وَحَـرْفُ ُ زَائِـدْ . . .

[صالح الأسلمي]

كان هناك أعماً جالس . . ذهبتُ إليه وسألته . .
هل تُبصر الأشياء ؟
فسكت ولم يرد علي . .
فسألته مرةً أخرى هل تُبصر الأشياء ؟
فلتفت إلى الصوت وقال: وهل تراني لا أرى !
قُلت : نعم أراك لا ترى . .
فقال : إن البشر جميعهم لا يرون الأشياء !
قٌلت : كيف ذالك فإن البشر ينظرون إلى الأشياء
فبتسم وقال : ليس فاقد النظر من لا يرى فإن هناك بشر بلا أعيُنْ
سعدتُ بالحديث معه فـ اقتربت منه وجلستُ بجانبه ثم مسكتُ يده
قلتُ له : أتعلم شيءً تمنيتُ لو ربي أخذ بصري
قال : لِما ؟
قُلت : لأن هناك أشياء وددتُ لو أني أعمى ولا أراها
فقال : ما هُن
قُلت : " تدني النفوس " " الرجال أصبحت نساء " " أخاً يبيعُ أخاه من أجل زوجته " . . إلخ
فقال : أحمد ربك على كل شيءٍ فهذه البشر متناقضة كارهه حتى لنفسها
وحينما تفقد نعمة البصر سوف تعلم أنك بحاجة إلى البصر فـ الشخص المسجون يعرف جيداً ما معنى الحرية
قُلت : وهل تراني أنا أبصر
فقال : نعم أراك تُبْصر
قُلت : هل نحن في مدينةِ أفلاطون
قال : أتعرف وطناً لا يوجد فيه غير النجوم
قُلت : لا
قال : هل أصبحت أنت أعمى الآن ؟
قلت : لا
قال : هل عرفت الآن من هو الأعمى
قلت : نعم أصبحتُ أنا الأعمى وليس أنت


طال الحديث وسعدتُ كثيراً في النقاش مع ذالك الأعمى
ولاحظتُ أن الأعمى أفضل من الرجل التافه لأن التافه يحرمني من العزلة
من دون أن يوفر لي جلسة ممتعة كما حدث مع الأعمى . . "