مستشفى المجانين .. (متجدد)

[سالم حيد الجبري]

عيناكِ تلبسان البراءة لتخفيان الشَّبق خلف نظراتها،
وشفتاكِ تتلمظان تلك القُبلات الضَّائعة المتوارية خلف عدم الجُرأة، والقرار،
وأحاديثكِ المُعتَّقة بالرُّموز لسان حال أمسياتكِ اليتيمة عدا مظاهر بعلٍ بغلْ على السَّرير !!

أدركُ جيداً أنّكِ تُحفة !!
أنّكِ ثروة من اللَّحم المنحوت ال يشبه نحت من الرُّخام الفيكتوري،
وأنكِ قطعة من ضوء أقتطعتها السَّماء من قمر لتضيء المساءات الحالكة،
بيد أنَّ السَّماء قد أهدتكِ لثمةٍ أعمى،
وربما لثمةِ أبله،
وربما لرجلٍ ليس له من الرَّجولةِ غير اسمها !!

أعرفُ أنكٍ ماكرة خبيثة !!
تمارسين الخيانة بشتَّى الطُّرق
بالأحلام،
والخيالات،
والوسائد الخالية !!
ولكن .... حذاري من أن تنطقين أحد الأسماء أثناء النَّشوة،
والرَّعشة اللَّذيذة المجنونة !!

صحيح أنكِ قارورة من خمر، وعسل،
وأن تلك المفاصل الفيكتورية الجميلة النبيلة
الرشيقة الحميمة
تستحق الحرير، والذهب،
والمكانة الرَّفيعة العالية،
وأنكِ جنَّة زاخرة بالتُّفاح، والعنب !!
وصحيح أيضاً أن ثمّة هاتف يعانق مسامعكِ بين حينٍ، وآخر : قريباً سيبدو العمر، وكأنه قد ذهب !!
لكنكِ لست الوحيدة في هذا الشَّرق البليد !!


من وحي الحقائق التي لا يعرفها غير المجانين.


* أكثر شخص مكروه عند الناس، هو الذي يقول الحقيقة.

أفلاطون.


كل عام، وأنتِ الضَّحية.