بين يدي الأميرة. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 535 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - مشاركات : 8 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 472 - )           »          كلي أرق (الكاتـب : غازي بن عالي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2 - )           »          صورة من مدينتي ❤ (الكاتـب : الجود - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 163 - )           »          لحن أغنيتي (الكاتـب : محمد المغضي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          المقهى (الكاتـب : كريم العفيدلي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          بعثرة حرف !!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : فيصل خليل - مشاركات : 484 - )           »          ورده رقيقه .. (الكاتـب : تفاصيل منسيه - مشاركات : 5 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-15-2012, 12:14 AM   #1
عبد الرزاق دخين
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الرزاق دخين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

عبد الرزاق دخين غير متواجد حاليا

افتراضي بين يدي الأميرة.




بين يدي الأميرة.

كما تخفي الحسناءُ حاجةَ الحبيبِ تحتَ ثيابها
تخفي الأيامُ صروفَها تحتَ مسمياتها،
وكما تتبخر قوارير العطر
تتبخر أنفاسنا..
آهاتنا..
نبضاتنا،
فتضيع أعمارنا رويداً رويد.

ذات مساءٍ يا أميرتي..
أضعتُ عقلي على صحنِ سريرها،
ونسيتُ عيوني تحتَ ثيابها،
وغدوتُ - للهِ أنا.. - مجنوناً أعمى.

آواه.. يا أميرتي من كيدِ النِّساء!

هكذا صرتُ أمضي!..
أتوكأ الجدران،
وأتلمس الأشياء،
كي أهتدي،
وتأخذني الخُطى بينَ الغواني،
فتقع يدي حيناً على خدٍ هنا،
ونهدٍ هناك،
وحيناً على خاصرةٍ هيفاءٍ قد امطرتْ
هذي تبتسم،
وتي تعضُّ لساني،
وتلك تقضمُ بناني
حتَّى غدتْ الأكفُ دونَ البنان،
ومرت الأيامُ بصُروفها،
وذات يومٍ يا أميرتي..
أشارَ الشِّعرُ عليَّ أن أمضي عندَ عوانسِ الكُرُوم،
فذهبتُ،
وفرشتُ بساطي تحتَ ظلالها،
وتوسَّدتُ منها الجذوع،
وسمعتُ العذوقَ في شفاهِ الرِّيحِ تبكي أوجاعها،
وسمعتُ اليمامَ تقول :
هاتْ العيون نحو الشَّفق - وما علمت بضياع العيون! - :
هذي السِّحابُ قد ضاعَ بياضُ ضُحاها،
ففرتْ نحو الغروب،
وتراءت للعيون باصفرار وجنتيها،
واحمرار ناظريها،
وهذي الأصيل الغارقة خلفَ الأفق - أنظرْ كيفَ تبكي النَّهار؟! -،
فبكيت معها حتَّى صرتُ بقايا ورقٍ
من ديوانِ شعرٍ مزقته الرِّياح..
يأخذني هُبُوبُ العطرِ،
فأتوهُ بينَ سيقانِ الزَّهرِ تارةً،
وتارةً أعلقُ بينَ أشواكِها..
حتَّى جاءتْ بي أنفاسُ العطرِ عندَ نوافذكِ،
وألقتْ بي رفقاً إلى خداعكِ،
والآن يا أميرتي..
إن شئتِ ضعيني دفاترَ شعرٍ على رفوفِ مكتبتكِ،
أو أصنعي من ضلوعي منضدةً لقواريرِ عطركِ،
أو اشنقيني بخزانةِ ملابسكِ،
ثمَّ ابكي معي،
وان شئتِ ألقي بي إلى الجحيمِ.. من النَّافذة.

 

التوقيع


أعمى هو المساء الَّذي ليس فيه قمرًا.

عبد الرزاق دخين غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.