القُرآن هُو ركِيزة شَهر الرَحمة والغُفران كَيف يكُون تقسِيم وقِتك من أجلِه
بدأت تعلم القرآن الكريم وأنا طفل ابن ثلاث سنوات في المسجد القريب من بيتنا على يد شيخ رائع جعلنا نحفظ كلام الليل بيسر . فقد خرجت تونس وقتها من الاستعمار الفرنسي الذي اراد ان يمسّح التونسيين ويفرنسهم . ولكن ارادة هذا الشعب كانت أكبر من ارادة عتاة المستعمرين لأنه تمسك بهويته العربية وبدين الاسلام الحنيف . فكان من الشعب ان علم ابناءه القرآن في الارياف والقرى الصغيرة والمدن وكان الاحتفال بختم القرآن كبيرا يحتفل بصاحبه كما لو كان عريسا . لذلك كان طموحي كبيرا للوصول لحفظ القرآن والوصول لهذا الاحتفال البهيج .
ثم كبرت وكبر معي حبي لكلام الله حتى أنني لا أنام الليل لا بعد قراءة سور منه تعيد لي في كثير من المرات توازني النفسي الذي أكاد أفقده جراء ما أرى وأسمع في هذا الزمن العجيب.