحتفاء بنصوص سرديّة دون المستوى المأمول، بل إن بعضها لا يمتلك الهويّة السرديّة.
نشهد ذلك مع نقاد جائزة حائل وأضراب آخرين أصدقاء لهؤلاء النقاد، ويحضرنا المثال جليا صارخا في رواية شغف شمالي لكاتبها فارس الهمزاني، الفائز بجائزة أفضل قصة منشورة في صحيفة الرياض في العام نفسه الذي اختتم فيه رواية شغف شمالي أي 2005م.
ومع أن العمل يفتقر إلى الهويّة السردية بوصفه لا يحتمل إطلاق الوصف السردي، إلا أننا نفاجأ بأنه يدخل قائمة اقتراح عدد من النقاد في لجنة حائل بترشيحه ليستنم إحدى أفضل أربع روايات سعودية من بين 20 رواية كتبها عدد من الروائيين السعوديين الشباب والمخضرمين. ويتمادى هذا الطرح النقدي المتساهل في اعتسافه حينما يصف العمل الروائي الفاقد للهوية السردية بصفة معاكسة وهي "السرد الهُوَويّ" كما جاء في مقالة شتيوي الغيثي في قراءته للرواية التي بين أيدينا.
من خلال الرجوع إلى أرشيف نقد الرواية لدى كاتب صحافي كشتيوي الغيثي نجد مفاجأة مميزة، وهي أنه لم ينشر أي قراءة نقدية إلا عن عملين كلاهما دخلا إلى القائمة القصيرة في جائزة حائل، وهما عملا "أوراق محمد الوطبان" و"شغف شمالي" لروائيين اثنين من منطقته ومن ذوي قرابته هما، الرطيّان، والهمزاني.
ومع أن رواية أوراق الوطبان تحتوي عددا من الملحوظات الفنيّة إلا أن النزاع على هويتها السرديّة غير وارد، بل إنها احتوت مزايا سرديّة تستحق العناية والدراسة، ذلك أنها انتحت الشقّ النقدي، وحاول كاتبها توليد تقنيات سردية خاصة به، نختلف معه أو نتفق عليها، ولكن يظل العمل متمسكا بهويته السردية، على خلاف "شغف شمالي" التي تتمحض في اعتباط سردي لمجموعة من الخواطر المبنية على تصورات مغلوطة تماما لمفهوم السرد والحبكة وبناء الشخصيات.
ومع ذلك لم يتورّع نقاد لجنة حائل عن اعتبارها عملا سرديا هو أحد أفضل الأعمال السردية السعودية لهذا العام، إضافة إلى اجتراح "شتيوي الغيثي" لهوية هذا العمل تسمية سردية متكلفة هي: "السرد الهُوَوِي".
وقبل أن نتطرق إلى دراسة العمل نناقش مع الكاتب الصحافي شتيوي الغيثي مفهوم "السرد الهووي" ما هو؟
يقصد به نسبة السرد إلى الهويّة، في اشتقاق صرفي مغلوط، حيث اللفظة بصورتها السابقة "هاء مضمومة ثم هاء مفتوحة ثم واو مكسورة ثم ياء مشددة" غير ممكنة في الاشتقاق العربي. إضافة إلى أن النسبة توهم باشتقاق اللفظة من "الهوى" لأن من ينسب إلى "الهوى" هو من يقال عنه "هووي" بفتح الهاء، في الاشتقاق الصرفي. وعلى رغم أن لفظة الهوى مشتهرة في أدب العرب شعرا ونثرا قديما، إلا أن إلحاق ياء النسب بها لم يشتهر إلا في الدراسات الصرفية المحضة. وهذا يشي بأن "الغيثي" يتوهّم أن الهوية مشتقة من "الهوى" لا من ضمير "هو". وعلى رغم هذه الملحوظة الشكلية إلا أن النسبة القياسيّة إلى الهويّة تعد ثقيلة في اللسان العربي، لأنه مصدر مولّد مشتمل على ياء النسب وتاء التأنيث، وإن لم يكن بدّ من النسبة إليه فلا بد من تطبيق القياس الصرفي عليه بأن يقال "التسريد الهُوِيِّيّ" بضم هاء الكلمة وكسر الواو وياءين مشددتين بعدها. وبغض النظر عن هذا التعقب الصرفي المحض في جذر الكلمة إلا أنه لم يكن من المنتظر أن يطلق على عمل يفتقد الهوية السردية جزافا أنه ينتمي إلى سرد الهويّة!
مضامين مبنية على الادعاء التاريخي
بالدخول إلى عالم شغف شمالي الذي يحفر بخصوصيته المفرطة في عوالم غير سردية نجد أن الرواية تتحدث عن منطقة حائل وجبال شمر بوصفها مدينة شماليّة، وهذا ما تختلف معه أكثر الأدبيات التاريخية والمعلومات الجغرافية وعدد من القصائد الشعبية الموروثة التي تعد المنطقة امتدادا لنجد، بل إن كثيرا من الإطلاقات العرفية تصفها بعاصمة نجد، غير أننا لا نتوقف عند هذه النقطة طويلا، وإنما يهمنا منها علاقتها بالموضوع حيث يتم تصوير المنطقة على أنه تم اقتحامها من قبل الحكم السعودي باغتصاب نسائها وقتل المصلين في صلاة مساجدهم لصلاة الفجر، وبعد استتباب الأمر له بدأ النظام فيها سياسته النظام لتغيير هويّتها، وأنها بعد الفساد المستشري في البلد اختارت عن طريق كبارها ومفكريها الطريق الاشتراكي القومي، الأمر الذي تم قمعه بوسائل من التعذيب والتنكيل لا تخطر على بال أحد، وجاءت بعد ذلك أجيال متمثلة في بطل الوراية "حمد آل عبد الكريم" ليحفر هذه السيرة، متمثلة في سيرة الاشتراكي القومي المعروف "ناصر السعيد" الذي تقدمه الرواية باسم مستعار هو "خالد البعيد"، متوصلا إلى حقيقة تاريخ بلده المستلب. تسيطر على العمل فكرة القومية الاشتراكيّة وتستحوذ عليه وتصور حائل وكأنها منطقة مستقلة بذاتها تم ضمها عنوة إلى مناطق لا تواصل بينها، مع أن البعد السياسي والجغرافي لحائل مضاد لهذا التصر تماما، إذ إنها لو افترضنا أنه يمكن فصلها فستكون دولة داخلية محاطة بالصحراء من جهاتها الأربع، ولا تمتلك مواردها الخاصة، وهو الأمر نفسه الذي كان يعيه الحكم الرشيدي في أثناء الدولة السعودية الثانية عندما كان يحاول ضم الكويت وأجزاء من الخليج إلى المنطقة، لكن الرواية لا تقدم هذا التصور موضوعيا، بل تقدمه بهياج سرديّ غير موضوعي. تصف حائل من خلاله على أنها منطقة انتزعها النظام المتدين من هويّتها، وحال بينها وبين حلمها الاشتراكي القومي بطرق التعذيب والتنكيل، وتصور الامتداد الديني الذي وصل إلى حائل نتيجة لتدين الدولة السعودية على أنه محاولة لطمس هويتها وخصوصيّتها، الأمر الذي تقدّمه في سياقات تبالغ في وصف النشاطات الدينية والتوعوية وكأنها أعمال تخريبيّة، وتصورها في سياقات كاريكاتيرية، فعلى سبيل المثال: يقوم نشاط المراكز الصيفيّة على أساليب مرعبة في الدعوة من بينها: الدعوة بالصعق الكهربائي، بأن يتم إدخال الشخص الذي تهدف الدعوة إلى ضمه في قبر معدني ويتم صعقه فيه، حتى يتذوق خطورة الموت ويتوب. وتنتهي قصة البطل بأن يخوض في عوالم من الدمار ناتجة عن حرمانه من حبه الطاهر "مها"، وانقياده لفتاة مليارديرة ذات قوة أسطورية توقعه في الكوكائين، إضافة إلى تورطه في علاقات شخصية مع ناشط قومي سابق أقرب إلى الجنون، تنتهي به في السجن السرّي معذبا، مهانا مجنونا، لتغلق الرواية دفتها على هذه الصورة. وتحاول الرواية في تقديسها للناصرية أن تستعير جميع وسائل التعذيب المشتهرة في العهد الناصري في مصر في السجن الحربي وسجن القلعة، أن تستعير هذه الوسائل وتدعي خلوّ الناصرية منها وأنها إنما تنحصر في ممارسات التعذيب في السجون السرية السعودية في منطقة البطل الشمالية وجبالها الشماء. مؤكدة أن الشعب الشمالي إنما هو صامت مقهور بسبب هذا القمع الذي يجعله يحاول تناسي ماضيه والاستكانة إلى الخيبة والإذعان، بعد مضي الرجال الشرفاء الأشداء وانتهائهم في زنازين التعذيب مسفوكي الدماء، إما شهداء كما مضى خالد البعيد "ناصر السعيد" إلى مصير لا يعلمه أحد، أو كما انتهت إليه حال المناضل القديم "عواد النهار" وبطل الرواية "حمد آل عبد الكريم". مع معرفتنا بأنه لا تشتهر في الشمال أسرة بهذا الاسم وإنما هو معروف لعوائل قريبة من الرياض تقطن أطراف "المجمعة" و"ملهم".
3
اعتباط السفه السردي
قد يقول قائل إن الاعتراضات التي قدمتها على طبيعة العمل تقوم على اختلافات ورؤى اعتقادية وفكرية أو سياسية، وليس لها اتصال بالحكم الفني على التقنية السردية وإدارة الوقائع والشخصيات، وهذا يضطرنا إلى محاولة لإظهار الاختلال في مفهوم السرد في هذه الرواية من حيث تصور السرد في نفسه، لا من حيث ارتكاب أخطاء فنية في عمل يتصف بالهوية السردية، ولن ألتزم بتقسيم الأخطاء سردية تحت قوائم خاصة بها، وإنما سأكتفي بوضع أمثلة صارخة للأخطاء الفنية المقصودة حتى يطلع القارئ على المقصود بوجه عام.
أخطاء في بناء الشخصيات والوقائع:
1. إخوة حمد آل عبد الكريم في بداية العمل هم أربعة ص7، حمود وسارة، وفرحان، وآخر العنقود حصة. لكن في الصفحة 17 يظهر لنا أن الإخوة خمسة، وأن آخر العنقود هي ياسمين.
2. في لقاء الاستراحة بالفتيات تنزل من السيارة ص 26 ثلاث فتيات هن: خلود، وعبير، وهدى، ولكن في الصفحة التالية 27 يصبحن أربع فتيات والرابعة فجأة هي: ابتسام.
3. في صفحة 34 يظهر أن عواد النهار يمتلك أسنانه الأمامية فقط، ولكن في صفحة 83 أنه لا توجد في فمه إلا سن واحدة فقط.
4. في صفحة 53 تغطي سارة المليارديرة عيون حمد آل عبد الكريم بشريط أسود، لكيلا يعرف الطريق إلى قصرها حيث يمارس معها الجنس، لكنه في طريق العودة ص 86 لا تعصب رأسه بأي شريط أسود؟
5. يصور الكاتب أن الأمن السري يقبض على أي كاتب وتعذيبه لمجرد مطالبته بقتنين القضاء ص89، وهذا مخالف للوقائع، ولدي من مقالات جريدة الحياة نفسها مقالات تطالب بتقنين القضاء، بل يوجد قضاة هم أنفسهم يطالبون بتقنين القضاء.
6. طيلة الرواية يتحدث الكتاب عن الرياض بوصفها المنطقة الوسطى كلها، مع أنها تدخل فيها حائل، ثم فجأة في صفحة 135 أنه يصرح بالعاصمة، ولكنه يصف حائل بالمنطقة الشمالية، ومع ذلك فعندما يتحدث عن بيروت ولندن، يصف الشوارع والمدن بدقة شديدة.
7. يعاني كاتب الرواية من ضعف الثقافة العربية، فهو عندما يتحدث في صفحة 37 عن مقولة عمر الشهيرة: "إن الله ليزع بالسلطان ما ليزع بالقرآن" فإنه يرويها عن عمر قائلا: "من لم ينزعه الله بالقرآن نزعه السلطان".
يتبع...
13. في صفحة 151 يدعي البطل أن "قبائل الجنوب" الساكنة في الشمال، تمتنع من تزويج "قبائل الشمال".
14. يزعم البطل أن في الشمال أحياء خاصة بالغجر، وأن فتيات هؤلاء "الصلب" لا يمانعن في مضاجعة الضباط وأصحاب المناصب.
15. في صفحة 45 يذكر أنه بعد اتصال بنت المليونير به وإجبارها إياه على الحضور إلى الرياض، يتصل به سائقها فيقول له: علامتي أنني "لابس غترة"، وكأنها علامة مميزة في مدينة الرياض.
16. في صفحة 55 يتحدث عن بنت الملياردير التي تجبره على الحضور وهو في الـ22 من عمره أنها في منتصف العقد الثاني من عمرها، أي أن عمرها 15 سنة فقط.
17. في صفحة 51 يتحدث عن أنه يستحم، لكن في ص 117 يصل إلى منزل الفتاة التي في منتصف عقدها الثاني بعد أن يتعرض للضرب في "أكبر برج بالمنطقة الوسطى"، وملابسه غير جيدة، فيجد أنها قد فصلت له ثوبا، فيسألها: كيف فصلت لي ثوبا دون أن تأخذي لي مقاسا، فتقول له: إنهم أخذوا مقاسات ثوبه في المرة السابقة التي خلع فيها ثوبه عندما كان يستحم.
يتبع...
. في صفحة 71 يتحدث عن كونه طالب رياضيات في الجامعة ولا يعرف من الإنجليزية إلا كلمة "هابي بيرث دي تو يو" مع أن تخصص الرياضيات لا يصل إليه الطالب إلا بعد تأهيل في مادة الإنجليزية، والتخصصات تدرس معها الإنجليزية.
19. في صفحة 118 تطلب منه خادمة فلبينية أن "يركع القرفصاء" متعريا، فيمتثل و"يركع القرفصاء" وبالطبع كما نعلم أن الركوع ليس من جنس جلوس القرفصاء أيضا، ونعلم من خلال المشهد أنها تنوي حلاقته، وتفحص البروستاتا الخاصة به حتى تعلم إن كان صالحا جنسيا للمليارديرة.
20. في صفحة 128 في حادثة انتحار والد سلمى، الذي يحضر أكبر مسؤول في البلد، وبين يديه ابنته الميتة التي احتاجت لعملية في أمريكا، ولم تحصل على الأمر، ولكن الغريب ليس هنا، الغريب أن والد سلمى يقتل نفسه أمام الجمع المتجمهر انتحارا ويوصي أكبر مسؤول في المنطقة بأن يرسل المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج لإجراء عملياتهم. ويحضر العسكر بشاراتهم "ثيابهم" المكوية هذا الحدث الفظيع، ويحاول أحدهم أن ينتزع منه سلاحه قبل أن ينتحر فيطلق عليه النار ولا تصيبه الرصاصة ثم ينتحر، أمام أكبر مسؤول في الشمال، وعند أكبر مبنى في الشمال، وبين يدي أكبر تجمع في الشمال، ويسقط صريعا بجوار ابنته الميتة، ويشاع عنه في الصحف أنه ليس صاحب قضية ولكنه مجنون ومدمن كوكايين.
21. في صفحة 89 يتعرض البطل للقبض عن طريق الأمن السري، وطيلة الصفحات التالية يتعرض للتعذيب الشديد، حتى بالركل والضرب ويصل التعذيب إلى الجلد، ويتعدى إلى التعذيب عن طريق شدّ اللسان، ثم بعد الإفراج عنه عن طريق اتصال خارق من المليارديرة نكتشف أنه ص 109 بعد التعذيب يذهب للاستراحة ويستحم ويعود لمنزله وحياته الطبيعية دون أن تظهر عليه أي آثار للتعذيب، مع أن المفترض في حالة مثل هذه أن يكون جسده منهارا من التعذيب، ويحتاج لتأهيل صحي جسدي ونفسي لا يقل عن أشهر عدة.
يتبع...
22. نحن الآن في "أكبر برج في المنطقة الوسطى" صفحة 111، ويصف من فيه بأنهم جميعا يغازلون، لكن فجأة تدهمه الهيئة في الصحفة نفسها، أربعة رجال وزن الواحد منهم فوق الـ100 كيلو غرام، لكن بمجرد تدخل المليارديرة ينهار الرجال الأربعة أمامها ويعترف أحدهم أمامها ص 114 بأنه موظف فقير وصاحب سوابق، ويجثو عند رجليها راكعا مبتهلا طالبا منها ا، تعفو عنه.
23. في صفحة 43 يصف حراس قصر المليارديرة بصفات أشبه بشخصيات الـfbi، فهم حراس أجانب، لا يرتدون بزات أمنية، ويضعون سماعات لاسلكية في آذانهم ويواصلون الدوران حول القصر باستمرار، وهذا يتكرر مرات عدة في أوضاع مشابهة.
24. في صفحة 64 يريد أن يصف البذخ في قصر المليارديرة فيقول: إنه عندما أراد أن يستحم اكتشف أن الدش الذي يخرج منه الماء عبارة عن "أسد ذهبي" يخرج من فمه رذاذ قوي.
25. في صفحة 171 من الرواية نكتشف أن البطل الذي يعرف في النضال ويقرأ في الأدب ودرس في السعودية بعد انتصافه للعقد الثالث من عمره يكتشف وجود العادة السريّة عند النساء.
26. في صفحة 234 وفيما بعد عام الـ2000 م يهدده رجال الأمن السري باغتصاب أخته حصّة، لكي يعترف بانتماءاته القومية والاشتراكية، وعقوبة له على أنه شتم المليارديرة وعلى أنه ظهر أمام باب السجن السري وشتمتهم ص 211، وهذا أمر متبع لدى الكاتب كما في ص 143، لأنه يستعير أسلوب الامن السري الذي يظهر في أدبيات مساجين الاستبداد الناصري، ويحاول إلصاقه بوضع الأمن المحلي، من تعذيب بشتى أنواع الامتهان بل يصل إلى إسالة الدماء في المقاعد، وشد اللسان، والتهديد باغتصاب محارمه..
27. في صفحة 163 يتحدث عن اقتحام المحتلين للشمال وأن الخونة الذين كانوا مع الجيش اغتصبوا نساء الشمال، وقتلوا الناس وهم يصلون الفجر في المساجد كما تراه في الصفحة التالية 164.
يتبع...
. يصف المضيفين في الرحلات الداخلية بأنهم عابسو الوجوه، على خلاف مضيفي الرحلات الدولية.
29. في صفحة 138 تقول له المليارديرة التي في منتصف عقدها الثاني: أرسل لي صورك وسأصدر لك جوازا وسأضع لك فيه أختام جميع الدول الغربية والأوربية. ولكن في صفحة 181 نكتشف أنه ذاهب إلى لبنان وليس إلى أي دولة غربية. ولا يعلم البطل أنه ذاهب إلى لبنان إلا وهو ف يالطائرة. ومع ذلك نكتشف في ص 215 أنها لم تخرج له أي فيزا غربيّة، بل يرسل لها جواز سفره عبر البريد لتصدر له الفيزا في ساعة واحدة.
30. في صفحة 218 يحدثه القواد العربي في بريطانيا مخبرا إياه أنه لا توجد إنجليزيات يمارسن البغاء، ولا تتوفر نساء للبغاء إلا عربيات، ويحدثه في الصفحة التالية 219 أن هناك خليجيات في لندن يدفعن مبالغ للرجال لأجل ممارسة الجنس معهم، فيكتشف حمد العبد الكريم البطل أن الجنس والانفلات في علاقات الشباب والتحرش الجنسي والخطف والاغتصاب واللواط بالصبية في بلاد العرب يفوق ما هو موجود في الغرب.
للأمانة أوافق كلام عبدالواحد والغريب أنّنا قد نجد من يفسّر اهتمامه بالرواية ومحاولة انتقاصها بسبب الغيرة أو الكره وماإلى ذلك من تعليقات تشبه أحاديث الصبيان! وقد نجد من يقول:"ويسهر القوم.." !