مرحبا ..
غالباً ما ينتهي بي المطاف في غضون ترحالي إلى دولة عربية .. و غالباً ما ألازم غرفتي ولا أحبذ الخروج ..
تأملتُ اليوم من نافذة غرفتي الأبراج الصامتة و العمارات الشاهقة و استرسلتُ في خطابها بوجداني فإذا بها صامتةٌ لا تجيبُ ، تسائلتُ : مر وقت صلاة الفجر و الظهر و العصر و لم اسمع أي صوت للأذان.. فتعجبتُ و كأني في دولة أجنبية غير مسلمة .
اشتقت كثيرا لبعض الدول العربية لأني ما إن أصافح فراشي إلا و اسمعُ صوت بلالٍ يجلجل في أرجاء المعمورة .. فيغمرني شعور رائع لا مثيل له خصوصا بعد أن أكون قادما من سفر طويل المقام في دولٍ أجنبية ..
فعلاً : الروح تحتاج الكثير من الإعتناء أكثر من الإعتناء بالجسد.
فأحببتُ أن تكون الأبعاد متنفسي و لم أشترط التنقيح أو الومضات الإبداعية ..
فجاءت هذه على السجية ، و آمل أن لا تكون نشازا على أسماع حضراتكم:
سحابٌ صامتٌ بين السحاب
و أشباحٌ تهمهمُ في الضبابِ
سليني ما الذي استدعى سؤالي
إليكِ فانتكستِ عن الجوابِ
سليني كيفَ أشعرُ في حماكِ
وحيداً لا أنادِمُ غير بابي؟
سليني و الجمالُ هنا حداني
إليكِ كيفَ صاحبني اكتئابي؟
منيفاتٌ على الأفقِ استهامت
غِضاباً في ابتسامات الذئابِ
تراباً أودع الإنسانُ فيه
طباعَ النجمِ في جسدِ الترابِ
أرى نفسي و هذي الأرض أرضي
بها أهلي و صحبي في اغترابِ
يمر هنا الأذانُ على حياءٍ
من الغرباء أو خوف العقابِ
هبوني خيمةً تؤي أديمي
و صوتاً خاشعا يروي سرابي
لعيشٍ في البداوة أصطفيه
أحب إليَّ من مُدُنِ الكلابِ
رعا الله البداوةَ كم أتاحت
لروحي أن تعيش مع الروابي