ألح على نفسي كثيراً بِ أمر نسيانك و أحثها على رميك و ذكرياتك كلها في ثقب ذاكرتي الأسود لِ تبتلعكم إلى الأبد و لا أذكرك .! ألهي نفسي و أشغلها كثيراً و لا أدع لها مجالاً لِ حكِ رأسها أو إلقاء نظرة عليها في المرآة ، و أنهك جسدي بِ قسوة ، حتى إذا أويت إلى مخدعي و الموتة الصغرى ، مت عميقا دون صحوة ، و لكن هيهات لِ ذلك أن يحدث .! فَ أنا كلما أغمضت عيني في لحظة تعب تُبادر إلى ذهني صورتك و تطفو ذكراك على سطح قلبي فَ ينشغل فكري بك .. على إثر ذلك كله أغتبط و أنتشي و أنسى كل تأزم لِ الظروف بيني و بينك ، و أشد على النبض و أهمس بِ لهفة : آهٍ لو كنت تعلم مالك في قلبي يا أنت.! و بِ هذه .! يزهو ما بِ قلبي لك بِ نفسه فَ يكبر و يتضاعف حتى لَ كأني أشعر بك أنت تتشعب فيّ حتى تبلغ نهايات شعيراتِ دمي ، و تتمدد بين أضلعي ، و لا يمنعك حجاب صدري ، و أراني في حينه أصرخ بك أن كفى ، سَ أنفجر بك و تتبعثر خارج جسدي .. و في غمرة تمّنُعي هذا ينتهز عقلي الفرصة فَ يهز كتف عاطفتي أن مهلاً لحظة لحظة .! رويدك أيها القلب و على رسلك مشاعري ! لم يعد هو ملك يدي ، فَ تجمد عواطفي و كـَ أن نفحة صقيع قد أصابتها و أصابتني .. فَ أبكي .!
أبكيك بِ حرقة يا حبيبي ، و تتكون صورتك في المنسكب من ماء عيني ، لا زلت تسكنها / عيني .! لا زلت أراك فيني .! أكفكف أدمعي ، أحاول تبديد صورتك بِ كلتا يدي ، أعبث بِ الماء دون جدوى ، أنا بِ حبك أجدني و أراني ، ولكن ما حيلتي ..؟! ما حيلتي و أنا أراك كـَ حزم الضوء تنفذ من يدي ، و كيف أصنع بك و بي و أنت كـَ قطع ثلج أحاول إبقاءها في يدي فَ تأبى إلا الذوبان و التسرب منها بِ فعل حرارة جسدي ، بل ماذا أفعل و أنا أراك كـَ سرابٍ كلما ظننت أنني قَرُبت منه و قريبا سَ يصبح في متناولي إزداد بعداً عني .! كـَ هذه أنت حقاً فَ ماذا أفعل إن لم أستطع الإحتفاظ بك و أضعتك غصباً عني .؟! ليس ذنبي أن لم أخلق ضوءاً كـَ أنت فَ أتداخل بك ، و لا ماءً فَ أمتزج بك و لا حتى صحراءً فَ أحتويك ..! ليس ذنبي أن خلقت لِ سواك و خلقت أنت لِ غيري .!
و ليس ذنبي إن ذكرتك ، ف يدٌ خفية من حنين تعبث في داخلي فَ تهيج ذاكرتي و كل قطرات دمي ف تيممُ وجهها شطرك و تعيدُ إليّ رائحتك ، تفاصيلك ، صورتك و كلك ، ف أتدثر بك و تملي علي شعائر حبك و اشتياقي .! ليس ذنبي إن لم أنسك يا روحاً تسكنني ، إذ كيف لي أن أنساك و أنت روحي .!
كم أكرهُني كلما تذكرت ما قلتُه يوماً : [ لِ نطوي هذه الصفحة ، و لِ نغلق الكتاب ، و لِ نقفل عليه في درج من أدراج العمر ، فما أكثرها أحلامنا المنهارة و أمانينا الموءودة ] ..!
و سَ أبقى أحبك يا مشوارَ عمرٍ يساوي فيَّ عمراً .............!