لستم / لسنا رجالا
اجد الكثير من الردود يردد نفس النبرة لماذا لسنا او ليسوا رجالا , بالطريقة الستاتيكية القديمة في تفكيرنا لمفهوم الرجولة
حيث تختلط اللغة بالمصطلح وحيث الراجل وهو السائر على رجليه يتحول الى رمز للخصب والقوة وبركة الرب وموضع سره
وعلى المرأة ان تسمع وتطيع وتستسلم لامارته المؤقته عليها والتي تنتهي صلاحيتها بمجرد قيام الساعه , وتقديس الرجل
كان اسبق من تقديس المرأة عند الانسان القديم , فالكهوف والمفازات التي سكنها اجدادنا بعيد انتهاء اخر العصور الجليديه
مليئه بصور الرجال الذين يصطادون الثيران ويقتلون الاسود كنوع من التعبد البدائي للروح الاولى او( مانا) التي لم تتشكل
كاله بعد في تلك الفترة , مما ادى الى الجزم بذكورية الاله الذي تشكل لديهم فيما بعد كنوع من تركيز القوى لديهم , في حين
نجد ان المراة لم تنل نصيبها من العبادة الا بعد ان اشرقت الحضارة وخرجنا( او بعضنا) من الكهف حيث بدات عبادة افروديت
وايزيس وعشتار كمراحل متاخرة عن عبادات ذكوريه اولى , كما بدأ تقديس العذراء كضحية في مصر والعذراء السوداء في
افريقيا وانتهاءً بالعذراء البيضاء في الفكر الاوربي القديم والذي انتقل الى الفكر المسيحي في شخصية السيدة العذراء الحالية
اصلاً(sorry مي ) ماتعريف الرجولة , هل هي فسلجة الرجل كتركيبه وقوته ام هي شيء اخر, و هل يمكننا الدفاع عن قيم
مجهوله هذا اولا , ثانيا لو لم يكن لستم رجالا لما استحق التعليق فلو كان العنوان والمحتوى طبعا عن سقوط المطر شتاءً
كحقيقة علميه بديهية فلن يكون الرد سوى مجاملة او انتقاد لكتابة موضوع لا خلاف عليه , اظن ان غياب التعريف المعين
والواضح للرجولة يجعل مخيلة الانسان واسطوريته تشطح يمينا ويسارا كفعل متطرف يؤدي الى الخلط بين ذكوريتنا التي
اجد انها الشيء الذي دافع عنه الجميع هنا وهم يرددون كلمة الرجولة وبين قيم الرجولة التي نذكرها دون ان نَعرفها او
نُعرفها , لذلك تختلف نظرتنا كبشر رجالا ونساءً لقيم الرجولة متدرجة ما بين الذكورية والفحولة الحيوانية مرورا بالقيم
القديمة كالرومنس والاعتداد والاقدام وكل ما انتجته هوليوود وبوليوود خلال قرن , وتنتهي النظرة للرجولة بمرحلة تصل
اقرب مايكون الى الالوهية ربما لان الاله في لاوعينا ذكر دائما , لا اظن ان الانتقاص من قيم رجولتنا شيء خطير لاسباب
عديدة اهمهاواولها اننا لسنا رجالا بل ذكورا وبامتياز , والثاني ان القيم المتماهية للرجولة في نظرنا هي اشياء تدرجية
او نسبيه فليس هناك رجل صفر ولا مئه (بمقياس النسب المئويه) كما ان ليس هناك شيطان و ملاك على الارض وانما
امر بين منزلتين , لم لا نعتبر مقولة لستم رجالا تخاطب اولئك الذين بلغوا 99% من الرجولة لبلوغ الكمال تحفيزاً لهم
لا ذما , كما نسمع احيانا بعض الخطباء وهم يلومون ويعنفون من فاتته صلاة الصبح بينما لا نجد مثل هذا التعنيف لشارب
الخمر , اما بالنسبه للذين مازالوا تاتي تاتي اي 1% في الرجولة فليس من حقهم الاعتراض حتى لو كانوا يمتلكون هذه
النسبه , ولحسن الحظ ان الغرب لم يبتكروا حتى الان مقياسا للرجولة كما فعل ريختر لقياس الزلازل , والا لكان عليهم
ان يجعلوه يقيس الشهامة والمروءة والانصاف والانسانية وكل ما يمكن قياسه بربط اقطاب اعلى الرأس , مع وجود قطب
تائه vagus يتم ربطه اسفل الجسم لقياس ذكوريتنا .
حقيقة يا مي كنت ساعترض اشد الاعتراض لو كان عنوان مقالك لستم ذكورا مهما كانت القراءة التي يقيسها القطب التائه
وكنت ساعترض لو قلت لستم رجالا الا من رحم ربي لانه تنصل مبهم عن فكرة واضحة .