الأعز : عبدالعزيز
ـــــــــــــــــــ
* * *
قلتَ بحياديّةٍ تامةٍ ما نصّه :
"بالفعل الإحساس غير مرئيّ ولهذا قد نجد النقّاد _ أحيانا_
يعارضونه لأنّهم يعتمدون على أدلّة لغويّة وتصويرة ومعايير
تحتّم تصنيفهم للنصوص "
لأنّ النقّاد لا يبنون آراءهم النقديّة على غير المرئي إيماناً منهم
بأنّ آراءهم الظاهرةً المرئيّة لا يمكن أنْ تَنتُج عن غير المرئيّ
- الفاعل ذلك هو القارئ البسيط و المعتمد على الذائقة و الإحساس
غير المرئيين - .
أمّا إجابتك على سؤالك :
" لماذا الإحساس شعلة ضوء ؟ وكيف ؟ "
فهي مُستبعدةٌ عندي لعدم صحّة التشبيه – من وجهة نظري –
كما بيّنتُ ذلك في الردّ السابق .
:
ما احتفظتْ به ذاكرتك من ذلك اللقاء سأوضّحه :
إنْ كان سؤالك مصيدة فلم تكن إجابتي إلاّ عفوية مستسلمة
وليستْ بحاجةٍ لمخالب السؤال 
حسناً لنفترض أمراً :
لو لم يكن رأيك كرأيي بأفضلية متعب التركي على مَن ذكرتهم
بسؤالك ..
هل أستطيع إقناعك بأنّه الأفضل ؟ وكيف ؟
* توضيح :
ليس فهد دوحان و بدر الحمد بالمتوغلين باللغة و الصور الذهنية
كما قلتَ .
قبل إجابتك سأعلّق :
في موضوعي السابق لم أنفِ وجود الإحساس في كلّ نص ..
بل ما نفيته و حاربته هو الاعتماد على الإحساس – فقط – في
نجاح نصّ ما وأنْ يكون هذا [ الإحساس ] حجّة الإعجاب والتصفيق و الأفضليّة .
أتحدث عن استدلالك بـ سليمان المانع لأؤكد :
لا يمكن أنْ يكون تميّز و نجاح سليمان المانع أو غيره مبنيّاً على الإحساس .. لسببٍ بسيط جداً وهو :
لا يمكن أنْ يتّفق أو يتشابه الجميع بإحساسهم تجاه شاعرٍ ما لينمّ هذا الاتفاق عن نجاح و تميّز ولو كان الأمر بهذه الصورة لأصبح شعراء الأغنية هم الشعراء فقط !!
:
أنا لستُ قاتلاً للإحساس – بدليل قولي السابق و موضوعي الأسبق –
بل أنا مَن يُريدك أنْ تمنح الإحساس أجنحة يُحلّق بها بدلاً من حبْسه
بقفص الاتهام وتحميله أكثر ممّا يحتمل .
:
-ربما أضطر لذكر حادثةٍ مُخجلة حدثتْ بنفس المكان
الذي سألتني به - 
أخيراً :
لا تعلم مدى سعادتي بالحوار والنقاش معك
فشكراً للطفك وكرمك .