لماذا أبعاد ... ؟
كثيراً ما نثورُ لأجلِ صديقٍ أخطأ في حقّنا أو أخٍ أو ابنٍ أو حتّى لأجل وطن .. نثور و نقيم الدنيا و نقعدها , نغضب و نهجر و لكننا نعود , نعودُ دوماً بذات حنين اللقاءِ الأوّل ..
أو ربما تتملكنا رغبة ذات يوم في الرّحيل أو في الهجرة إلى المنفى , في غربةٍ قد تُشعل فينا ما أطفأهُ الوطن , و لكننا رغمَ ذلك نعود ..
جميع المغتربين الذين هاجروا , حتّى أولئكَ الّذين تركوا بلادهم غير ناوين على العودة , تعلّموا معنى أن يكون لكَ وطن ,
معنى ان تنتمي لمكانٍ ما , أن تشعر أنّه جزءٌ منكَ , و لا يهم أن تكون جزءاً منهُ ..
الغربة تعلّم حبّ الوطن , تُعلّم كيف يحبُّ الواحد منا الوطن , كيفَ يكون به و له حتّى لو كان بعيداً عنه .
قد يشتمُ أحدهم أوضاع وطنهِ و قد يستنكرُ تصرفات أهله و لكنّه يعودُ دوماً و يحتضنُ ترابه و يقبّله ,
لأنّ الانتماء شعورٌ داخليّ , شعورٌ تطوّرهُ ذواتنا لتشعر بأمان الانتماء و سكينته ,
شعورٌ يجعلُ صدورنا تضجُّ بالحنين , و يجعلنا نرى الوطن بعين القلب فإذا ما ابتعدنا يوماً لسببٍ أو لآخر,
تفتّحَت بصائرُ قلوبنا و رأت ذاك المارد العظيم في داخلنا يسحبنا من أطرافِ أصابعنا , إلى الحبِّ الأوّل و لكن بخطىً أكثرَ ثقة .
لماذا تذهبُ بعضُ الأقلام , تغيبُ تغيبُ ثمّ تعود ؟
:
لماذا ..... أبعاد ؟
لماذا تثور أقلامنا من أجلِ ظاهرةٍ ما , ولماذا نحاولُ بشتّى الوسائل درءِ خطرٍ قد نراهُ يحيطُ بوطننا , حتّى لو كلّفنا ذلك بعضاً منّا ؟
:
لماذا ... أبعاد ؟
لماذا نفتحُ هنا و هناك متصفّحاتٍ لنقاش أقلامنا و أقلامهم , و طريقة حضورها ,
نتحدث تارة عن الابتعاد و تارة أخرى عن الابداع و تارة عن الشللية ,
و ننقدُ و نرسم خطوطاً عريضة لوطنٍ نحبّ أن يكون و أهلٍ نرغبُ أن نكون بهم ؟
لماذا نبحثُ دوماً عن التغيير نحو الأفضل , عن الرّيادة , عن التّطور , عن معالجة الأخطاء ؟
:
و السّؤال موجّهٌ لكَ و لي و لها و لكم ...
لماذا ... أبعاد ؟