كثيرا مايُذكر اليهود ولاتذكر اليهوديّة ويذكرون كشعبٍ يعتنق ديانة خاصة به بالرغم من أنّه دين سماويّ لكنّه سيّس على أساس عرقيّ فنسمع عن جلائهم عن بابل وبعيدا نسمع عن وصولهم لروما ونسمع عن طرد فيليب اوغست ملك فرنسا بعد أن طردوا من اسبانيا ومن ثمّ هروبهم إلى انجلترا والمانيا وشرق اوروبّا كانت تلك المسيرة تشبه مسيرة الشعوب لامسيرة الأديان فكان الشعب يهاجر محمّلا بدينه وكثيرا ماحافظوا على تقاليدهم بشتّى البلدان وتميّزوا بطبائع معيّة كونهم أقليّة وكانوا مصرفيين وبرعوا في ذلك وكان ذلك سبب طرد فيليب اوغست لهم لكن انعزالهم كوحدة اجتماعيّة لم يجعلهم محبّبين ذلك الانعزال جعل الحياة والنظام الاجتماعيّ يطغى على الدين نفسه الذي أسبح يحمل الإسم أكثر من أيّ شيء آخر بعكس المسلمين كانوا لهم مراكز قوّة يستمدّون منها قوّتهم كـ مكّة المكرمة والمدينة المنوّرة عوضا عن عواصم الدول في حين المسيحيّة نجدها تمتلك روما وبعض الأماكن كـ كوفنتري بانجلترا وكانت مصادر إلهام للكلّ بغضّ النظر عن العرق في حين لم يملك اليهوديّين مثل ذلك ومصدر إلهامهم كان شعبهم وعرقهم المتنقّل لأسبابٍ سياسيّة واجتماعيّة ودينيّة كذلك فكان العديد يرونهم يهودا (شعبا) أكثر مما كانوا يرونهم يهودا (بالدين) وربّما كان ذلك سبب كون العديد من أصحاب الأفكار الغريبة والشاذة _في وقتها_ وإن كانوا عظماء كـ كارل ماركس وسيجموند فرويد وكذلك لاننسى بأن الدولة التي قامت لهم كانت على أساسٍ عرقيّ أكثر من كونه دينيّ إذ أنّ هنالك العديد من رجال الدين اليهود المعارضين لفكرة وجود دولة يهوديّة! ,وبخلاف اليهوديّة كان الدين طابع عام يحوي أشياء أخرى تبعا للمجتمع او العناصر فحتّى أيّام الحروب الصليبيّة كان هنالك اختلافات بالرؤيا من قبل ملوك:فرنسا,المانيا,انجلترا على الرغم من انتمائهم الموحّد في حين نجد الأمر أكثر توحّدا مع المسلمين إذ لم يختلفوا كثيرا ساعة اشتراكهم في حربٍ معيّنة إن كانت باسم الدين كحرب 48م
وهنا صورة ليهود متعصّبين معارضين لإسرائيل ويظهر هيرتزل بالصورة الأخرى