عذرا لاقتحامي حرم الورشة دون إنذار مسبق ,, لكني أحببت المشاركة ,, مارأيكم ؟
رأي : كل ما يكتبه الكاتب والموجه للذائقة لايمكن تفسيرة كما تفّر الأمور عادةً ,, لكنها محاولات للاستمتاع معه بما يكتب ,, هذا من حيث نقد المعنى ,,
أما فيما يخص الأدوات الفنية من سرد وخيال ولغة ومهارة إقناع ,, ورموز مستخدمة ,, فهي حق للناقد ,,
النص كما رأيته ,,
رفقاً بهذا القلبِ يا وجهَهُ
ودَع فرصةً للروحِ كي تستحضرَ أنفاسهُ
دعني أموتُ شهيدةً
على عتباتِ جفنهِ الأيسرِِِ
وقل لَهم لا تدفنوها
إلّا في غابةِ رمشهِ الأيمنِ !
لست مع من يقّيد الكاتب في أي مجالات الأدب أن يكون مترابط الفكرة ,,ولعل مقدار التفكك في النص إن لم يكن مفرطاً دليل يجهر بثقافة الكاتب ,, أنا هنا أتحدث عن الكتابة الأدبية الموجهة للذائقة وليست الموجهة للفكر كــ قضية .
بدأت الكاتبة بالتوسل لوجهه أن يمنحها فرصة مناها " استحضار أنفاسه وتابع معي الاستحضار المعنوي في نهاية النص حين تخاطب وجهه كــ مخاطب حاضر "
كنت أقول قبل الجملة بين هلالين : بدأت الكاتبة بالتوسل لوجهه أن يمنحها فرصة مناها " انفاسه " ثم في نهاية الحوار تنهي حديثها بأن مكان دفنها تفضل أن يكون في جفنه الأيمن " وهو من أجزاء الوجه حقيقة "
هنا أردت الحديث عن مسألة التصوف في العمل الأدبي وهي حالة ليست مقصودة على كل حال ربما لكنها تخلق تناقضا يقبله المنطق ,, هنا أنا لا أتحدث عن نقطة سلبية أو إيجابية تسجل ضد أو لــ الكاتبة ,, لكنه طرازي النفسي اللغوي للربط بين أجزاء ليست مترابطة نفسيا لدى الكاتب ,, وأنا أبررها هنا ليكون العمل الأدبي ذا تأثير جمعي .. بالتوافق ..
.
.
.
وجهكَ غابةُ حناءٍ
تمرُّ بي كل طرفةَ عينٍ
تصبغني حنيناً
وتلوّن عمري بك
تخضبُ جَسَدي بنبضك
وترسمكَ وشماً في أعماقِ روحي !
في هذا المشهد الحواري بين غائب " هو " وحاضر كــصخب صمت الشعور " منها" يتعمق بشكل أكبر في تفاصيل الوجه ليكون مادة طبيعية " الحناء " رمزا لشرقية هذا الوجه ,, هذا الرمز يحمل الكثير من الصفات أرادت الكاتبة توظيفها في ملامح هذه الشخصية التي نتخيلها الآن ,, وهو أقرب للطبيعة بلا رتوش كما تراه وتأثيره عليها يصبغ الروح ويرسم وشما في خلجات الشعور بسلاسة وبلا تصنّع ,, كيف لا وهو يحمل شرقيته المنفعلة بعفوية وطبيعة مادته المشكلة .. ؟
.
.
.
أََ رمحانِ يتسابقانِ لِقتلي
أم هما أُفُقا ليلٍ أسودٍ
رَصَدني حوريةَ بحرٍ بهِ
و لهيبَ شوقٍ في نهارِ غيابِهِ ؟
أَ حاجبانِ أم ماردا ليلٍ عصيِّ النَّهار
متمرِّدِ الهدوءِ كــ صمت ؟!
هذا التصوير فاخر جدا حد الخصوصية ,, فلغته ومفرداته وتساؤلاته تشعرك بلاهوت غامض ,, فهو يدور ليكشف لونين ربما كانا رمزا خاصا ,, لكني حقيقة أعجز عن تصور المشهد للإفراط في الصورة لدرجة الغموض الغموض على الأقل لدي ,,
.
.
.
أغرِقني أكثر في محيطاتِ عينيكَ
دعني أستخرجُ كل لآلئِ اللهفةِ
تلك المحاصرةُ بمثلَّثِ الرَّهبةِ
فما تجرَّأ أحدٌ على الإبحارِ حولك
ولا ذهب أحدُ طالباً كنز عينيك
إلّا وعادَ في صندوق !!
هنا توظيف خاص جدا " لرمز خاص جدا " ربماكان صندوق حقا " هو صندوق افتراضي قريب جدا من الواقعية ,, هي تعني ماتقول هنا ,, على كل حال ,, لكني أتحدث عمّا أدرك فقط ,,
تلكَ النظرةُ الغائبةُ / الحاضرة
تخترقني كمجرةٍ للحُزن / للفرح
للغياب / للِّقاء
تدخلني عالَمَ العجائبِ
فأُصبح تارةً مجرةً ,,
هي تتحدث هنا على أنها مجرة في كل الأحوال ,,
وتارةً أخرى .. قطرةَ مطرٍ حبيسةَ غيمة !
وهنا تعود للحديث بانفصال عن كينونتها الــ تدركها ,, فمن مجرة / الحزن أو الفرح تعود لتهدم كل ما تخيله القاريء وتكون خارج الحسابات والتصور البنائي ,, للنص ,,لكنها تغوص في عمق التفاصيل ثم تعود لتكون على السطح دون تبرير لهذا السلوك سوى التباعد عن المتوقع بشكل خفي جدا لا يكاد يلاحظ ..
وكأنها نوبات نفسية تنتاب الشخصية في النص . الأقرب لمشهد منفرد في رواية ..
.
.
.
مصدرُ أنفاسكَ .. قيثارةُ لهفةٍ تتطاولُ فيها روحي
عودُ حنينٍ يُؤَصِّلُ الشَّوقَ في أذني
سهمٌ مصوبٌ إلى أعماقِ قلبي
يستفزُّ الذَّاكرة كلَّ .. شَهيق !!
هناتعود مرّة أخرى للحديث عن الأنفاس وهو ماكان أمنيتها في بداية توسلها لوجهه أن يمنح الأنفاس فرصة .. للتعالي ,, التعالي ,,
.
.
.
نهرا الشَّوق ..
يطبقانِ على الرُّوح بابتسامة
يشعلا الجَمرَ في حرائقِ الغابات ..
هما ثورةُ بركانٍ ...
تنسابُ على كلٍ سهلٍ و واد
فتحرق ما تبقّى من حزنٍ مغروسٍ كَشَجَرة !
بتلاتُ وردةٍ تخبآنِ العطرَ
ويمنحاني قارورةَ الدواءَ السّحري
قطرةً .. قطرةً ..
قطرة !!
فأتوقُ لممارسةِ حروفي .. كــ استسقاء!
هنا كان الإيحاء عالي النبرة بحروف لا تنفك شفرتها لمن لا يجيد الرمزية بشكل تشوبه الرمزية والخيال .. أنا لا أجيد ذلك كل حين حقيقة ,, أرجح الظن غالبا ,, لنتجاوز هذا المقطع كــ انطباع ,,
.
.
.
وجهكَ يا سيدي ..
مدينةٌ للفرح / للحب
تضيءُ ذاكرتي بك
تسكنني .. وتستوطنُ أعماقي
فأرفعُ قلبي رايةً بيضاء
وأُُعلنني جزيرةً تحملُ اسمك !!
هنا كانت النهاية منطقية جدا فنيا وإخراجا,, من حيث هدوء النّفْس والنّفَسُ .. والسكووت ..
كانت مقاطع النص متناغمة تخرجك من التواتر السردي الممل نحو كثير من التأثير النفسي العفوي بلغة معقولة جدا ,, ربما لم تكن الكاتبة موفقة جدا في تسارع النهاية بين المقطعين الأخيرين وماقبلهما ,, أشعر أن هناك حلقة مفقودة هناك ,, قبل أخر مقطعين ..
وهناك ملاحظتين في الختام..
1- بدأت الكاتبة الحديث لوجه ذاك الغائب وختمت موضوعها بتوجيه الحديث لحاضر " وجهك ياسيدي " ربما يمكن علاج ذلك بحالة التواصل المعنوي وهذا ماكنت أعنيه بالدخول من مرحلة الوعي نحو اللا وعي او هو التصوف والاستحضار ,, وربما وردت هذه الكلمة في النص عمدا ,,
2- هناك " يشعلا " أرى أن الأصح " يشعلان " فهو من الأفعال الخمسة لم يسبق بناصب ولاجازم .. ربما لم تلاحظه الكاتبة قبل الآن .. وهي كما نعهدها متمكنة من أدوات اللغة جدا ,,
كل مالدي قلته ,,ربما لم أوفق ,,لكني اجتهدت بصدق .. ربما سيتطور الآداء في النماذج القادمة ,, ونقنن معايير النقد بوضوح ,, ونتناول الجوانب بتخصص أكثر ,,