حُروفٌ قُدَّ قَميصَها مِنْ قُبُل

[سلطان الدوسري]

.
.
دائماً نسمع قول : بعد ماكنت احبه موت صرت أكرهه موت , أو : ( انقلب حبه كُره ) ..

وخالقي أن من أحبَ بصدق ٍ و إخلاص ٍ و وفاء ٍ فمن المستحيل أن يكره ولو حاول بهذا ..
فـ الحب الكاذب هو الذي يحل مكانه الكُره بـ أقل الأسباب ..

وسلمولي على كُثير عزّة و قيس ليلى و أعشى هريرة ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
لستُ ممن يحبذ الحزن أو يرضخ له ..
بل أنا من محاربيه ولو دفنته بين اضلُعي ..
وكثيراً أتغلّب عليه .. ولكن حين يتمكن فهو يفتكُ بي وكأن له ثأراً عندي ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
ربما البعض لايعلم أن أشهر و أمهر خطاطي اللغة العربية ليسوا من العرب ..
وأغلبهم من كبار السن وربما جاوزوا الثمانين سنة ..
هذا ماتفاجأت به ِ قبل سنوات حين كنت في تركيا وذهبت
لـ أماكن أثرية و وجدت خطوطهم بحكم أنني أمارس هواية
الخط العربي .. إلى أن وصلت لمركز ينتسب له عشرات
الخطاطين والمفاجأة كلهم أتراك ولكن يأخذون شهادات
عالية من مراكز رسمية في انواع الخطوط لدرجة أن بعضهم
يحضر الدكتوراه مثلاً في الخط الديواني أو الكوفي ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
(( طالب مشاكس ))
.
.
حين أتذكّر والدتي ـ رحمة الله عليها و المسلمين أجمعين ـ لابد أن اذكر معاناتها معي حين بدأت
الدراسة في الصف الأول الإبتدائي .. سـ اسردها لكم بهدووء :

والدتي كانت امية لاتقرأ ولاتكتب .. ولكن حرصت رحمها الله على تعليمنا كما حرص الوالد رحمه الله ,
ولكن الوالدة تختلف عن الوالد بـ حنانها و رقتها و ملاصقتها لأطفالها في العشر سنوات الأولى ..
كنت أدرس في مدرسة ( عبدالحميد الكاتب الإبتدائية ) في حي العود بالرياض , وكنت ممن لايُحب المدرسة
وحين اذهب الصباح اختبي خلف سور المدرسة لحين خروج الطلاب ثم اذهب للبيت , طبعا غيابي اصبح
كثيراً وتم مخاطبة البيت و عرفوا انني اغيب عن المدرسة .. فماذا فعلت الوالدة رحمة الله عليها ؟؟؟
صارت هي بنفسها تذهب معي الصباح وتراني ادخل مع الباب الكبير لطابور الصباح ولا تُبارح مكانها
إلا بعد أن يُغلق الباب كي تطمئن أنني لم أخرج ..
فلما كررت هذا قلت لها : ( يمّه ) لاتروحين معي للمدرسة العيال يقولون اني صغير و امه اللي تجيبه .
قالت رحمها الله : لا لا لا .. انا اوديك بنفسي عشان ارتاح ..
قلت لها : خلاص يا يمه انا بروح لحالي ..
قالت : لا .. انا بروح معك ولكن ابقعد بعيد عشان مايشوفوني العيال .. بس اهم شي اتطمن انك رحت
للمدرسة .

الله يرحمها ويغفر لها .. طبعاً اولى ابتدائي و ثاني و ثالث كنت من الطلاب الكسالى .. ولكن سبحان
الله من الصف الرابع انقلب الحال رأساً على عقب لدرجة ان المدرسين انذهلوا من التغيّر ..
فكنت بعد هذا الأول أو الثاني أو الثالث في الترتيب على الفصل وكانت الفصول آنذاك 35 طالباً ..
ومن بعد تلك الصفوف الأوليّة أصبحت متفوقاً ولله الحمد في دراستي إلى أن أنهيتها .

رحمك الله يا أم سلطان و أبي و أختي و المسلمين أجمعين ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
العقل يتوافق دائماً مع المنطق ..
ولكن ذاك القلب ( يشطح ) بعيداً ..
وربما حارب العقل واعتبره عدواً لدوداً ..
ولكن لو حاول قتله لـ نَدِمَ أشد الندم ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
الحوار الأدبي مفيد جداً ..
والإختلاف في الرأي وارد لامحالة , فالكل يرى من زاوية غير زاوية الآخر ..
ولكن العقل و المنطق يحكمان الموقف .. فلابد أن يكون هناك نقطة نهاية ..
فكثرة الكلام و ترديده تُخرج الحوار عن مبتغاه ..

ألا ليت قومي يعلمون ..
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
قديماً : ينامون في سطوح البيوت أو الفناء ( الحوش ـ الحوي ) ..
حديثاً : ينامون عند التكييف ..
قديماً : يشربون من ( الزير الفخاري ـ القربة ) ..
حديثاً : يشربون من البراد ( الثلاجة ) ..
قديماً : يأكلون يومياً التمر و يشربون الحليب و اللبن ..
حديثاً : يأكلون لازانيا و كودو ويشربون كولا و بيبسي ..
قديماً : ينامون الساعة 10 مساءً ..
حديثاً : ينامون الساعة 10 صباحاً ..
قديماً : ليس لديهم رائي ( تلفاز ) ..
حديثاً : وما أكثر الشاشات بشتى المجالات ..
و و و و و و و الخ

( لا ونقول ليه حنّا دايم تعبانين و مرضانين و مرهقين ولا عاد نشوف زين )
.
.

 

[سلطان الدوسري]

.
.
قال النابغة يوماً ما حين إحتكم له ( الأعشى ـ حسان بن ثابت ـ الخنساء وغيرهم ) وأنشدوا شعراً .. قال :

والله لولا ان ابا بصير انشدني آنفاً لقلت انك اشعر الجن و الانس ( ويقصد بـ ابي بصير
الأعشى ) فقام حسان بن ثابت وقال : والله لأنا أشعر منك ومنه ومن أبيك ..
فقال النابغة : إنك شاعر ولكنك أقللت جفانك و اسيافك وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك ,
يعني ان الجفنات لأدنى العدد والكثير هي جفان وكذلك اسياف لأدنى العدد والكثير سيوف وقلت
بالضحى ولو قلت يبرقن بالدجى لكان أبلغ في المديح لأن الضيف في الليل أكثر .. وقلت يقطرن
من نجدة دماً فدللت على قلة القتل ولو قلت يجرينَ لكان أكثر لإنصباب الدم .
.
.
أين بعض شعراء هذا الجيل لـ يتعلّموا كيف يكون النقد و الرأي الآخر ولكن بدون
فزعات ( رفاقه ) وكأن الأمر ( شد لي و اقطع لك ) ..
بحق لا أخاف على الشعر إلا من أؤلئك ( المترززين ) به ِ ..
.
.