ابجدية الوجع (2)
::
ليسَ كل الظّن إثم بضعهُ سخفٌ و بعضهُ وهم
و أنا ظننتُ أني كُلما سَكبتُ مِنْ مآقي الشوق دميْ حبراً متخثراً ،
أفضُ بتعرجاتهِ بكارة ورقةٍ عذراء ملوثاً بياض حائطها ،
سأفرغُ من دويّ هذا الحنين المتكدس فوق بعضهِ كـ أكوام من حديدٍ أصم
تشبث بهم مغناطيس الاحتياح برعونةٍ وجهل ،
فـ إذا بي أمتلئ أكثر،
وخاب حسن ظني بي .
حقاً أن للعشقِ تعاويذُ سحر حتى إنّا نفتنُ بأوجاعهِ
؛
جحظتْ عيونُ التوقِ الثلاث مترعةً بالنشيج
و شَنفَ القلبُ اذنيهِ مصغياً لشخشخةِ بشارةٍ
بعدَ أن شمّرَ الحلمُ عنْ ساعديهِ باحثاً عن نتفِ قشرةٍ من أمل
ممسكاً بتلابيبِ أمنيةٍ جوفاء محدبة .
صرخةُ استغاثة ...
يا لجوع مساءاتِ الفقدِ الباردةِ وهمجيتهِ يقفُ للسكينةِ بالمرصاد
مضغن الوجهِ من التجهم ، ممتطياً شبحَ الماضي
يجوس بحوافره داهساً دون رأفةٍ زغاليل الطمأنينةِ ،
متوشحاً سيفَ الانتقام مدججاً بدرعِ الاستفزاز ملوحاً بهزيمةٍ جديدة ،
غير مكترث بضعفِ جسدٍ أوهنهُ العشق و رعشة روح تلبسها الفزعُ
، يضربُ رأس الاحساس بكل ما أوتي من بشاعةٍ
دون رمشةٍ من رحمة او همسةٍ من ندم .
وفي مُنْتصف النصفِ الأولِ مِنَ البُكاء ...
حفر شعورٌ عميقٌ بالتوترِ تجاويفَ الروحِ بتجاسرٍ من الخوفِ
مخلفاً لوثةً في العقلِ تكشفُها التصرفات
و كأنّما العقلَ غادرَ مكانهِ مستقيلاً من منصبه
تاركاً للفكر مهمة الخروجِ من هذهِ الدوامةِ اللانهائية من العالم الافتراضي .
الرجالُ لا تبْكي !!!
تطايرت من قاعِ الذاكراة كلمات الأمِ العجوزِ ،
مرتديةً جلباب الشجبِ مضمخةًٌ برائحة العجبِ
يشعُ من قلادةِ صدرها بريق الاستنكار .
اِنتفظتُ قائماً قائلاً :
مَنْ الأحمقُ كثير الغباء فائض البرودة فارغُ الاحساس الذي قال هذا ؟
أما يعلم أنَّ بعضَ الانقسام
أفضعُ من شعورِ ارملةٍ خلفَ لها زوجها حفنةً طرية من نُون النسوةِ
يتجاوزنَ العشرةَ بواحدة
لا تدري أيهما أشد وطأة اِنسلاخ نصفها الاخر
أم تربص الفاقة والحرمان بـ الافواة المفتوحةِ على مصرعيها ،
و أنكى فتكاً من جدري الماء العائثُ فساداً على سطحِ جسدٍ هزيل .
اليس البُكاء نعمةٌ ؟!
على النكران القبول ...
اِنكري ما شئتِ فعلتكِ الشنعاء بقلبي ،
و اطمسي كل شاهد عدلٍ باِرتكاب الجريمة
لا تثريبَ عليكِ قد غفرتُ لكِ ما تقدمَ من تعبٍ وما تأخرَ من وَصَبٍ ،
لكِ دسمُ العشق و فواكه جنونهِ و لي رهبانية المشاعر وثواب الجوع
اليسَ هذا عدلاً ؟!
فـ كل ما نحتاجهُ نحن معشر السذج من ابناء الملوك
هو " الموتُ بسلام "
عليكِ الرضى والكثير من الكتمان
15/2/2016