تفاصيلي مع القمر - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( شهد .. للحديث بقية ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 6 - )           »          تعريفات في كلمة ونص (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 548 - )           »          وكأنّي لم أرحل. (الكاتـب : عُمق - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          اعترافاتٌ تُكتَبُ بِنارِ الرُّوحِ وقَبضَةِ القَمَرِ! (الكاتـب : جهاد غريب - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          غناء وكلمات قصيدة رفعت الجلسة (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 0 - )           »          رِيْش. (الكاتـب : عَلاَمَ - مشاركات : 6 - )           »          لعنة المزمار .. !! (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 19 - )           »          الهاوية التي تصعد بنا! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 0 - )           »          حوار على حافة الضوء... بين ظلّين يعرفان بعضهما! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          حين تلمس السماء القلب! (الكاتـب : جهاد غريب - مشاركات : 2 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-31-2009, 11:01 PM   #5
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 الرجال !!!!
0 أسئلة ..
0 شعاع حب
0 رسالة إلى زهرتي ..

معدل تقييم المستوى: 21

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي الفصل الأول : لا شيء سوى الخيال


* 2

في عينيها كانت نظرة حائرة ، ملأى بالقلق .. كانت تمشي حافية على الشاطئ تفكر، و تداعب الأمواج قدميها الصغيرتان.

بدأت تغرب الشمس ، توقفت و ابتسمت تراقب روعة المنظر ، و حين بدأ يكتمل احتضان البحر للشمس سمعت صوتا . جفلت،

و التفتت بفزع . أخذت تركض في الاتجاه المعاكس للصوت . لم تكن تعرف مما تهرب ، و هذا كان هاجسها الأكبر : المجهول !!.



تأففت و رميت القلم : ( - لمَ لا أستطيع كتابة قصة ؟!، إني أكتب نصوصا جميلة ، المئات منها ، و إنتاجي يتميز بالغزارة ؛

فلم لا أستطيع كتابة قصة ؟! ). خرجت إلى شرفة منزلي . نظرت إلى القمر ، ابتسمت و نسيت تماما استيائي . نظرت أمامي ،

هناك ، على البعد ، خلف الجبال ؛ يكمن موطني ، و ينتظرني " أنت " . اتكأت بكتفي على حاجز الشرفة ، أفكر بشغف :


أنت .. من أنت ..؟!

لا أعرفك إلا خيال يراودني في أحلك الليالي و أحلاها ..

لا أسمعك إلا في تغريد العصافير ، و خرير الماء ..

و لا أراك إلا في منامي !،

و مسرحي الوحيد إليك هو الخيال ..

كم هو مؤلم ألا ألمس بهجة اكتشافك إلا تخيُّلاً ..

أرسم الأحداث و الأزمان ، و لكني لا أستطيع رسمك ..

كيف أرسم المجهول ..

و أنت أملي ، و حلمي ..

أيها المجهول ..

يا أسطورةٌ ، طفولتي تحملها حتى مماتي ..


و لا تخلدها سوى كلماتي ..

و لا يخطها سوى الأحلام التي تأتيني فيها ..

حي أسمع موسيقى المطر في ليالي السهر ...


* * * *

قاطع أفكاري صوت عميق ، يناديني بتعجب : ( - بثينة ). التفتُّ . فكان القمر يحدثني . لم أصدق عيني . فجأة ارتسمت

له عينان متسعتان مضحكتان ، و أنف دقيق و لكنه كبير بما فيه الكفاية ليتناسب مع حجمه . ناداني مجددا : ( - بثينة ).

وقفت معتدلة ، و ضاقت عيناي و أنا احاول إقناع نفسي بأني أحلم . زمَّ القمر شفتيه ، و قال باستياء : ( - ماهذا الذي

أراه ؟! ، بثينة لا ترد علي !. حسنا ، ما هذا الاستنكار الذي يتفجر من عينيك ؟. )
و شمخ بأنفه و استطرد مستفهما : ( -

أتعجبين من كوني أحدثك ؟! ، هل ترين أنك أعلى مكانا مني ؟!! )
. ظللت صامتة أحاول أن أحلل ما أسمعه بكل المنطق

الذي أملكه ، فما كان مني إلا أن زل لساني قائلا : ( -- كيف أكون أعلى مكانا منك و أنا على الأرض و أنت في الفضاء ؟!).

أمسكت عن الكلام أوبخ نفسي : ( -- تبًّا ، تبًّا . ما الذي أفعله ؟ ، مجددا ، لم أستطع تمالك نفسي حين يخطئ أحد في

التعبير ! )
. ضحك القمر : ( - فتاة ذكية . إذًا، أنت تعلمين أنه ليس منطقيا أن تتعالي علي ؟ ). مرة أخرى انطلقت بدون

تفكير : ( و لم سأتعالى عليك ؟ )، وبخت نفسي بشدة : ( تبًّا ، ما هذا ؟ ، إنني حقًا مجنونة . ما الذي يحدث ؟ ، بثينة ،

استيقظي . الآن سأعد إلى الرقم ثلاثة و أفرقع أصبعي و حينها ستستيقظين !. ). عددت و فرقعت و أنا أغمض عيني

بشدة و لم يحدث شيء . سمعت قهقهة بدلا من أن أستيقظ . بدأت أصدق أني لم أكن أحلم . فتحت عيني ببطء متمنية

بيأس أن أجد القمر قد عاد إلى شكله الطبيعي . بدلا من ذلك وجدته يبتسم بجذل . قال لي : ( - لو أنك رأيت كيف بدوت ؟ ،

اخبريني ، لم أغمضت عينيك كأنك تشربين دواءًا مرًّا ؟! )
. توقفت لبرهة قبل ان أجيب ، و حين أجبت كنت أزن كلماتي

بدقة : ( -- هل أنت حقيقي ؟، أعني ، هل تستطيع الكلام ؟، و تحدثني أنا من بين الجميع !). لوى شفتيه و نظر إلي من

طرف عينه : ( - بالطبع أنا حقيقي . ألم تشركيني في كثير من قصائدك ؟، هذا هو الذي يجعلني أرغب بالحديث معك !.

لقد أطريتني كثيرا .)
، و انتفخت أوداجه بطريقة مضحكة و لكن أيضا بدا عليه الاعتزاز و الفخر . قلت له : ( -- استمع

إلي ، هذا كله كذب ، وهم . سأذهب للنوم . عمت مساءًا )
. كان صوته حازما : ( - حقًا ، اهربي إذًا يا بثينة ، و لكن ، إذا

كنت وهما فلمَ ودعتني ؟! كان عليك أن ترحلي فقط )
. كنت امشي مبتعدة عن الشرفة و توقفت لدى سماعي ما قاله .

نظرت إليه بغضب ، و اندفعت مسرعة إلى الداخل .

أغلقت باب الشرفة بإحكام ، و أسدلت ستائر المنزل كلها . ذهبت إلى فراشي ، أشعلت الأنوار . قرأت القرآن و نمت

و أنا أردد " لا إله إلا أنت ، سبحانك إني كنت من الظالمين " . لم أطفئ الأنوار في تلك الليلة . كنت اخشى أن يتسلل إلي

شيء من الخيال العجيب مع الظلام .

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.