يا نفثة ..
أتعلمينَ أنّكِ اتيتِ هُنا بشيئين :
أحدهما أخذني من تلافيفِ عقلي إلى فضاءٍ ما , وجدتُني هناك صغيرةً جدّاً بحجمِ عقلةِ اصبع و كانَ كلُّ شيءٍ كبيراً يتضخّمُ بقسوةٍ غيرَ آبهٍ بذهولي , الكذبُ كانَ بلونٍ واحد و لكنّهُ مبهم , شيءٌ ما يُشبهُ لونَ دمعةِ كوكبٍ سقطَ على رأسهِ و تبعثرت أفكارهُ و فُضحت ألاعيبُ شمسهِ و كذباتُ قمرهِ البيضاء ,
و الآخر , لفّني بوشاحٍ عجيبٍ تتداخل فيهِ خيوطٌ حريريّةٌ و أخرى حديديّة , و وجدتني أفقدُ صوتي و أستعيدهُ ثمَّ أفقد , و أسترجعَ الذّاكرةَ كمجرّةٍ من آلافِ النّجوم , استفاقت فوجدت نفسها عشّ عصفورٍ صغير ,
كنتِ هُنا يا نفثة , كالسّكتةِ القلبيّة - و أعلمُ انّكِ ستعينَ ما أقول - , كنتِ كصرخةِ طفلٍ في وجهِ الحياة , و كاندثارِ نيزكٍ ملأَ السّماءَ بناره / بضوءهِ ثمَّ سكَنَ مخيّلات الاطفال !
قريبةٌ جدّاً و ربّكِ .