مسودّة و ..

[عبدالعزيز رشيد]

_1_

" عندما تصاعدت الأزمة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة على خلفيّة اسقاط السوفييت لطائرة التجسّس الأمريكسّة u-2 طالب العديد من السوفييت بإعلان الحرب على أمريكا وحاولوا اقناع نيكيتا خروتشيف بذلك الذي تجاهل كلّ تلك المطالب خوفا من نشوب حربٍ نوويّة وفي أحد الأيّام بعد الاحتفال السنويّ في موسكو كان هنالك حشد عظيم من الناس وقف نيكيتا ومعه أعوانه وهو يرى ذلك الجمع عندها قال لهم:"لوقامت الحرب وانتهت بانتصارنا هل سيبقى أحدٌ من هؤلاء ليحتفل بالنصر؟"

في صبيحة ذلك اليوم استيقظ التلفاز على خبر وفاة عالم الذرّة الأمريكيّ الذائع الصيت جون ماكلين الكثير وجد في الجريمة عودة لعصر الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن أو بين الـ CIA و KGB لكن العلاقات بين البلدين كانت في غاية القرب والتفاهم ذُهل الشارع وشعر بالحزن من فقدان ذلك العالم ,وفي ليل نفس اليوم قرأ إدغار بولينز الخبر وتجاهله ليقول كم أكره تلك العاهرة ويعني بذلك السلاح النوويّ لأنّ ذلك الاختراع لم يكن له أبٌ شرعيّ فهو ضائع بين:أوبنهايمر واينشتين وهيسنبرغ وفيرمي وماكس بلانك والكثيييير بعكس الآلة البخاريّة مثلا كانت ابنة دينيس بابان لكن جيمس واط تبنّاها وسجّلها في بطاقته!

وبعيدا عن ذلك كلّه عقّب موظّف المقهى على الخبر بقوله :
" كم هو مؤسف خسارة كبرى للبشريّة "
ليردّ عليه إدغار:
" قد تكون مشاكل ماليّة أو ارتباط غير شرعيّ بمنظمة غير شرعيّة"
يجيبه الموظّف:
"لاأعتقد فعالم كهذا تجده يمتلك العديد من المدخولات التي تجعل منه مليونيرا ومحترما بين الناس"
يقول إدغار:
"أتساءل هل هنالك مليونير محبوب؟ غالبيّة تلك الأموال التي تصل لمثل هذا الرقم تكون بطرق سيّئة "
ليقول آخر في نفس المقهى :
" انّهم يتبرّعون بالملايين تكفيرا عن كلّ سنتٍ دخل بطرقٍ غير شرعيّة وكأنّهم يعترفون بذلك"

استأذن إدغار الرفاق وغادر

كانت نيويروك باردة جدّا وملوّنة جدّا بالكاد تستقيم على عرقٍ معيّن من بين أبنائها فمثلا لم يعد هنالك هولنديين وهم الذين بنوها كانت نيويورك مثالا حيّا على صراع الحضارات سلميّا , مشى إدغار خافضا رأسه قليلا وكأنّه يستدلّ على دربه عن طريق خطٍّ مرسوم بالأرض! تماما كرجال العصابات حيث لايثيرون الشبهات مشى إلى أن استقلّ سيارة أجرة وغادر بعيدا

وصل إدغار لشقّته ليتّصل بأحدهم

يردّ أحدهم
" آلو ..

 

[عبدالعزيز رشيد]

_2_

يجيب أحدهم :
" سيّدي إدغار , اهلابك"
يقول إدغار:
" كيف سارت الأمور؟"
يجيب:
"على خير مايرام"
إدغار:
" سيتوجّب علي الذهاب غدا وعندما أصل آمل أن يكون كلّ ماتبقّى على مايرام"
يجيبه:
"بكلّ تأكيد "

يقفل إدغار السمّاعة ليستلقي ويختبئ من كلّ ذلك الضجيج

الشاب مايكل بيترز أو الملقّب بـ "هارولد" ذلك لأنّه قام بدورٍ في أحد المسرحيّات أيّام الدراسة وكان ذلك اسمه وكان يحبّ شخصيّته كثيرا وبعيدا عن دور هارولد _الكائن المسرحيّ_ لنهتمّ بهارولد الكائن البشريّ شابٌ وسيم ومطّلع وهادئ من ولاية بنسلفانيا عاد إلى أهله من رحلتة فقد كان عائدا من نيويورك

سأله أبوه:
" هل سمعت بماحدث لماكلين؟"
أجاب الابن:
"نعم لقد كان أمرا مؤسفا بالفعل , فالتحقيق يقول بانّه مات بعد أن تمّ خنقه بواسطة مجهول"
الأب:
" تلك الطريقة تشبه الاغتيالات لاأستطيع تصديق ذلك "
الأُم:
" ليرحم الله الموتى خاصة مثل هؤلاء الذين يخدمون البشريّة"

وفي صباحِ يومٍ آخر وفي كاليفورنيا عاد التلفاز ليستيقظ على حادثة مشابهة! هذه المرّة لعالم فيزياء مختصّ بالذرّة , أزعج الخبر والد مايكل كثيرا

وقال:
" الأمر لايصدّق "
مايكل:
" الخبر يقول أنّه مات بسموما!"
الأب:
" كلّ ذلك ينشر رائحة مؤامرة ما"
مايكل:
" لاأعتقد ذلك العالم دائما مايمرّ بمثل هذه الجرائم لكنّه لايستيقظ إلا عندما يكون المقتول شخصا مهمّا"
الأب:
" وهاهو خبر وفاة عالم في المانيا!"
مايكل:
" مالذي يحدث لهذا العالم" - قالها وهو مبتسم

مذيع أحد البرامج التلفزيونيّة يقول:
" هذه هي مشكلة الجرائم لايموت إلا الأبرياء من جرّائها غالبا لكن الأوغاد طلقاء بل إنّهم حين يتمّ القبض عليهم يأكلون من أموال الضرائب مالذّ وطاب مستمتعين بالحياة وعندما يؤلّف كتابا يجدر أن هنالك كميّة من المال تنتظره وإذا خرج من السجن يوما سيكون من ضمن الطبقة المتوسّطة تماما كالناس العاديين وربّما أكثر"

عاد إدغار من سفرته كان باستقباله أحد الأشخاص الذين يعملون في صالحه لم تكن نيويورك تأبه لما حدث كثيرا فضجيج تلك الجرائم أبدا لن يكون مثل ضجيج شوارعها ولامثل بشاعة حيّ هارلم "ومن يكترث؟" قال إدغار ذلك وهو يركب السيّارة كان غريب الأطوار يملك المال ولايهتمّ كثيرا بإظهار ذلك كان يحبّ الأماكن العامة والعاديّة بالإضافة للاماكن المحترمة

يقول الشخص الذي استقبله:
" كيف سارت الأمور"
يجيب إدغار:
" كالعادة على خير مايرام"
يجيبه:
" طالما أن هذه الكلمة تُقال فالعمل مستمرّ على أكمل وجه "
إدغار:
"نعم لكننا نحتاج للكثير من العمل كي نقولها دائما"

 

[عبدالعزيز رشيد]

_3_

"ولكنّها تدور"
* غاليليو قالها في نفسه عندما أُرغم على القول بأنّ الأرض لاتدور من قبل محاكم التفتيش

" ولكنّها تنتشر بشكلٍ مخيف"
قال البروفيسور ريشتارد دوم هامسا المستشار بالحكومة الأمريكيّة حول الطاقة النوويّة لأحد الموظّفين عندما ألقى خطابا عن إيجابيّات الطاقة النوويّة ومستقبلها الباهر وكيف أن دولا مثل فرنسا قد وفّرت الكثير من الملايين من أجل توفير الكهرباء عن طريق الطاقة النوويّة

 

[عبدالعزيز رشيد]

_4_

" لعنة حلّت على البشريّة هنالك أمور لايجب على الإنسان معرفتها!"
هذا ماقاله أناتوني ابن مدينة تشيرنوفل التي باتت سكنا للأشباح المشعّة يتذكّر أناتوني الأطفال الذين ولدوا بهيئة غريبة جدّا بسبب ذلك الإشعاع تذكّر أمّه وهي تمون ببطء مما لحقها
يقول أناتوني:
" السرطان ليس إلا شيطانا متشبّه بالجرثومة والفيروسات وأجد أن هذا الإشعاع سلاح يملكه هو وتديره أيدي بشريّة!"
قالها وهو مجتمع مع بعض الأشخاص وهم يتحدّثون عن مستقبل أوكرانيا النووي وكم ورثت من الترسانة النوويّة السوفيتيّة طبعا أناتوني الذي كان في حينها طفلا صغيرا بات مرشدا دينيّا ولأنّه اعتاد على مرافقة عائلة وهم يفحصون آثار الإشعاع ويراجعون الاطبّا بسبب الأمراض التي كانت تلتهمهم كان كثيرا مايجلس وحيدا راجيا ربّه ومن كثرة جلوسه وحيدا في صومعة تكفيرة أرتداء ذلك الرداء الدينيّ الذي يتّهم الشيطان بكلّ شيء تقريبا وقد يبدو لدى البعض بانّه آخر جنود محاكم التفتيش التي اندثرت
" أرجوك لاتبالغ فكلّنا فقدنا العديد من أحبّائنا ياأناتوني أكاد أجزم بأنّ الشيطان ناله جزءٌ من الإشعاع"
قالها سيرغيف مازحا
أناتوني:
"لاأقول ذلك واهما لكن أحيانا تكون الأمور السيّئة عفويّة ومن قبيل المصادفة لكنّ علينا الحذر منها خاصة إذا أخذت طابعا الترتيب كذلك هي المصائب عفويّة ولاتكترث لوقت ومع ذلك نقول:المصائب لاتأتي فرادا!, إنّها سنّة الحياة وطبيعة المصائب وطريقة عيشها مع بني البشر"
سيرغيف:
"هل قرأتم نبأ قتل العلماء؟"
أناتوني:
" نعم بدى الأمر مؤسفا لايمكن أن نغفر لمن سلخ روحا من جسد أحدهم فهذه الروح منحها الربّ ومن الظلم سلخها"
مالينكوف:
" على كلّ حال كيف حال أُختك؟"
أناتوني وعيناه للأسفل أسفا:
"ماتت ولحقت بروح مدينتنا العزيزة!"

 

[عبدالعزيز رشيد]

_5_

"يذكرني حاميم والرمـح شاجــر ::: فهلا تلا حاميـم قبــل التقـدم"
* الأشتر النخعي

كان جوزيف براون عائدا من احدى اجتماعاتِه كان مشتاقا لعائلته صعد بالأصانصير وهو يفكّر بهم وعندما وصل لغرفته فتح الباب وطبعا وجد الأنوار مُطفأة خلع سترته وكأنّه خلع شيئا من جلده معه فقد كان متعبا وألقى بها على احدى الكراسي وعندما مشى قليلا سمع بضع خطوات! دُهش كثيرا فقد رأى شابا أمامه لم يكن في هيئة زائر أو لصّ بل كانت هيئته أغرب

وقال في رعب:
" مَن؟؟ مَن؟؟"
أجابه :
"المعذره لن يفيدك اسمي على كلّ حال أنا أُدعى سام "
جوزيف:
" وماذا تريد؟"
لم يجبه سام بل أخرج مسدّسه!
" ماذا تريد ؟ يحقّ السماء ماذا وراءك؟"
سام:
" لن أطيل من ذعرك أريد فقد أن أتخلّص منك"
جوزيف وهو يتراجع وكأنّه قدماه غاصت في أرضيّة الغرفة فقد كانت كالموحلة من الذعر:
" أرجوك عندي أولاد ولم أفعل أيّ شيءٍ سيّء بحقّ أحدهم هل تريد المال هل تريد الفدية قل لي بحقّ السما ماذا تريد"
سام:
"لاداعي لذكر أولادك أعرف عددهم وأعرف منهم بالتحديد أنا هنا لأخلّصهم منك "
جوزيف:
" وكيف ذاك من أرسل لك إليّ؟"
سام:
" فات الأوان"

لم يمهله سام أكثر فقد أطلق عليه بضع رصاصات من مسدّسه الكاتم للصوت وكأيّ مجرمٍ متمرّس اعتاد على ذلك بكلّ بهدوء مضى بعيدا وبزيّ عامل بالفندق وبآخر الليل خرج من احدى الأبواب بكلّ هدوء وكأنّ الوقت يساعده!

 

[عبدالعزيز رشيد]

_6_

وصل المحقّق جون روسيّ إلى المكان ومعه مساعده توماس كان يتفحّص الجثّة
و يقول:
" لم يكن لصّا يبدو أنّ القاتل قد تحدّث مع الضحيّة قليلا لاتبدو أيّ علاماتٍ للسرقة واللعين يبدو محترفا فقد غادر المكان بهدوء ولم يلطّخ الغرفة بدم الضحيّة فقد كانت رصاصاته في مكانها!"
أجابه توماس:
" إذا فهو قاتل مأجور أو عضو في عصابة"
يجيب:
بل عضو في عصابة دائما الجرائم الغريبة كهذه تكون خلفها العصابات لم يحاول إفزاع الضحيّة كثيرا ملامح وجهه تدلّ على أنّه كان مرعوبا لكن لحدٍّ ما كان قد مُنح فرصة للكلام على مايبدو الوغد لاتوجد أيّ آثارٍ له وكأنّه مشى بجانب الضحيّة من دون أن يلمسها احتراما لها!"
ضحك توماس وهو يقول:
" يارجل أنت تعرف العصابات"
يجيب روسّي:
"طبعا طبعا فأنا سليل أسرة كانت من المافيا كان وجدّي يقول أفضّل الموت مجرما على أن أموت وحيدا كذلك هي العصابات منظّمة تهدف للعيش وفق فلسفتها أو لنقل وكأنّهم مستعمرين في بلدٍ مأهول"!
توماس:
" عجيب"
روسّي:
" على مايبدو أنّهم على علاقة مع رجال مسؤولين"
ذهل توماس وقال:
" لاأعتقد إلى الآن نحن لانعرف أنّها عصابة فعلا"
روسّي:
" ياصديقي ومالغرابة في ذلك العصابة تحاول عقد صفقات مع العصابات الأخرى فجهاز الأمن ليس إلا عصابة مرخوصة وشروعة! , هل تعلم أن إدغار هوفر مؤسّس الـ fbi كان يعرف رجال المافيا لكنّه لم يكن ليعتقلهم فقد استطاعوا تصويره وهو يمارس الشذوذ مع أحدهم! وعندما حاول رجال السياسة الإطاحة به قام هو بابتزازهم عن طريق صورٍ يملكها وهم غارقين مع عاهراتهم! آه كم أحبّ تخيّل ذلك السيّد هوفر يمرّ بالقرب من رجل المافيا وهو يعرفه جيّدا ومع ذلك يتبادلان التحيّة"
توماس:
" نعم العديد يقول ذلك "
روسّي:
"انّها دينيماكيّة الحياة الاجراميّة العلاقة بين الأمن والإجرام الأمن يستلم راتبه بفضل الإجرام ياصديقي من غير المعقول أن تقوم عصابة من دون وجود هندسة متقنة لبناء العلاقات والتنسيقات المخفيّة إنّ ذلك معناه بناء دائرة للحياة في باطن السرّ"
توماس:
" حسنا ياصديقي لم لاتؤسّس عصابة هدفا إلقاء القبض على المجرمين"
يجيب روسّي ضاحكا:
" السلطة سحرٌ لايقاوم أخشى أن أقع به لو أسّست ماتقول"

وعاد المحقّق بعد أن قدّم تقريره وحاول إقناع المسؤولين بوجوب التوقّع بأن هنالك عصابة تقف خلف ذلك


الآن نيويورك استيقظت لم تكن تستطيع النوم عن ذلك لم يعد ضجيج شوارعها يعنيها ولا جرائم أحيائها الفقيرة _آه وكأنّ الإجرام قرين الفقر!_ , الوضع أصبح أكثر جديّة علماء يموتون قتلا! من هنا وهناك ومحقّق يقول بأنّ هنالك عصابة والكثير يوافقه لكن لماذا علماء الذرّة بالذات هل هم بقايا محاكم التفتيش؟ أم منظّمة تريد من العالم أن يعود للوراء بعيدا!


كان هارولد يتجوّل مع أخته الصغيرة وعندما عاد وجد والده وهو يقرأ الصحيفة وعندما جلس بالقرب منه
قال والده:
" أترى يقولون بأنّ هنالك عصابة؟"
هارولد:
" هل هي مافيا المافيا لاتريد إلا المخدّرات"
الأب:
" لكن عدد العلماء المقتولين يكثرون والمحقّقين يقولون بأنّ الجرائم هذه منظّمة"
أتت الأم وهي تقول:
" ليحمنا الله حمدا لله هارولد ليس عالما"
ابتسم هارولد:
" لاياأمّا ماذا يريدون من خرّيج المسرح وهاوي الآداب فنحن لانريد إلا أن نعيش بسلام كي نفتتح المسارح ونمتع الناس"
الأب:
" لكن علماء الذرّة جعلوا من الكهرباء أكثر وفرة ومن الطاقة أكثر أمنا"
هارولد:
" لاأعتقد ذلك , تلك الطاقة السلميّة تكون خطرة عندما تقع في أيدي أحدهم والآن هي متوفّرة بكثرة أخشى أن نجد كلاشينكوف آخر يعتذر بعد فوات الاون!"
الأب:
" أراك تقسو عليهم"
هارولد:
" لاأبدا لكنّها الحقيقة"

 

[عبدالعزيز رشيد]

_7_

"تستطيع البلابل أن تغنّي بالأقفاص لكنّها لاتستطيع الطيران"
* مقولة مشهورة للمافيا

كان أستاذ علم الذرّة ألن ويلسون قد صرّح بأنّ الوضع لايمكن السكوت عنه وبعد بضعة أيّام من تصريحة تم الإلقاء به من طابق عالي جدّا بأحد مباني نيويورك!

"ماذا نريد أكثر من ذلك؟"
هكذا قال جون روسّي

كان أحد زعماء المافيا سابقا قد اعترف للإف بي آي بإجرامه وذكر العديد من الأسماء وهذا ماأزعج المافيا كان الزعيم السابق موضوعا في أحد الطوابق العالية جدّا وكان يصرّح ويتوعّد وكان مكان إقامته مليئا بالحراسة ومع ذلك تمّ الإلقاء به من ذلك الطابق ليخرّ صريعا بعد أن ملأ السماء بصراخه ولهذا قالت المافيا مقولتها المشهورة! , ماذا يريد العالم أكثر من ذلك ؟ وكأنّ الزمان يقول لهم:"أفيقوا"! فقد أعاد ذلك المشهد بصورة أخرى وكأنّه يؤنّب العالم النائم عن كلّ مايجري!

 

[عبدالعزيز رشيد]

_8_

مرّت بضع سنين وبدأت الظاهرة تكبر وتأخذ طابع أشمل مما كانت , هنالك علماء فضّلوا التقاعد المبكّر ولزموا بيوتهم وبدأوا في البحث عن حياتهم التي أهملوها! هل كانت العصابة تريد ذلك فحسب؟! , العدد بدأ يتزايد وبدأت الحكومات بشحذ الصحف والإعلام بكافة وسائلة للحديث عن هذه العصابة وتصويرها بشكلٍ مخيف وتشبيههم بمحاكم التفتيش القديمة والمرعبة وأنّهم أعداء النور وحلفاء الظلام لكن الكارثة كيف بإمكان مثل هذه العصابة أن تجنّد الكثير رغم كلّ ذلك؟! هل يعقل أن البشر في غالبيّتهم لم يعد بمقدورهم تقبّل التكنولوجيا والحياة الحديثة واللجوء للقتل بسبب ذلك؟!

كان إدغار بولينز يلتقي بصديقة المقرّب أندرو كارليل
إذا قال:
" أندرو هل ترى العالم كيف أصبح؟"
أندرو:
" نعم , الآن بدأنا نرسم وجودنا وومحي وجود هؤلاء الأوغاد"!!!
إدغار:
" ماذا عن الأتباع هل تمّ الإلقاء القبض على أحدهم؟"
اندرو كارليل:
"لاأبدا فعلماؤنا المخلصين في أجهزة الشرطة استطاعوا تخليص التهمة من عملينا في روسيا الذي قتل استاذ جامعة هناك وكذلك استطعنا رسم صورة الجريمة من أجل السرقة في قضيّتنا بانجلترا ماأجمل التطوّر لقد أتوا بأخصّائيين قالوا عن القاتل بأنّه مختلّ عقليّا! الحمقى ليتهم عرفوا كم عمليّة قام بها بإتقان!"
إدغار :
"حماقة التعريف هي التي تقود البشر لارتكاب الأخطاء فمثلا أن يأتي أحدهم ويقول العدل:هو ,ويبدأ بسرد تعريفٍ افتراضيّ وهم لايدركون أنّ الأمر ليس بهذا الثبات علماء الذرّة يرونهم مثلا بسبب شهادات الدكتوراة والمركز العلميّ المرموق علماء يخدمون البشريّة وهم بالواقع مجرمون يصنعون الموت بأيديهم"!
أندرو:
" إنّها جدليّة العقل والتفكير ليت العقل يكفّ عن التفكير ولو لوقتٍ ما لكان الانسان وصل لحدٍّ معيّن واكتفاء وعاش بسلام"

أثناء ذلك دخل عليهم رجلٌ ذو ملامح حادّة وشاربٍ دقيق لم يكن إلا ماسيمو القاتل المأجور في ايطاليا والذي يدرس في احدى جامعات مدينة باري! ماهذه العصابة التي لاتعترف إلا بالمهذبين لتخلق منهم قتلة مأجورين؟!