النمر الأسود ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 75384 - )           »          ...نبض... (الكاتـب : رشا عرابي - مشاركات : 4701 - )           »          وش اخباري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 2 - )           »          الوقوف مبكراً على الناصية (الكاتـب : منى آل جار الله - آخر مشاركة : جهاد غريب - مشاركات : 4 - )           »          أَعـتَــرِف .! (الكاتـب : سُرَى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 52 - )           »          !!!!! .....( نـــــذرولـــــوبــــيــا ) ..... !!!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 167 - )           »          ؛؛ رسائِل للغائِبين ؛؛ (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : عبدالله السعيد - مشاركات : 407 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 895 - )           »          رفعت الجلسة غناء (الكاتـب : إبراهيم امين مؤمن - مشاركات : 1 - )           »          معراج (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-2008, 06:09 PM   #1
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


صورة للذكرى
ــــــــــــــــــ



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الفنان أحمد زكي في رحلة المجهول
ممثل كبير يحمل ملامح المصري البسيط

القاهرة: خالد سليمان
لحد ساعة كتابة هذا التقرير كانت التقارير الاعلامية متفاوتة حول الوضع الصحي للفنان احمد زكي الغارق في غيبوبة عميقة، وبحسب بعض التقارير التي لم تؤكد رسميا فإن دماغه توقف عن العمل الا أن قلبه لازال ينبض.
مشوار المرض الخبيث كما رواه احمد زكي بلسانه في أول يوم تصوير فيلم «حليم». كان يتحدث عن المرض وهو يضحك وكأنه لا يريد إشعار محبيه وجمهوره بمرارة المرض القاسي الذي لا يفرق بين الأجساد ولا يعرف إذا كان هذا الإنسان تعشقه الجماهير أم لا.
عندما وقف احمد زكي على المسرح منذ أقل من شهرين في أول يوم تصوير لفيلم «حليم» يروي حكاية مرضه، كنا نشعر من صوته ومن الفرحة التي كانت تملأه والأمل الذي يغمره بأنه سيتغلب على هذا المرض.
قال زكي يومها: «يا جماعة هناك أشياء كثيرة تربطني بـ«حليم» فهو من نفس قريتي بالشرقية»، وهو يضحك ويضرب كف على كف قال: «ونفس الترعة التي كان يستحم فيها عبد الحليم حافظ وأخذ منها البلهارسيا استحممت فيها أنا أيضاً وأخذت منها البلهارسيا»، ويضحك أيضاً بصوت عال ويقول: «لكن أنا تعالجت من البلهارسيا ثلاث مرات ولكن عبد الحليم لم يتعالج منها لأنه وقتها لم يكن لها إبر للعلاج»، وأخذ يضحك ويقول: «ولكن يا جماعة كنت معذور لنزولي الترعة لأن في هذه الترعة كان السمك البلطي كبير»، وأخذ يمثل بنصف ذراعه على طول السمكة ويواصل كلامه ويقول: «كان من المستحيل مقاومة جمال هذا السمك فكنا نخلع ملابسنا وننزل لاصطياد السمك».
ومن كثرة تصفيق الناس رفع يديه وخفض رأسه لتحية الحاضرين وقال: «يا جماعة أحب أن أقول إننا جميعا يجب أن نحتفل بكل لحظة تمر علينا ونحن بصحة جيدة ونعتبرها عيدا لأن الحياة حلوة ويجب أن نحب الحياة، وأنا بدعواتكم إن شاء الله سأتغلب على هذا المرض». وكان يتحدث بقوة وإرادة الواثق من رحمة الله وطالب الناس بالدعاء له بالشفاء.
ولكن أجمل شيء ذكره احمد زكي عن أزمات المرض الصعبة كان في بداية مرضه منذ أكثر من عام قال: في يوم زهقت من المستشفى وذهبت إلى المنزل وأنا جالس في البلكونة اتجهت إلى الله عز وجل بالدعاء وقلت يا رب أنا راض بكل شيء وليس لي أي اعتراض على قدرك. ويضحك بشدة ويقول: وفجأة وجدت الغدد الليمفاوية تضخمت ورقبتي تورمت وأصبح حجمها كبيرا جدا، وعلى الفور اتصلوا بالإسعاف ووجدت الناس وعمال الإسعاف والدكاترة الذين من حولي يبكون وأنا الوحيد الذي كنت أضحك لأنني تذكرت مشهد عبد السلام النابلسي في فيلم «شارع الحب» عندما وقف في دكانه وقال «يا رب ابسطها يا رب»، فوجد زينات صدقي ترميه بالملوخية فوق رأسه، فقال «كفاية يا رب ما تبسطهاش أكتر من كده». هذا المشهد لم يفارقني وأنا في سيارة الإسعاف وأضحك بشدة وكل من حولي يبكون ولا يعرفون لماذا أضحك. وقال بقوة: لا تتصوروا إزاي أنا كنت في غاية السعادة عندما قابلت مجموعة من الطلبة وكانوا قادمين من الامتحان، وقالوا لي إننا أجبنا عن بعض الأسئلة عن تاريخ الرئيس السادات من الفيلم الذي مثلته «أيام السادات».
وأضاف بحرارة: عندما قدمت فيلم «ناصر» كنت أقدم فترة مهمة من تاريخ هذا الرجل في فترة صعبة، وهذه الأفلام أريد أن توضع بمثابة وثائق تاريخية للشعب المصري المحب لزعمائه.
ومن أمنيات زكي أيضا أنه يريد أن يشاهد فيلم «حليم» في شريط هذا الفيلم الذي صور 80 في المائة من مشاهده، لدرجة أنه أوصى مخرجه شريف عرفة أن يصوروا جنازته ويضعوها في الفيلم وكأنها جنازة عبد الحليم حافظ.
ومن الغرائب أن هناك تشابها كبيرا بين احمد زكي وعبد الحليم حافظ. لإأحمد زكي توفي والده وهو ما زال في بطن أمه وتربى في منزل خاله وجده بالشرقية وتزوجت والدته من رجل آخر وظل في قطيعة معها حتى جاءت لزيارته في الأسبوع الماضي وأخذته في حضنها وظلت تدعو له، وأخذت تقول له «قلبي وربي راضيين عنك»، وصلت ركعتين لله في غرفته وأخذت تدعو له بالشفاء.
والواقعة التالية رواها احمد زكي بلسانه قال: هناك أشياء قدرية تربطني بعبد الحليم حافظ، فعندما سافرت إلى لندن منذ أكثر من عام ولم أكن أعلم شيئا عن حقيقة مرضي بعد الكشف عليّ في المستشفى قالوا لي إن هناك عملية بسيطة ستجرى لك وهي إزالة المرارة. وطوال الحكاية لا يتوقف عن الضحك، وهي عملية بسيطة جداً وستعود لمصر بسرعة، فرددت عليهم وقلت اذا كانت العملية بسيطة وهي إزالة مرارة، فمن الأولى أن أعمل هذه العملية في مصر والدكاترة في مصر بيعملوها كل يوم. فرد الدكتور وقال لي: اذا لم تعمل هذه العملية فخلال عشرة أيام سوف تؤثر على الكبد والرئة. فقلت على الفور أنا موافق على اجراء العملية، وكانت المفاجأة أن الدكتور قال لي انت شجاع مثل «حليم». واكتشفت أن هذا الدكتور هو نفسه الذي كان يعالج عبد الحليم، وهنا شعرت بالخوف. وظل يضحك ولكن هذا الدكتور هو أيضا الذي اجري لي العملية رغم خوفي.
يوم الاثنين الماضي أذاع التلفزيون المصري خبر وفاة احمد زكي، وللأسف سمع الخبر بنفسه ولكنه تماسك وقال لمن حوله انه سيدفنهم جميعا. وفي نفس اليوم جاءت لزيارته سهير البابلي وطلب منها أن تستدعي ياسمين الخيام لأنه يريد أن يسمع منها أسماء الله الحسنى بصوتها. وفي اليوم التالي جاءت ياسمين الخيام استجابة لرغبة احمد زكي. ورغم انه كان يتألم بصوت عال لدرجة أن من كهن يمر بالممر في نفس الدور كان يسمع صوته من شدة الألم. وعندما دخلت ياسمين الخيام لتسمعه أسماء الله الحسنى أخذ يردد وراءها يا الله يا الله بدون توقف. وفي نفس اليوم تعرض لأزمة شديدة وضيق في التنفس وقام الأطباء بمنع الزيارة عنه، ونام. وعندما استيقظ مساء اليوم التالي وعلم بوجود عماد الدين أديب خرج على الكرسي المتحرك لرؤيته، وبعد قليل جاءت منى زكي واحمد حلمي.
ويوم الاربعاء طلب من محمد وطني الذي يرافقه أن يأتي له بابنه هيثم وقال له :يا هيثم اذبح عجل أمام شقة المهندسين. وقال له «اذا حدث لي شيء فاعلم انك لن تكون وحدك»، وفي عبارة صريحة قال له «اكمل دراستك وركز في شهادتك ثم بعد ذلك اعمل اللي انت عاوزه». وجاء لزيارته العديد من الجماهير المحبين له ومنهم من أراد أن يتبرع بكلية، وهناك من عرض أن يتبرع بكبده من أجل شفاء احمد زكي.
وطوال هذا الأسبوع كانت تزوره بصفة يومية الفنانة مديحة يسري رغم مرضها، والفنانة يسرا التي كان عندها أمل كبير في شفائه وخاصة عندما علمت أن هناك دواء جديدا لشفاء السرطان تم اكتشافه في انجلترا، وعلى الفور تحمست هي وعماد اديب واقنعا الأطباء بعمل اشعات مقطعية، ولكن للأسف المواصفات لم تكن مطابقة للدواء الجديد. وطوال هذا الأسبوع بدأت ادارة المستشفى وتحديدا من يوم الاثنين 21 مارس تجمع متعلقات احمد زكي الشخصية من شرائط القرآن واسطوانات الموسيقى وكل الاشياء الخاصة به وتم ارسالها الى شقته القديمة بالمهندسين، ولكن دائما الأمل موجود عند احمد زكي الذي يعيش في حالة حرجة جدا للغاية وعند محبيه وجماهيره التي تدعو الله عزل وجل لشفائه، ولكن هذه المحنة نفسها تعرض لها احمد زكي منذ أكثر من شهر ونصف، وظن الناس انها النهاية، ولكن عناية الله تدخلت وتجاوز المحنة وعاد بكل قوة للتصوير والعمل. وطوال هذا الأسبوع بدأت ادارة المستشفى وتحديدا من يوم الاثنين 21 مارس تجمع متعلقات احمد زكي الشخصية من شرائط القرآن واسطوانات الموسيقى وكل الاشياء الخاصة به وتم ارسالها الى شقته القديمة بالمهندسين، ولكن دائما الأمل موجود عند احمد زكي الذي يعيش في حالة حرجة جدا للغاية وعند محبيه وجماهيره التي تدعو الله عزل وجل لشفائه، ولكن هذه المحنة نفسها تعرض لها احمد زكي منذ أكثر من شهر ونصف، وظن الناس انها النهاية، ولكن عناية الله تدخلت وتجاوز المحنة وعاد بكل قوة للتصوير والعمل. احمد زكي كان طوال حياته مرتبطا بالشاعر والمؤلف الكبير صلاح جاهين. في كل أزماته يلجأ إليه ويجد منه المساندة، فهو بالنسبة له الأخ الكبير، فهو الذي وقف بجانبه عندما سحبت منه بطولة فيلم «الكرنك» في بداية حياته الفنية وفكر في الانتحار، ولكن صلاح جاهين أخرجه من أزمته وقال له: انت موهوب والبطولات قادمة ولا تتعجل. وصدق صلاح جاهين ونجح احمد زكي وأصبح النجم الأول في مصر، وتوفي صلاح جاهين ولكن صلته بأحمد زكي لم تنته، فعندما تعرض احمد زكي لحادث سيارة جاءه صلاح جاهين في المنام وطمأنه. وجاءه عندما اجرى عملية المرارة وتجاوز المحنة، ثم امتنع صلاح جاهين عن زيارة احمد زكي في المنام، وطوال الفترة الماضية كان احمد زكي يقول «أنا في انتظار زيارة صلاح جاهين»، لأنه عقب كل زيارة في المنام يتجاوز محنته، فهل سيزور صلاح جاهين احمد زكي في المنام؟

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2008, 06:12 PM   #2
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



صورة للذكرى
ــــــــــــــــــ


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عمال الفندق الذي سكن فيه زكي طوال الـ18 عاما الماضية يستحضرون ذكرياتهم معه

القاهرة: نبيل سيف

منذ انفصاله عن زوجته الفنانة الراحلة هالة فؤاد رفض احمد زكي ان يكون له بيت وأسرة.
والغريب في الامر، أن احمد زكي قضى الاعوام الـ 18 الماضية في أحد فنادق القاهرة الكبرى واصبح الجناح الذي يقيم فيه (الغرفتان 2006-2007 بالدور الـ 20) هو عنوانه وبيته الدائم الذي لم يغادره مطلقا سوى لمرات محدودة إما للسفر خارج أو داخل مصر، تاركا شقته الكائنة بضاحية المهندسين مغلقة طوال الوقت. والجناح رقم 2006 هو نفس الجناح الذي كانت تقيم فيه الراحلة سعاد حسني اثناء تصويرها حلقات مسلسل «هو وهي» بالتلفزيون المصري في منتصف الثمانينات لمدة 6 أشهر، وهو ذاته الجناح الذي كانت تقيم فيه الفنانة شريهان وقت زواجها من علال الفاسي ، وايضا نفس الجناح الذي يفضله الموسيقار الراحل بليغ حمدي هاربا من اصدقائه تفرغا لوضع لحن جديد. وكان آخر الألحان التي وضعها بليغ في هذا الجناح لحن اغنية «بودعك» التي غنتها الفنانة وردة في عام 1987.
18 عاما قضاها احمد زكي بين جدران هذا الجناح منذ ان حل بالفندق في منتصف الثمانينات ليسكن بالكابينة رقم (138) المطلة على بركة السباحة للفندق متنقلا بين غرف محدودة ، حيث انتقل بعد ذلك الى الغرفة 315 لمدة 3 سنوات ثم الغرفة 415 لمدة 6 سنوات ثم الغرفه 815 لمدة 4 سنوات ، وقبل عامين وفي عام 2002 انتقل للإقامة بجناحه الحالي رقم 2006 وكانت جميعها غرفا فردية مطلة على النيل.
لم يتغير برنامج أحمد زكي اليومي داخل فندق رمسيس طوال الـ 18 عاما التي قضاها فيه حتى بعد اصابته بالمرض الخبيث، وباستثناء ايام سفره خارج القاهرة أو خارج البلاد، حيث اعتاد زكي على الاستيقاظ في السابعة والنصف صباحا، وكان أول شيء يفعله هو الاتصال بقسم تلفونات الفندق مرتين، الاولى لتوصيله بالمكتبة ببهو الفندق ليطلب ارسال الصحف، والثانية لتوصيله بقسم خدمة طعام الغرف ليطلب الافطار، ثم بعد ذلك يتجه للنادي الصحي بالفندق لممارسة الرياضة لمدة ساعة ومن ثم النزول الى بهو الفندق للاطلاع على جميع الصحف والمجلات ثم العودة لغرفته للاستحمام استعدادا للخروج لاتمام مواعيده أو تصوير مشاهد من اعماله.
لم يكن احمد زكي نزيلا مزعجا مطلقا أو من محبي التحدث بكثرة في الهاتف كما يقول محمد علي ـ مدير قسم التلفونات بالفندق وصديق أحمد زكي على مدار 15 عاما ـ ويضيف علي قائلا: «كان ذوق» جدا في الاتصال، وكان يحب ان يقول له الموظفين «صباح الخير يا عبقري» ويخبروه بما عرض له من أفلام ليلة أمس أو اخر اخبار الاقبال الجماهيري على افلامه في دور العرض في المنطقة التي يسكن فيها كل موظف بالوردية، كان يهتم بذلك جدا مع فيلم «السادات» ويسجل بقلم في ورقة اسماء دور العرض التي عليها اقبال أو التي ينخفض فيها الاقبال، كما كان الموظفون يخبروه أولا بأول عما ينشر عنه في الصحف.
ويضيف علي: كانت علاقة احمد زكي بجميع العاملين بقسم التلفونات اكثر من أسرية رغم ان اغلبهم لم يروه وجها لوجه سوى مرات قليلة ، لكنه كان يعرفنا جميعا من اصواتنا، ويتذكر محمد علي ذات مرة حينما أصر زكي على دعوة جميع الموظفين بالقسم بلا استثناء لفيلم «ناصر 56» وحضر معنا داخل قاعة العرض مرتديا نظارة سوداء ومتخفيا لكي لا يعرفه احد، ثم دعانا بعد ذلك الى العشاء، وكنت دائما اسأله «أنت ليه سايب شقتك في المهندسين ومتواجد في الفندق؟ وكان يرد بجملة لم يغيرها مطلقا «الفندق ده وشه حلو علي ولو خرجت منه ها أموت حتى المنتجين بيرسلوا لي حقوقي المادية على حسابات الفندق مقابل ايجار الغرفة». ويبتسم ابتسامة عريضه قائلا «ده يا سيدي احمد زكي».
اما مجدي عاطف، السفرجي بقسم «الـ Room service» حيث كان يتناول زكي يوميا طعام الافطار والعشاء من خلال مجدي فقط، ومجدي البالغ من العمر 33 عاما من اقرب المقربين لاحمد زكي فقد كان زكي لا يتركه يغادر الغرفة إلا بعد ان يخبره مجدي بآخر نكتة في البلد، ويستشيره في شكل المكياج في افلامه وخاصة «ناصر 56» و«السادات» و«حليم». ويقول مجدي لـ«الشرق الاوسط» لم يكن يتركني اغادر غرفته بعد وضع صينية طعام افطاره المكون دائما من قطعتين عيش بلدي وكوب برتقال طبيعي وقطعتين جبن ابيض وخيار وزبادي وعسل نحل إلا بعد ان يؤدي امامي المشهد الذي سوف يصوره اليوم ورأيي فيه. وكانت العلاقات بيننا بلا أي حدود حتى أنني كنت ارد عليه بعد كل مشهد «ايه الزفت ده» فينظر لي باستغراب. فأبتسم قائلا «يا عبقري ما يحسد المال إلا اصحابه».
ويشير المتر نبيل انور، مدير مطعم «التراس كافيه» وهو المطعم المحبب للنجم احمد زكي ليتناول فيه طعام الغذاء الذي كان يتكون من الأسماك والمأكولات البحرية دائما، فلم يكن زكي يميل مطلقا لتناول اللحوم والطيور ومع طعام الغذاء كوب عصير برتقال طبيعي في كوفيه شوب الجارد كورت أو ركن الشيشة. كان زكي يجلس مساء للقاء المنتجين واصدقائه من الفنانين أو للاستجمام من عناء العمل طوال النهار وكان دائما يضع نظارته السوداء ويميل برأسه قليلا للخلف ليوحي لمن حوله بأنه نائم ولا يريد من أحد إزعاجه وكان يتناول الشاي بالنعناع فقط بدون سكر كما يقول المتر وجدي مسؤول مطعم الجاردن كورت قائلا: بمجرد ان يصل احمد زكي للجلوس في «الكوفيه شوب» كان المعجبون يستدعون بعضهم البعض على الجوال وخلال دقائق يتكدس المكان بالزبائن، ولم يعرض زكي مطلقا عن مصافحة أو لقاء أي سائح يريد ان يصافحه وكثيرا ما كان يحاسب طلبات ومشروبات موائد اخرى. «الغرفة آخر بهدله عايز حد يرتبها بسرعة، نازل مشوار وراجع بعد ساعة»، كانت هذه الجملة يسمعها دائما المسؤولون عن قسم ترتيب الغرف بالفندق من زكي يوميا طوال أدائه لأدوار جديدة في أفلامه، فكانت غرفته تتحول مساء كل يوم الى خليط من السيناريوهات والاوراق والملابس الخاصة بالشخصية وصور فوتوغرافية له في المشاهد تملئ أركانها وكتب متعددة منتشرة في كل مكان واموال نقدية تحت السرير وعلى الموائد وفيزاكارد... الخ. حتى ان السرير مغطى بالكامل بالسيناريوهات وكأن زكي كان نائما على الارض.
كان يعشق شراء القمصان الكاجوال والكلاسيك شبه يومي، لدرجة ان 70% من ملابسه التي نغسلها له في الفندق كانت قمصانا، هكذا قال محمود لوندري، احد العاملين بمغسلة الفندق وصديق زكي طوال سنوات ماضية مضيفا، كان يحب جدا شراء ملابس جديدة أول بأول وكان يكره الكرافتات والملابس الرسمية وكان يأخذ رأيي في خامات القميص الجديد الذي اشتراه أو احضره معه صديق له من الخارج، وكان يكره أي ملابس بها الياف صناعية وكان يفضل جدا القمصان القطنية والحراير والبدل المصنوعة من الكتان. أما ملابسه داخل غرفته بالفندق فكانت باستمرار الجلباب بأنواعه الصيفي والشتوي اما الترنج سوت فكان خلال قيامه بالتدريب في النادي الصحي بالفندق.
ويتذكر محمد أبو هندية المسؤول بقسم الاستقبال بالفندق ان «أحمد زكي كان نادر الحضور الى الرسبشن الا مرات عديدة فقد كان يرسل مبالغ مالية ضخمة تحت الحساب وكان وضع غرفته خاصا جدا بناء على تعليمات المدير العام باعتباره «نجما عالميا» فقد كان سعر غرفته «شبه رمزي» حيث قضى 20 عاما من عمره في الفندق بداية من كابينه 138 عام 1984 على بعد كبائن من كابينه الفنانة سعاد حسني 133 حيث كانا يؤديان معا حلقات مسلسل «هو وهي» في مبنى التلفزيون المجاور.

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2008, 06:14 PM   #3
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


صورة للذكرى
ــــــــــــــ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أحمد زكي من العمل في الورش .. إلى اسطورة سينمائية مصرية



ولد احمد زكي (واسمه بالكامل احمد زكي عبد الرحمن) في الثامن عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1949 بمدينة الزقازيق شمال القاهرة في أسرة فقيرة، وسرعان ما توفي والده بعد ولادة ابنه الوحيد احمد بوقت قصير فتزوجت الأم من رجل آخر..
لم يكن هناك اي شيء في حياة هذا الطفل اليتيم الذي رباه جده وخاله يمكن ان يبشر بالمصير الذي سيؤول اليه، ولم يكن في هذا الطفل الاسود البشرة النحيل الضعيف المتوسط في تحصيل العلم ما يمكن ان يبشر بأنه سيصبح واحدا من اهم واكبر الممثلين والنجوم في تاريخ السينما العربية.
كيف حدث هذا؟
في المدرسة الثانوية الصناعية التي التحق بها كان كل ما تعد به حياته هو ان يتخرج بدون رسوب بعد ثلاث سنوات ليعمل في احدى الورش او المصانع او على الاكثر كمدرس صنايع ولكن القدر كان يعد شيئا آخر. تخرج احمد زكي من معهد الفنون المسرحية عام 1973 وكان الاول على دفعته ويبدو ان الفتى الذي كان يتخبط في حياته ودراسته من قبل عثر أخيرا على ضالته فتفوق. بدأ زكي حياته الفنية وهو لا يزال طالبا بالمعهد عندما ظهر في دور كوميدي صغير في مسرحية «هاللو شلبي» مع عمالقة الكوميديا في ذلك الوقت في دور شاب يحب التمثيل ويبحث عن فرصة حتى لو كانت دور رجل ميت! ثم قدم دوره الشهير في مسرحية «مدرسة المشاغبين» الطالب الخجول الصامت الذي يتورط في مصادقة الطلاب المشاغبين في المدرسة ويحسب عليهم.
في هذه الفترة الهامة من تاريخ مصر والامة العربية، بعد سنوات من نكسة 1967 وثورة الطلبة والبحث عن طريق جديد وموت عبد الناصر وتولي انور السادات وحتى حرب اكتوبر 1973 كل هذه الاحداث كانت تستدعي وجود فتي اخر يثور علي الفتي القديم، وهكذا ظهرت «جماعة السينما الجديدة» التي اسسها عدد من المخرجين الشبان وكان من اوائل اعمالها فيلم «ابناء الصمت» الذي انجز قبل حرب اكتوبر وعرض بعدها، وكان اول فيلم سينمائي يشارك فيه احمد زكي.
بعد ذلك توالت اعمال زكي في ادوار هامة برغم أنها ليست بطولة مطلقة لان الصناعة كانت لا تزال خائفة من المغامرة بمنح البطولات لشاب اسمر غير وسيم بمقاييس السينما القديمة ولكن احمد زكي استطاع ان يقدم ومنذ افلامه الاولي، ادورا قوية لاتنسي في افلام مثل «وراء الشمس» و«شفيقة ومتولي» 1978 و«اسكندرية ليه» 1979 «عيون لا تنام» و«موعد على العشاء» و«طائر على الطريق» 1981 ثم قدم بطولته المطلقة الاولى في «العوامة 70» 1982 والأفلام الأربعة الأخيرة من إخراج رأفت الميهي، محمد خان وخيري بشارة على التوالي، وهكذا اتضح ان نجومية وموهبة احمد زكي قد ولدت مع مولد جيل جديد من المخرجين الذين عرفت افلامهم باسم «الواقعية الجديدة» وهو الاتجاه الذي قلب السينما المصرية رأسا على عقب خلال عقد الثمانينات كانت سماء مصر وسماء السينما المصرية قد تغيرت وتحتاج إلى نجوم جديدة تناسبها وكان احمد زكي هو النجم الهادي وسط هؤلاء النجوم ومنذ ذلك الحين قول اسم احمد زكي الى ايقونة عندما نشاهدها على افيش أي فيلم سينمائي نعرف اننا سنشاهد فيلما كبيرا، لان زكي ليس من النوع الذي يقبل التمثيل في اي فيلم سعيا وراء المال او التواجد او الانتشار ولكنه يختار ويدقق جدا في أي فيلم يقبل ان يشارك فيه ورغم خلافاته ومشاكله الدائمة مع الكتاب والمخرجين إلا ان هذا يعكس مدى إيمانه بأهمية السيناريو والإخراج ومدى إدراكه لأهمية العمل الفني ككل وليس دوره فقط.

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2008, 09:51 PM   #4
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حزن مكسور!
ـــــــــ

هذي الوجوة: أيّام... وأحلام.. وزيوت
ـــــــــــ تاريخ/فوضى/ انسحابات../ وأشلاء
ياوجهنا لـ القوت...... قلنا البكا: قوت
ـــــــــــ قلنا المنـابر: بـِر/ والأدعـية: داء
ضعنا...... لـ فم الريح نتسابق بْشوت
ـــــــــــ أجزاء تبني../ تهدم الـ قادم :أجزاء
لوّحت/ كنت الأجمل اللي من: الموت
ـــــــــــ وَشْوَش بـ اذن ترابنا : غيمة أحياء
هذي الحروف كسور وشعور وسْكوت
ـــــــــــ محاولة لـ العزف/ لـ الحاء/ لـ الباء

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-13-2008, 03:17 PM   #5
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شعور مكسور!
ــــــــــــــــــ
الـ نصف الأول:خارطة ملح وعْيون
ـــــــــــــ الـ نصف الآخـر: سالفة صمت../.. دخّـان
الموت مُنهَك/ يبني لـ حلمك مْتون
ـــــــــــــ تستوعب الـ شهقة../ وجع../ حشرجة كان
سافر مداك الضي والقمح واللون
ـــــــــــــ الـ حزن صوتك./ والـ صدى: دمعة انسان!

 


التعديل الأخير تم بواسطة حابس المشعل ; 01-13-2008 الساعة 03:54 PM.

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-13-2008, 04:03 PM   #6
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عرض لمرحلة من حياة الرئيس ( جمال عبد الناصر ) عندما يرفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي يصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراراً جمهورياً بتأميم الشركة المصرية لقناة السويس .

وردود أفعال هذا القرار ، ثم العدوان الثلاثي الغاشم علي مصر ، الزعيم عبد الناصر يعلن في خطابه في جامع الأزهر المقاومة والكفاح والتصدي للعدو






فريق العمل

بطولة : أحمد ذكي ، فردوس عبد الحميد ، أحمد ماهر ، حسن حسني ، ممدوح وافي ،
قصة وسيناريو وحوار : محفوظ عبد الرحمن
تصوير : عبد اللطيف فهمي
مونتاج : كمال أبو العلا
موسيقي : ياسر عبد الرحمن
أزياء : سامية عبد العزيز
انتاج : اتحاد الإذاعة والتليفزيون ( قطاع الإنتاج )
إخراج : محمد فاضل
هذا الفيلم من إنتاج سنة : 1996







جوائز حصل عليها الفيلم

فيلم الافتتاح في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 1994

أحسن ممثل ( أحمد ذكي ) جمعية الفيلم

فيلم الافتتاح في المهرجان القومي الرابع للأفلام الروائية 1994

جائزة أحسن ممثل ( أحمد ذكي ) جمعية فن السينما 1996


 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 02:44 PM   #7
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو
 
0 كاريزما الـ حزن !
0 قصائد .
0 النمر الأسود !
0 paloma

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي سينما تك



العوامة رقم 70 ـ 1982
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في ظل موجة الأفلام الهابطة التي سيطرت على سوق الفيلم المصري، برز لنا فيلم (العوامة رقم 70) لمخرجه خيري بشارة. وهذا الفيلم يعتبر أحد الأعمال الجريئة والجادة التي تناضل من أجل قيام سينما متقدمة وسط الكم الهائل من الأفلام التجارية التي تصيب المشاهد بالتبلد الحسي المؤقت عند مشاهدتها.

و(العوامة رقم 70) رمز لجيل السبعينات ومشاكله، ومن خلال استعراض شخصيات الفيلم يكون لدينا محصلة نهائية لمفهوم الفيلم .. فشخصية أحمد الشاذلي (أحمد زكي) هي الشخصية المحورية. أحمد مخرج أفلام تسجيلية ويحلم بالتحول إلى مخرج أفلام روائية لكن الظروف لا تسمح بذلك، ويعيش حلماً دائماً وصعب التحقيق خاصة في الظروف التي عاشها وعاشتها مصر خلال العشر سنوات الماضية، إنه ينتمي لجيل ممزق فقد الكثير من حماسه والتزامه الثوري، وفقد كذلك القدرة على مواجهة الواقع بشجاعة ففضل الاستسلام للأقدار. إن أحمد واع لذلك ولكنه مصاب بمرض جديد هو اللامبالاة، فعندما يخبره عامل محلج القطن عبدالعاطي (أحمد بدير) عن الاختلاسات في المحلج الحكومي، لا يحرك أحمد ساكناً وكأن الأمر لا يعنيه، بل ويحاول إلقاء العبء على خطيبته وداد (تيسير فهمي).
ومن خلال قضية عبدالعاطي تزداد حدة الصراع داخل أحمد الشاذلي، ويصبح غصباً عنه طرفاً فيه، وعليه مجبراً اتخاذ موقف، ولأنه يعاني بعض الشيء من سيزيفية اتخاذ القرار فلم يكن بالأمر السهل خاصة في ظل الأزمة التي وجد نفسه فيها.
وقد حاول المخرج وكاتب القصة (خيري بشارة) أن يوضح الأزمة التي يعاني منها أحمد بإلقاء الضوء على تاريخه وأحلامه وعلى علاقاته بمن حوله. فأحمد الذي ترك الريف ليتلقى تعليمه في القاهرة يراوده شعور دائم بأن براءته قد سرقت، حين يقول: (أنا لما سبت البلد براءتي إتسرقت مش قادر أرجعها تاني) .. فهو يرفض السكن في قلب القاهرة ويرفض أن ينصهر فيها.
وفي مقابل شخصية أحمد السلبي اللامبالي الذي يجد في عمه حسين الشاذلي السكير الفاشل مثلاً أعلى له، علماً بأن عمه هذا يجسد جيلاً سابقاً حطمته الهزيمة ولم يبق منه سوى حلم مكسور وحكايات بطولية واهية، نجد هناك نماذج لشخصيات أخرى في الفيلم أكثر إيجابية من أحمد الشاذلي.
إن وداد خطيبته التي تعمل بالصحافة أكثر إيجابية منه، فهي المرأة الجديدة المثقفة المتحررة والملتزمة في نفس الوقت، والتي ترفض أن تكون تابعاً للرجل بل نداً له. وهي أيضاً نقيض النموذج النسائي الآخر الذي يقدمه خيري بشارة .. نموذج المرأة الضائعة في شخصية سعاد (ماجدة الخطيب)، الوجه النسائي لأحمد الشاذلي، فهما ينتميان إلى الوسط الريفي الذي يعيش تمزقاً بين قيم القرية وقيم المدينة.
من خلال علاقات أحمد الشاذلي بمن حوله تتجسد الأزمة في داخله، ولكن هناك بقية شجاعة قديمة يمتلكها أحمد زيادة على الوعي الفكري الذي يحمله والذي يمارس عليه رقابة دائمة.
فالمشهد الأخير من الفيلم يوضح لنا موقف أحمد لرفض ما يدور وإيمانه بأن الحل لن يكون بعمل أفلام عن قضية مقتل عبدالعاطي وإنما عن دودة البلهارسيا التي تعيش في نخاع الفلاح المصري.
إن خيري بشارة وكاتب السيناريو (فايز غالي) في هذا الفيلم يدينان جيلاً كاملاً من خلال هذه النماذج السلبية التي تقوم بدور البطولة في الفيلم، وهما يصران حتى النهاية على عدم خلق أي تعاطف مع بطلهما. فالمتفرج هنا لا يجب أن يكون سلبياً يخرج من صالة العرض وهو راض عما شاهده، بل عليه أن يحكم على البطل ويرفض سلوكه.
أما اختيار العوامة لمكان إقامة أحمد الشاذلي فلم يأت اعتباطيا، فهي جزء من هذه الهامشية التي فرضت على جيل كامل ودفعته إلى الاستغراق في اللامبالاة. والمهم هنا أن أحمد ليس ميؤوسا منه، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي.
لقد نجح المخرج في توظيف إمكانياته التقنية والفنية لإظهار عمل جديد وجيد في صنعته السينمائية. حيث كان الإخراج ذو طابع مشوق وذلك لتتابع أحداثه بشكل غير ممل، بحيث يجعلك مشدوداً حتى النهاية.
لقد استعان خير بشارة بزميله المخرج (محمد خان) في تمثيل بعض مشاهد الفيلم، كذلك على نمط أفلام هيتشكوك يظهر لنا خير بشارة في لقطة عابرة وذكية ليس بها شيء من الإسفاف والخروج عن الموضوع.
أما اختيار الممثلين، فقد كان موفقاً إلى حد كبير، فأحمد زكي في دور جعلنا نفهم أبعاد الشخصية بكل مواقفها السلبية والإيجابية، أكدت على مقدرة هذا الفنان في تقمص أي شخصية وإتقانها. كذلك تيسير فهمي، التي كانت منطلقة واعية تملك الصدق والموهبة. أما الفنان الكبير كمال الشناوي في دور (حسين الشاذلي) فقد نجح في إظهار عمق الشخصية وتقمصها بقدرة فائقة تؤكد حرفيته كممثل له خبرته الطويلة في السينما، وهو بهذا الدور يقدم واحداً من أهم أدواره على الشاشة. وماجدة الخطيب في دور صغير لكنه يؤكد أهمية الدور الثانوي، حيث أعطت للدور كل ما يريده ونجحت في ذلك.
أما التصوير فكان ذو طبيعة واقعية شاعرية تؤكد مقدرة مدير التصوير محمود عبدالسميع على التصوير في الأماكن الحقيقية خارج الأستوديو.
والموسيقى لجهاد سامي، لم يكن لها دور رئيسي في الفيلم، فقد كانت أغلب المشاهد صامتة، فيما عدا مشهدين أو ثلاثة، ورغم ذلك فقد كان للصمت دوراً مهماً من خلال بعض المشاهد.

و(العوامة رقم 70) لغة سينمائية راقية حاولت قدر الإمكان عدم السقوط في توظيف مفرداتها من أجل الإبهار، وإنما من أجل تحقيق شيئاً جديداً يرفع من مستوى الفيلم المصري وينتشله من الإسفاف والاحتضار.


نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج في 28 نوفمبر 1983

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2008, 02:53 PM   #8
حابس المشعل
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حابس المشعل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 773

حابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعةحابس المشعل لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي موقع سينما تك


البريء

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يعتبر (البريء) من الأفلام الجريئة القليلة التي تناولت السلطة ونظام الحكم . فقد أثيرت حوله ضجة رقابية وإعلامية بسبب إعتراض الرقابة والحكومة المصرية على الكثير من مشاهده ، وبالتالي تأخر عرضه كثيراً .
يحكي الفيلم عن أحمد سبع الليل (أحمد زكي) الفلاح البسيط ، ويروي أدق التفاصيل عن حياته اليومية في الريف ، حيث يعيش هذا الفلاح مسالماً في قريته ، ملتحم بالأرض وهمومها ، مهتم بأهله وبمشاغله الحياتية المعيشية وإستمرارية الحياة . كل هذا قبل أن يطلب للخدمة العسكرية ، ويعين حارساً في معتقل سياسي بالصحراء . ويرى بنفسه أبناء الوطن يزجون في السجون . وعندما يسأل سبع الليل .. من هؤلاء المواطنين الذين يعاملون بهذه القسوة ؟ يأتيه الجواب .. بأنهم أعداء الوطن !! ولأنه مفروض عليه بأن يحمي الوطن فعليه أن يكون شرساً في معاملته لهؤلاء . وبذلك يتحول سبع الليل الى جلاد لنخبة من أدباء ومثقفين مصريين .. ويكون كلباً من كلاب الضابط شركس (محمود عبد العزيز) هذا العسكري السادي الذي يتلذذ بتعذيب المعتقلين بوحشية .
وفي يوم يصل فوج جديد من المعتقلين ، ليجد هذا الفلاح البسيط نفسه مضطراً لتعذيب إبن قريته ورفيق صباه حسين (ممدوح عبد العليم) . هنا يبدأ سبع الليل في التشكيك فيما يقوم به ، حيث لا يمكن أن يكون حسين عدواً للوطن !! هكذا يلح الهاجس عند سبع الليل . فيرفض تنفيذ أوامر الضابط ، لدرجة أنه يفضل أن يسجن مع صديقة حسين في زنزانة واحدة . وتصل الأمور لذروتها ، عندما يموت حسين من جراء التعذيب أمام ناظريه . وإنتقاماً لصديقه ولمجمل المعتقلين الأبرياء ، يتناول سبع الليل بندقيته الرشاش وهو أعلى برج المراقبة ويصوب على كل حراس المعتقل في غضب وتحدي . وبعد أن يقضي على الفساد (هكذا يعتقد) ، يتناول سبع الليل نايه الذي كان قد أمر برميه سابقاً ، ويبدأ في العزف عليه ، لولا أن رصاصة تنطلق من بندقية »بريء« آخر ترديه قتيلاً . لينتهي الفيلم بـالبريء الجديد وهو يسير بفخر مبتعداً بين جثث الجنود ، معتقداً بأنه قد قام بواجبه تجاه الوطن .

عند الحديث عن فيلم (البريء) ، لا بد لنا من التوقف كثيراً أمام أداء أحمد زكي كفنان كبير يمتلك طاقات تمثيلية عبقرية ، تشكل إختياراته لأدواره عاملاً مهماً في تألقه الفني . ففيلم (البريء) هو فيلم أحمد زكي بحق . وهذا ـ طبعاً ـ ليس إنتقاصاً من تميز فيلم جريء عميق الدلالة قوي الإخراج ، وإنما هي حقيقة واضحة تؤكد بأن الفيلم ينتمي الى أحمد زكي في جوانب كثيرة . فشخصية سبع الليل أداها هذا الفنان ببساطة وصلت أحياناً الى حد السذاجة التي يحتاجها الدور فعلاً ، ولم يتخل عنها لحظة واحدة . إننا نشعر بأن أحمد زكي لا يمثل وإنما يقدم جانباً من شخصية موجودة في أعماقه ولم تلوثها المدنية بعد . وأكاد أقول بأن عبقرية هذا الفنان هي التي جعلت من سبع الليل شخصية تتجاوز مرحلة السكون وتتحول من مجرد كلمات على الورق الى نبض حار متدفق ومؤثر ، حيث جاء ذلك بأسلوب بسيط ومتمكن في الأداء يعتمد اللمحة بدلاً من الكلمة وعلى الحركة عوضاً عن الصراخ الزاعق . إن ما سبق ، ليس إلا وسيلة للوصول الى حقيقة واحدة ، وهي أن أداء أحمد زكي كان هو الفيصل الحقيقي الذي جعلنا نصدق سبع الليل ، ونتابع معه خطوات مغامرته الكبيرة هذه . إنه بهذا الصدق في الأداء قد جعل المتفرج يتعاطف مع الشخصية الى درجة التماهي ، حيث أن المتفرج قد نسى أو تجاهل أن يفتش عن الأخطاء والسلبيات التي إحتواها الفيلم . بل إن هذا التماهي قد جعله لا يرى ما يمكن أن يخالف المنطق أحياناً . صحيح بأن فيلم (البريء) قد تناول موضوعاً خطيراً ومهماً ، إلا أن هذا التناول لم يتلائم وحساسية هذا الموضوع . فالمعالجة جاءت تقليدية وضاعت بين الميلودراما المؤثرة المصحوبة بالعنف ، وبين إطروحات الفن الملتزم والموضوع السياسي . لهذا جاء الفيلم ركيكاً في كتابته الدرامية ، معتمداً في نجاحه على فكرته الجريئة . إلا أنه يمكن الإشارة ، في أن السيناريو قد نجح في الخروج من إطار المعتقل ، عندما كانت الكاميرا في الريف مع سبع الليل ، تنقل لنا الخلفية الإجتماعية والحياتية لبطل الفيلم ، لكي تكون تصرفاته بعد ذلك كبرره ومنطقية . وفي المقابل ، لم ينجح السيناريو كثيراً في خروجه مع الضابط من المعتقل ، رغبة في إعطاء شخصيته عمقاً وبعداً نفسياً وإجتماعياً ، حيث لم يؤثر ذلك في شخصية الضابط ولم يبرر تصرفاته السادية .. بل كان من الأفضل الإستغناء عن هذه اللقطات ، طالما لم تؤد الغرض المطلوب منها .

 

حابس المشعل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:54 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.