....
...
..
.
تبلّلَتْ الروح يا غيمتي الفينوسية، تبللتْ السماءُ بارتواءاتِنا وبدأتْ تهطِلُ الحياةَ بِنا، ها هي الأنحاءُ كلُّها تفيض من المطر..
" تعااااااااااااااال اقرِبْ
لظى الأنفاسْ واشواقي مدينةْ غيمْ
أبـَ مْطرْ لكْ
أبـَ مْطرْ بِكْ
أبـَ مْطرْ نـا
هديرْ و ديــــمْ ..
وابحكي لك تفاصيلي على وجهِك
شفايفْ تلتهب وتهيمْ ..
دموعْ وزفرةٍ ( تُصلَب)
على غصونِ الوفا أطواقْ . .
(حنانيْكَ اقترب إنّي)
رحيقْ بْـ زهرة الأشواق "
المطرُ في حوشِ المنزلِ يراود طُفولتي وشغبي القديم المتمسك فيّ، يُنادي عليّ من خلفِ النوافذِ كي أُخرجَ طاقتي وأغسِلَها بحَباتِهِ الشفافة، ها أنا أفقدُ نفسي، وأتركُ العالمَ الإسمنتيّ خلفي وأركضُ حافيةً تحتَ المطر، أدقُّ بخلخالي عبثيّةَ الأرض.. وأبثُّ صدري إلى الغيوم.. أحضنُها وأدُور بها حولَ خاصِرةِ الأحزان، أنا وأنتَ تحتَ المطر، نلهو نُصافِحُ الزّمانَ كأنّهُ صديقٌ قديم.... وأذووووووبُ كالسّكر في حبّاته، يااااااه : ( المطر راح وما بللني كامل : ( شو ها الحظ يا ربي : (
أنتَ هُناكَ في غربِ النّواحي النّخيلية، وأنا هُنا على امْتدادِ روحِكَ أعبثُ تحتَ ذاتِ القَطَراتِ التي تُبلّلُ شعْرك البرونزي الرائع.. أشعرُ أنني ألْتَحِمُ معَكَ الآن على ابْتِعادِ المسافات والصحاري المتبعثرة التي تفصلنا، ولكنّ المطرَ أمطرَنا سوِيّا، لمْ يأبَه بِقسوَةِ هذِهِ الصّحراء، انْتفضَ بِنا ليَجمعَنا تحتَ عينيْهِ الزَرقاوين في حبٍّ يفيض ويفيض يفيض.. ها أنا أنْطَفِئ في آخر حبّةٍ تجمعنا.. وأنتَ ما زِلتَ خلف تِلكَ النّافذةِ مُترعٌ بكلِّ ما فِيكَ من المَطر.. أُحبّكَ فوقَ ما يَقولُ المطرُ للسّماءِ هيت لك.. أحبك تحتَ المطر.. وخلفَ المطر.. وقبلَ المطر.. وبعدَ المطر.. أحبكَ أمامَ هذه الخليقة الشعثاء .. وأمامَ الإله.. وخلفَه .. أحبكَ كلّما ذُبتُ في حناياكَ وكُلّما أفَقْتُ.... فقطْ احضنِ المطر الآن.. لتعلم أنني اتقاطرك حبة حبة...
.
..
...
....
زينب.....