رأيت فيما يرى النائم
أنني كنت في مكان غريب
يبدو انه منذ زمن بعيد
رجال و نساء لا اعرفهم
أشكالهم غريبة
و مظاهرهم اغرب.
و إذا برجل قد يكون مميز بينهم شكله أكثر وسامة.
قال لي : من أنت ؟
قلت له : أنا عبدالله الملحم .
قال لي : اسمك غريب علي . من أين أنت ؟
قلت : من بلاد العرب.
تغير شكل ذلك الرجل و بدأ الغضب يظهر على وجهه .
قلت: ما خطبك يا هذا ؟
قال: أنا أكرهكم لقد شوهتم صورتي
!!!!!
قلت له: نحن كيف ؟ ومن أنت ؟ و لماذا ؟
قال : أنا بلاتند Blatand ملك الدنمرك
قلت: (تصدق) اسمك ليس بــغريب على مسمعي ؟ هل تعطيني معلومات أكثر ؟
قال : (طيب) أنا الملك هاري بلاتند ملك الدنمرك و قد كان الناس يا عبدالله الملحم يقدرونني كثيرا في فترة ما بين 910 إلى 940 و لقد لقبني الناس بالسن الأزرق لأنني كنت اشتهرت بحب أكل التوت الأزرق كثيرا حتى أن لونها اثر على أسناني كثيرا فعرفت بهذا الاسم .
طبعا كعادتهم من يأتون بعدنا يحبون أن يكافئوننا و يعتزون بنا فتجد الكتاب و المخترعين يستخدمون أسمائنا .
لا اعلم لجذب المستخدم أم لامتنانهم لنا و حبهم. ولكن المهم أنهم يتذكروننا يا عبدالله .
طبعا من الذي شاء أن يكافئني إنها شركة اريكسون رائدة الاتصالات ففي عام 1994 اتفقوا على تسمية تقنيتهم الجديدة بلوتوث . طبعا استخدموا الاسم الانجليزي لأنها اللغة السائدة الآن ., و انضمت إليهم فيما بعد مجموعة من الشركات لتطوير هذه التقنية حتى أن عدد الشركات الآن يفوق 3000 شركة تسعى إلى تطوير هذه التقنية و تسمى مجموعة هذه الشركات SIG فهل عرفتني ؟
قلت له: طبعا عرفتك ؟ بس بودي أن تعطيني معلومات أكثر عن هذه التقنية ؟
قال لي : ابشر . التقنية مثل ما ذكرت لك ظهرت في عام 1994 و أول إصدار كان لها في عام 1999 و كان الهدف منها إيجاد حلول أفضل للشبكات الخاصة اللاسلكية و خصوصا أن تقنية الأشعة الحمراء كان لها عيوب كثيرة فقامت هذه الشركات بتطويري و إصداري إلى الأسواق بحيث يكون لي المميزات التالية :
• سرعة نقل أعلى و امن نقل المعلومات واستهلاك طاقة كهربائية اقل
• توفر في أي مكان لتبادل المعلومات بصورة أفضل و مميزات أخرى
قلت له : أنا لا أنكر فضل هذه التقنية و براعتها و فوائدها الكبيرة و نحن في بلاد العرب كثيرا ما نستخدمها
و لهذه التقنية ثقل واسع بيننا نحن العرب و لها جمهورها الكبير
و خاصة بعد توفرها في كثير من الأجهزة الجوالة و أجهزة الحاسب الشخصي و حتى السيارات حيث أن شركة أودي اضافة هذه التقنية في سياراتها ...
فبعد كل هذا الحب لماذا أنت تكرهنا ؟
قال لي و بنبرة حادة أحسست أنها نبرة المظلوم: من هم مستخدميها يا عبدالله الملحم ؟
أولئك الذئاب الذين ينقلون كل مافيه فسق الناس و كل ماهو مخل بالآداب
و يوزعون تلك الملفات الفاحشة بطريقة و لا أبشع .
قلت له: كل تقنية تعتبر سلاح ذو حدين ؟
قال لي: ألا تعلم أن كل الدراسات الأخيرة تثبت أن أكثر الناس تستخدمها فيما ذكرته لك.
ادخل مقهى و شغلني و سوف ترى أن المجال حولك كله تحول إلى حلبة مصارعه ليس بالأيدي
و لكن كيف يتفنن هذا و ذاك في نقل تلك الملفات القذرة و بلكمات بلوتوثية على حد تعبيرهم.
تعال ادخل منتزه يا عبدالله الملحم أو أي مكان عام ستجد الغالبية استخدموني في عمليات المعاكسة
و أصبحت الآن برتبة ( مغازلجي أول ) .....
كيف تريد أن أحبكم يا عبدالله الملحم ؟
لا أنكر أن هناك ناس كثيرون يستخدمونني في أمور هي أمور أنا اخترعت من اجلها في عمليات الشبكات و نقل الملفات و البرامج.....
و لكن الشر يعم و الخير يخص...
أصبح الناس يكرهون ذكر اسمي في المجالس و أصبحت أنا السبب الرئيسي في فساد أخلاق الكثير
ما ذنبي إذا وقعت في أيدي ناس لا تفهم و لا تعي فائدتي الحقيقة. هل عرفت قصتي يا عبدالله الملحم ؟؟؟
و فجأة استيقظت من النوم وأنا أخاطب نفسي و أقول :
مسكين يا بلوتوث ؟؟؟
مسكين يا بلوتوث ؟؟
...