أجنحة وأغاني

[مشعل فايح]

وتعلمت ان الروح التي بين جوانحي غريبة
لذلك لا احد بالنسبة لها غريب.. ما دمنا هنا
على هذه الأرض.. حاملي نعوشنا على اكتافنا
نمضي.. لا بد.. بل يجب ان نتقاطع في الطريق
لا ضير في ذلك.. لا ذنب.. فيوماً ما.. سنلتقي
مجبرين مأمورين وكلٌ بهمه الأكبر.. اذن..
ما اسعدنا.. ونحن نحمل صغار همومنا.. حتى
نتشاركها.. ما دامت السماء السماء والارض
الارض.. وفي العمر سعة.

 

[مشعل فايح]

في يديني غصن يابس
وفضلوعي دربٍ أخضر
والحكي.. نافر وعابس
لا لمح شوقي.. تكبّر

هاك غصني والطريق
هاك حزني هالعتيق
ولا تكبّر
لو حبست شفاي عنّك
ما على الأضلاع حارس

 

[مشعل فايح]

طول عمري كنت اخاف
من العتاب..
من الكلام القاسي..
بشفاه الصحاب

كنت اخاف من الجفاف
وقسوة فصول السنه
من الخصام
والعنا..

ولما ترميني المواسم
بالشحوب

كنت اغيب..
ايه اغيب..

ما ابي اسمع خناجر..
تخطي بروحي وتصيب.

كنت اخاف
كنت اخاف...

وبعد هذا لا ملام..
ان تكسرت اعتراف
اني مليت الغياب
والكلام..
والعتاب.

 

[مشعل فايح]

مخلوق انا من طين لا تعذليني
الحب ما.لكنّ هالرمل بي وين.؟
اذا نويتي لحظةٍ ..... تشربيني
بتشربيني للأسف تشربي طين
ماني ملاك انا الخطا سامحيني
ما دام قلبي ... ما لقيتيه للحين

 

[مشعل فايح]

قلت لراسي لما اندار
من خلانا بهذا الليل
برد وضيق وريح الدار
وحدة وسهد يهد الحيل

حاول يتعّدل ويميل
كانت فيه اشياء كثار
اعرف راسي يسوى جيل
مدري اشفيه الليلة انهار

قال انت ادرى بالاسرار
وحدك تعرف للتأويل
قلت احبابي.. قال النار
قلت اصحابي.. قال الويل

قلت حلولك يا حلحيل
هاج وماج وفزّ وثار
قال انت اطفيت القنديل
وطقّ براسك الف جدار.

 

[مشعل فايح]

وبعد مكتوب..
ماباقي احد ما راح.
ولا تزعل ابد يا توم.
ولا تسأل من الظالم
حبيبي ولا من المظلوم.
ابد يا توم.

 

[مشعل فايح]

مدّي السحايب لحاف الصبر والسلوى
عن برد روحي انا وفنجاني الغالي
من علمك لعبة السلوى او الحلوى
ما كل وجهٍ احبه بيتهيالي
كل الصور ترمي عروقي على البلوى
وكل العيون.. تعبر شوفي ولا آبالي
من شافني قال لا تثقل وتتغلوى
ما يدري اني بدوني جالس لحالي

 

[مشعل فايح]

ما هقيت .. اني أعطش في حياتي لغيرك انت
وما دريت.... ان ما به اغلــى منك الا انـت


فنجان القهوة في هذا الطقس الصارم البرودة يسحبني بعنف
الى ابعاد.. وفي رأسي الف أمر وأمر.. احاول ان لا اكسر به
خاطر الشعور.. ولكن غير الشعور هناك الكثير مما يحملني
على ان انفضه عن طاولتي التي تئن من الكتب والأحبار.
أحاول ان أتأملنا ونحن نشعّ بالحياة التي تسلبنا انفسنا
وملامحنا التي تتغير كل يوم نافضة الغبار عما يقال انه ذهب
وان الذهب لا يتغير مع الوقت.. ولكن الذهب على كل حال
لا تبعث منه الحرارة التي تتهادى بين ارواحنا.. ونمضي.


ونمضي.. كأيقونة العمر.. في المجرة.. انبعاثنا من اجسادنا
يستخلص منا ما هو مهم للحياة للطبيعة.. ثم.. لا شيء. نمضي
نتبخر نحن كل ثانية تمرّ.. لا شيء يوقف هذا التبخر.. حتى
اللحظات الحزينة التي نظنّ عبثاً ان الزمن ساعتها يتوقف
كاذبة هي.. لا شيء توقف.. لا شيء.
اتلمّس جسدي للحظة.. هذا الدفء الذي اشعر به.. هو حياتي
هو ما املكه.. ثم ارمي بعيني الى كل ما يحيط بي.
ليس الأمر منوط بالغربة بالوحدة بالجفاف النديّ لا ليس هذا
بل بكينونتي.. بما بعد هذه اللحظات.. سأخرج من هنا الى مقهى
بار.. مطعم .. شارع.. التقي بأحباب.. استهلك جزءاً من حياتي
ثم اعود.. الى اوراقي. الكتب.. المترجمات اواصل استنزافي
دون ان اعلم ان هذا كله يسلبني حياتي..!!
الجميع يقولون انه تمهيد للحياة.. انه مواصلة للسير على هذا
الدرج الجميل.. لا يدركون حقيقة ان الأمر هو للنزول عن هذا
السلم ليس اكثر.
ما الطائل من هذا الكلام اقول لنفسي.. واختنق بالاجابة.
كيف اسرق لذّة هذا من بين يديّ مارد العمر.. لا اجيب.. واختنق
ايضاً بعدم الإجابة..
كل لحظة تمرّ دون ان اُشربُها تساؤلي هي محسوبة عليّ ولكن
حتى لو تسائلت.. لا اجيب ولا اظن احداً سيجيب.. لذلك سأمضي
وحيداً امارس التبخر.. والسير على هذا الدرج الغبيّ لا بد لي يوماً
ان اجد مخرجاً يرضيني.