:
وأعود للأبجدية الأولى حيثُ خطفتك لتُطلقيني وجعاً ،
لماذا أنا مٌحبط التفكير مُجهد العاطفة ، لماذا يقتات الشلل
أطراف حواسي الخمس وأنتِ السادسة ؟
غصّت بي الأيام .. والذاكرة تتسول حنينك في طُرقات
الدم لتُشير كُل الأنوار بضوءها حمراء !
كيف أنجو بنفسي وقد وقعت مواثيق البقاء على
جبينك وكفّيك الباردة ، كيف أنجو برائحتك المُعتقه
في صدري التي تخز الذاكرة كُل تنّفس !
كيف للماء أن يتدفق وأنتِ قد رعيتيه من
المهد حتى صدرك !
وإني أسألك ؟
أحقاً الرحيل هزيمة والوجع طريقه الجبلي ؟
وإني أسمع روحي تصرخ مُمسكة
برأس أظافرك : الفقد مؤلم حين
تحتاجه !
يا حبيبتي قد فقدَ ظهرنا الورود المخبئة خلفه ،
قد جف عِطر الكلمات بين شفتينا .
الموت أطوّل حياة منّا ، إنه يحتفل بِنا في جنازة
مسيرتها ألف عام حتى يضيق القبر أكثر
حتى تركض خلفنا ألسنة قائلة :
[ تجاوزوا الصدق كثيراً ] !
لا تقلقي
إعتاد البرد جسدي فلا أشكو بعثرة تُربة عظامي
والرياح المختبئة خلف الأبواب والنوافذ
قد ملّتني !
هُنا بجانبي .. هٌناك بجانبك .. أشلائي ممزقة كأوراق
الخريف وأنتِ السائح التعيس في فصلي !
إنني أشعر بأذيال الخيبة تَكنُس أحلامي مع بقايا
الأرصفة ، حُبك الذي كان جنة سقطتُ من
سراطه عند آخر خطوة !
!