قَرأتُ المَوضوعُ وكُنتُ أظنَّه سيقْتَصِر عَلى لطَائف مِن بلاغة القُرآن
ولفتَات مِن إعجَازِ اللغة
وفِي اعتقادي لَو كَان كَذلك .. / سنَحْضَى بإشبَاع الرُّوح وَ الفِكر مَعاً
وسَنَخرُجُ بِحصِيْلةٍ عِلمِيَّةٍ جَيِّدة
الفَرقُ بَيْنَ السَّنَةِ والعَام :
يَقولُ الله تَعَالى فِي مَعرِض الحَديثِ عَن نُوحٍ وَقَومِهِ : [ فَلَبِثَ فِيْهِم أَلْفَ سَنَةٍ إلا خَمْسِيْنَ عَامَاً ]
مِنْ مَعانِي السَّنة فِي اللُّغة : التّعب والجَهد والجَدب والقَحط
تَقُول العَرب أسِنت القوم : إذا قَحطُوا ويُقال أصابتنا سَنة : أي جَدبٌ وقَحط
أما كَلِمة عَام : فَتدُل عَلى الدَّعة والرَّاحة والرَّخاء
وَ فِي قِصَّةِ نُوحٍ يَقُولُ المُفَسِّرونَ أنَّهُ َلبثَ فِي الدَّعْوَةِ [ 950 ] سَنَة مَعْ قَوْمِهِ بِشِدَّةٍ وصُعُوبَةٍ وَ تَكْذِيْبٍ لَه واسْتِهْزَاء بِه
أَمَّا الخَمْسِنْ عَامَاً فَهِي مَا كَان بَعْد الطُّوفَانٍ حَيثُ قَضَاها مَعَ المُؤمِنِيْنَ فِي رَاحةٍ وَ طَمَأنِْيْنَة وَ هُدوءِ
بعيداً عن الكافرينَ مِن قَوْمِه الذِيْن أَغْرَقهُم الله بالطُّوفَان.
وَ كَذَلِك فِ سُوْرَة يُوسُف :
[ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِيْنَ دَأبَاً .. فَمَا حَصدْتُم فَذَرُوْهُ فِيْ سُنْبُلِه ]
أَي فِي حَال الشَّقاءِ وَ التَّعب وَ المُعَاناة
أَمَّا فِي الرَّخَاء فَيقُول :
[ ثُمَّ يأتِيْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيْهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَ فِيْهِ يَعْصِرُون ] .. دِلالَةً عَلى الرَّخاءِ والبحبُوحَة
مُحمد القَواسمِي ..
تُسنِدُنا إلى جلالِ اللُّغة .. فنرتَفِعُ
مُتصفَّحٌ رقيقٌ
كأنفَاسِ المُؤمنين
.
.