هكذا تمضي السنون ..
وتذوي الزنابق..
وتكبر سنبلة الوقت ..
في العراء وحدي ..
لا رياح ولا حجر ولا بشر ..
ألملم أضلعي الهاربة ..
أسترجع النبرات المغتربة ..
وأعيد أسئلة الوقت ..
فأقف بلا إجابة بين حد الغروب وبين تفاصيل المساء الثقيل ..
شجرة الحزن تنمو سريعا في غابة الأسى..
تطاردني خيول جامحة في صحراء الواقع ..
فيملئني شحوب الظلام..
حد الغرق ..
فأجدني في آخر الليل ..
واقف على غصن روحي ..
وحيدا أنا وبوحي ..
غبش انسكب في أوردة الأفق ..
فأمد يد شوقي لأصافح قمر السماء ..
فيلامسني بأنامل حنين مضمخ بها الضوء ..
وأشكو للغيم ، للنجوم ، للمجرة ..
لرمل الذاكرة الذي ملأ الطرقات ..
وعلى رصيف الذات تقف معي حفنة مواعيد تنتظر البعيد الذي لم يأتِ ..
أبحث عن ما نقص مني في زحام الألق ..
في تخوم الإنكسارات ووجوم العبارات..
في قوافل الغياب التي لا زالت تتوافد تبعا بلا انقطاع وتوقف ..
فاسمع صوتي يناديني ..لا أحد هنا سوى أنت وزنابق ذابلة ..
فأهرب نحوي أكثر ولا أجدني .