حين نفقد هويتنا بالتقليد الأعمى !!
أستهجن الكثير ممن ابتاعوا كتاب الكاتب : تركي الدخيل
تصرفه في طباعة كتاب لا يضمن أي كلمة عدى كون صفحاته بيضاء تماماً والجدير بالذكر أن فكرة هذا الكتاب لم تكن من وحي ذهن الكاتب وإنما محاكاة لكتاب غربي نال مبيعات عظيمة فاقت مبيعات أشهر الكتب العالمية هناك وهو كتاب : ( الأمور التي تشغل تفكير كل رجل... إلى جانب التفكير في الجـنس ) لمؤلفه البروفيسور شريدان سيموف وفي هذا يقول سيموف : (عندما قررت أن أنشره , لم أتخيل مطلقاً أن مبيعاته ستتفوق على مبيعات هاري بوتر .((مؤلفة رواية شيفرة دافنشي )) ) وأضاف مازحا: ( أستطيع أن أؤكدعلى أن محتوى الكتاب هو ثمرة لأبحاث متعمقة أجريتها على مدى أكثر من 20 سنة من الخبرة الحياتية التي جعلتني أدرك أن الجنس هو الشيء الأهم الذي يشغل تفكير كل رجل).
ويأتي الدخيل بعد هذا باستنساخ الفكرة مع تغير عنوان الكتاب ليقدمه لجمهوره في معرض الدوحة .مما لاقى على استنكارهم وانتقاداتهم على هذا الأسلوب الذي يعد على حسب قولهم خدعة لا تليق بمكانته .
فكرة الكتاب _الأصلي _أعجبتني حقيقة لما وجدته من بعد نظر وقوة إدراك وحداثة الفكرة وما تحمله من طرافة التي أراد الكاتب أن يوصلها في كتابه مع كونها من خلاصة فكره وابتكاره ودراساته دون تقليد ومحاكاة يسيء لرسالته ونزاهتها ..فالعبرة ليس بتكرارالفكرة كما فعله الدخيل الذي أساء لنفسه ولمقلده . بغض النظر عن مدى تقبل البعض للفكرة الأساس التي صاغ الكاتب فيها أهدافه بطباعة كتاب فارغ يوحي عن استنتاجه لعنوان الكتاب .
وما أنكره على الدخيل وكل كاتب يأتي بعده تسول له نفسه محاكاة الغرب في كل شاردة وواردة دون التأمل ومعرفة ما يجره ذلك من نقد وإنكار من مجتمعه .
لم نصل مرحلة الوعي الكافي لقيمة الكتاب والقراءة حتى نعرض أفكارنا بصيغه محتالة لا يفهمها من يغور في فكر صاحبه . ويبتسم لها دون النظر على القيمة التي دفعت فيها .
وأعلن المؤلف بعد موجة الانتقادات التي واجهته في المواقع الاجتماعية عن عزمه بالتبرع بقيمة الكتاب ذي الصفحات البيضاء وجميع عوائد المؤلف ودار النشر لنادي الصم والبكم للفتيات بجدة.
والمبدأ هنا جميل وطيب وإنساني ولكني أتسائل عن قيمة هذا المال الذي دفع وأعترض أصحابه بعد ذلك عن أسفهم وندمهم لشراء الكتاب متهمين صاحبه بالغش والخداع والغرر بهم . هل هو تكفير عن ذنب بحق محبيه , أو محبة لإثارة الجدل بين جمهوره وناقديه .. فهي أبسط الطرق كما نعلم للوصول إلى العالمية !!
هل يعجز الدخيل أن يبتكر فكرة مستحدثة لكيفية إدارة الأموال والحصول عليها بسهولة ؟!! وكونه ترك كتابه هذا فارغا من أي محتوى فهذا يعني إنه لا يفهم في إدارة الأموال شيء!! . سوى إنه يريد أن يحشر أسمه في قائمة الكتاب بين العرب للأسف . وليس في هذا انتقاصا لشخصه وإنما رسالة أوجهها له ولإ مثاله بالا يستخفوا بعقول أمتهم .. وبدلاً من نسمو بأفكارهم نستهين بهم بمثل هذه السلوكيات
الغير مدروسة جيدا . وهذا وربي ما يفرق بين أمة أقرأ وبين أمة لا تدين برسول أقرأ !!.
جميل أن نطلع على تجارب من سبقونا والاستفادة من خبراتهم ونجاحهم , لكن دون أن نمسخ هويتنا بالتقليد الأعمى دون النظر لأحوال مجتمعاتنا . وما يناسبهم ومالا يناسبهم .
وهذا وأستغفر الله ربي من كل ذنب عظيم .
سماح عادل ,
30/1/1433