ثغرة في جدار القلب - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1693 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 3 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 328 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 75196 - )           »          ~ وش يقول الشاعر 🍺 (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 240 - )           »          صباح الـ إيش !!!!! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 1391 - )           »          ياروح الروح ^_^ (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 265 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 4464 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : رحيل - مشاركات : 11 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - مشاركات : 438 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-27-2013, 11:03 PM   #1
سارة النمس
( كاتبة جزائرية )

افتراضي ثغرة في جدار القلب


قد قالها صراحة :

- أنتِ قبيحة جدّا ، لا أراكِ جميلةً ، قوامكِ النحيف لا يعجبني ، شعركِ الأسود ، عيناكِ المخيفتان ، شفتاكِ الممتلئتان ، أكره كل شيء فيكِ ، صوت ضحكتكِ العالي ، نبرة صوتكِ و أنت غاضبة ، طريقة أكلك و أنت تستعملين يديك بدل الشوكة و السكين ، أكره موسيقى الروك التي تسمعينها ، أكره االفوضى التي تحدثينها في غرفتِنا ، لا تروقني أقمصة نومكِ الفاضحة التي تتقمصين فيها أحياناً دور الخادمة و أحياناً دور الراقصة المتعرية ، لا أحب استفزازك لي و نظرتكِ و أنتِ تسحبين أنفاساً من سيجارتكِ التي تشبهك ، ببساطة أنا لا أراكِ أنثى ،و أنتِ لا تثيرينني و لا أكتفي بعدم حبي فحسب بل أكرهكِ و بشدة ، و لكرهي أسباب أخرى أيضاً لم أذكرها بعد ، فأنتِ قاسية القلب جدّا ، ليس فيك ذرة حنان واحدة ، لا تشفقين أبداً على أحد ، لم تحضري يوماً لي مطهراً إن جرحت يدي ، ما عانقتني يوماً و أنا أبكي ، بل كنتِ تسخرين مني دائماً قائلة أنه ليس على الرجل أن يبكي ! رغم أن الرجل إنسان يتألم ، يتوجع ، يخاف ، يبكي ، الرجل إنسان مثلكِ ، عفواً نسيت أنك لا تمتين بصلة إلى الإنسانية . .

لم أشعر يوماً أنني رجل كاف لكِ ، لم تنتش يوماً بعد ممارسة الحب ، لقد كنتُ لكِ كالعبد على السرير ، يلبي كل حاجاتك الأنثوية ، يحاول أن يخدمك كيفما استطاع ، و لكنكِ أبداً لم تكوني راضية أو سعيدة يوماً ، و أجدني اليوم بعد كل هذه السنوات حائرًا لست أدري من ألوم حقاً ، ألومني أنا الذي انجرفت وراءك ، و تورطت بك ؟ أم ألومك أنتِ لأنك قبيحة لهذا الحد ، قاسية لهذه الدرجة .

- تقول لي هذا الآن ؟ بعد ثماني سنوات ؟

- لقد تطلّب الأمر مني كل هذا الوقت لأعترف ، ربما كنتُ جبانًا

- لما ؟

- لأنني كنت مغفلاً ، كنت أحبكِ حقاً رغم كل جفائك و قبحك و قسوتك ، عجرفتك ، ابتذالك ، لقد كنت أحمقاً لأنني وقعت في شباكك

- تقصد أنك ما عدت تحبني ؟ و لهذا اليوم تحاول الرحيل لأول مرة ؟

- أنا لستُ أحاول الرحيل ، فهذا ليس موضوعنا ، أنا أرحل الآن ، أنتِ ترحلين ، هذا ليس مهماً ، أحاول أن أكون صادقاً ، أحاول أن أخبرك كم أكرهكِ

- هل صدّقت نفسكَ أنكَ كرهتني حقاً ؟ هههههههههههههههه ، بوسعكَ أن ترحل و لكن ليس بوسعك أن تكرهني أبداً ، قلبك ملكي أنا

- سأرحل إذا و سأعيش من اليوم بلا قلب ، لست أفهم لما لليوم لازلتِ تستمرين بتعذيبي ، رغم أنني أحببتك أكثر من أي رجل آخر ، أعطيتكِ كل ما أملك ، أعطيتك قلبي و حبي و جسدي ، وهبتكِ كل ما كنتِ تحلمين به ، بيتاً و سيارة ، دار الأزياء التي تحمل اسمك و التي طالما حلمت بها و أنتِ فقيرة لم يكن بوسعك اقتناء قنينة عطر أو أحمر شفاه ، لقد كنتِ نكرة ، و أنا الذي صنعت لكِ اسماً ، أنا الذي خلقت لك كل هذا العالم الذي تعيشين فيه ،و مع هذا لم تجرئي على حبّي

- قبل أن أوقع وثيقة الزواج ، أخبرتك أنني لن أحبكَ أبدًا و أنت قبلت ووقعتَ مغمض العينين

- وقعت كالأبله على أمل أن تحبينني يوماً و لكنكِ كنتِ صادقة الوعد ، لم أتمكن من جعلكِ تحبينني ، و لكنكِ تمكنتِ أن تجعلي مني رجلاً تعساً يكرهكِ أكثر مما يكره أي شيء آخر

- لقد أطلت الحديث كثيراً و أعتقد أننا بحاجة إلى خاتمة . . إفعل ما تراه مناسباً

- فلنفترق . . .

- فليكن ! إبحث لكَ عن امرأة تناسبكَ أكثر منّي و عش حياتك كما تشتهي ، أنتَ تستحق أن تعيش سعيداً

- ماذا عنكِ ؟ ما الذي ستفعلينه ؟

- لما تسألُ عنّي ؟ أنا من الآن خارج دائرة حياتك

- مجرد فضول . . لا أكثر !

- حسناً هل تذكر طبيب الأسنان الذي قام بحشو ضرسي آخر مرة ؟ هو مغرمٌ بي ، و أتوقع أنني عندما أصبح حرة ، أنه سيعرض الزواج عليّ ، أعتقد أنني سأوافق ، كما أعتقد أنني سأناسبه

- آه يا إلهي . . لابدّ أنكِ كنتِ تخونني معه ! كيف لم أحدس هذا ؟ ؟

- أنا لا أخون يا عزيزي ، لا أحبذ علاقات مشبوهة عفنة ، تفوح منها رائحة كريهة قد أكون امرأة قبيحة كما قلت عنّي ، و قد أكون قاسية حقاً و ربما أقوى مماّ تنتظره من المرأة ، قد لا أتحلى ب " اتيكات " السيدة الراقية كما تحدثتَ عني ، فأنا أحب أن أكون على طبيعتي في كل شيء ، أحب أن أكون حرة على السرير رفقة زوجي ، فأنا من الليلة الأولى لم أمثل عليكَ أنني لا أعرف شيئاً عن الجنس ، لا أحب أن أستلقي مثل دمية تلهو أنت بها ، كما كنتَ تتحرش بي كلما كنت نائمة لأنني في قمة هدوئي ، لا أحب أن أخبرك أنك تجيد ممارسة الحب و أنت لا تجيد و لا تعرف عنه شيئًا ، و أنت تلامسني و كأنك تخشى أن أنكسر أو أذوب بين يديك ، ربما ما كان عليك أن تكون عبدًا ، بل أسدًا ، و كما اعترفت أنت ، سأعترف أنا ، لقد كنت فاشلاً على الفراش و رغم كلّ ما وهبتني إياه من مال و بيت و سيارة ، غير أنني كنت تعيسة جنسياً ، و لكنني لم أخنك ، كنت أخونكَ بطرق أخرى ، كأن أغازل بطلاً على شاشة التلفاز ، أخونك و أنا أمارس أحياناً عاداتي السرية و أنا أشاهد فيلمًا إباحيا ، لكن لم أهب جسدي لرجل غيرك ، رغم أنه يكرهك و يبغضك أكثر مما بغضتني أنت . .

نعم أنا لم أكن امرأة راقية بالنسبة لكَ ، لأنني لا أستمتع بالأكل إلا و أنا ألعق أصابعي ، إلا و أنا أطعم نفسي بنفسي ، بلا شوكة و بلا سكين ، و كان هذا يحرجك ، كنت تريد منّي أن أغيّر طبقة صوتي عندما أحدث الناس ، و أن أبرمج الضحكة قبل أن تخرج من فمي أردتَ أن أكون إمرأة أخرى ليست أنا ، فعن أي حب تتحدث ؟ كان عليك أن تحبني كما أنا . . أو لا تحبني أبدًا أما عن طبيب أسناني ، فهو رجل صالح ، لم يعرض عليّ أن أخونك معه ، و لم يتحرش بي ، و لكنني اكتشفت حبه بنفسي ، هو رجل وسيم ، ناجح ، ذكيّ جدّا ، مرح ، و صديق جيّد ، و ليس من الصعب على المرأة أن تحدس حب رجل لها .

- هكذا إذاً ، يبدو أنكِ خططتِ لكل شيء

- .................................................. ......

- لقد تعمدّتِ أن تدفعيني لكرهكِ و احتقارك ، و بالغتِ في تعذيبي ، و جعلتِ من حياتي مستحيلة ، فقط لتتخلصي مني ، لأختار بنفسي قرار الرحيل ، كي تكوني معه ، أنتِ أخطر ممّا توقعت !

- أبداً . . لقد أصبحت حياتنا مستحيلة ، و أصبح الكره متبادلاً ، لازلتَ شاباً و بوسعك أن تبدأ حياتك من الصفر مع أخرى

- تعتقدين أنني لم أحاول ؟ لقد حاولت أن أخونكِ فعجزت ، حاولت أن أحب غيركِ ما استطعت ، عرفت من هنّ أجمل منكِ ، أطيب ، أحنّ ، و لكن أنتِ ، آه يا إلهي كنتِ مثل السرطان الذي استقر بقلبي ، كل شيء يبدو مختلفاً مع غيركِ ، كل شيء يبدو أقلّ لذة و كأنني أدمنت تعذيبكِ و استحليت مرارتكِ ، و كأنّ التعاسة إلى جانبكِ سعادة ، و السعادة مع غيركِ تعاسة ، ما الذي فعلتِه بي ؟

- .................................................. .......

- أتعلمين ماذا . . ؟ سأترككِ و لكن ليس من أجلي و لكن من أجلكِ أنتِ ، ربما قد تسعدين مع رجل آخر ، اذهبي حيث تشائين ، و لكن هل بوسع أي رجل أن يحبكِ مثلما فعلتُ أنا ؟ و إن شعرتِ أنكِ لستِ بخير ، أو ما عدتِ سعيدة ما غيري ، عودي إليّ ، سأكون بانتظاركِ دائماً ، معتكفاً ، أشتهي اللقاء ، و أشتهي سخريتكِ مني ، و أن أراكِ نائمة كالملاك و ضوء الشمسِ يضيء غمازتكِ التي تتربع على عرش خدّك الجميل ، سأشتاق عدّ الشامات التي على عنقك ، سأشتاق تقبيلها ، و سأشتاق لحظة تستيقظين من كابوس مفزع لتعودي إلى النوم و أنتِ ترتجفين بين أحضاني ، تمتمين بكلمات لا أفهمها ، لتستيقظي اليوم الموالي و أنتِ على عجل ، ليس لديكِ الوقت لشرب قهوة الصباح معي ، و لا لمناقشة أحلام ليلة أمس .
سأظل أحبكِ دائماً ، و أعتذر بشدّة لأنني لم أستطع إسعادكِ يا غاليتي ، وداعاً .

قال ما قاله ، ثم حمل حقيبته بسرعة :

- أنتَ لم تسألني لما بقيت معكَ طيلة هذه السنوات ؟ رغم أنك لم تناسبني و لم أكن أناسبك

- لستُ أدري . . ربما كنتِ بحاجة إلى من يحقق أحلامك ، و ضحيتِ برغبات مقابل أخرى

- لأنكَ أحببتني حقاً و احتويتني و تحملتني . . ! وجدتُ فيك الدفء و الحنان الذي كنت أفتقر إليه ، كنت بحاجته رغم أنني لم أظهر يوماً مدى احتياجي إليه ، لأنكَ كنت تأكل الأطباق الفاشلة التي أعددتها ، و تسمع بصبر موسيقى الروك التي أعشقها ، لأنك تتحمل الإحراج الذي أسببه لك أحيانًا أمام أصدقاءك بطيشي ، و لا مبالاتي ، و لأنك حققتَ كلّ أحلامي ، أعتقد أنه لازال بوسعك أن تتحملني ، و لازال بوسعي أن أتحملك ، فأنا رغم كل مشاكلنا ، و رغم أنني لم أعترف لكَ يوماً ، غير أنني " أحبك " ، أحبك على طريقتي التي لا تروق لكَ ، و كل كلماتي الجارحة هي ردود و أسلوبي في الدفاع عن نفسي و إنقاذ ما تبقى لديّ من كرامة . و وحده الحب ما جعلني أبقى إلى جانبك ، كان بوسعي أن أتركك منذ زمن و أبحث عن رجل آخر يحقق أحلامي ، كان بوسعي أن أخونكَ ، و لكن لأنك أطيب رجل صادفته بحياتي ، لأنك أحن عليّ من والدتي التي تخلّت عني فور ولادتي ، لأنكَ أحببت امرأة سيئة مثلي ، وجدتني أحبك

لا ترحل . . .

و بوسعي أن أهدأ من أجلك و بوسعك أن تثور من أجلي . فما يربط بيننا ، أسمى من كلّ هذا ، روحك و روحي خلقتا من أجل بعضهما البعض ، الله لا يخلق للإنسان أكثر من توأم لروحه ، قد أجد رجلاً أفضل منك ، و لكن من غيرك سيحبني و يحتويني و يتحملني ، من غيرك سيكمل روحي أيها المجنون ؟ لا ترحل غيّر ملابسك ، و دعني أحضر لك طبقًا مكسيكيا ، الفاهيتا التي تحب ، فأنا تعلمت إعدادها من أجلك .

انتهت

27 أيلول 2013


سارة النمس





أشكر من أعماق قلبي كل من وصل إلى هنا
تكرّم عليّ بوقته و قرأ .

 

التوقيع


لقد فهمتُ أخيراً معنى أن تتركَ وطنك لتكون في وطن الغير
الأمر أشبه بأن تترك بيتك و تمكث ضيفاً في بيت آخر
ستدرك أنك مهما مكثت ستظل ضيفاً و لست صاحب البيت !

من رواية " الحب بنكهة جزائرية "

سارة النمس غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حلم القلب رافع غازي الصخري أبعاد الشعر الشعبي 18 04-28-2012 03:31 PM
.. القلب المفتوح .. عبدالله الجودي أبعاد المقال 8 03-13-2012 08:11 PM
على جدار / القلب × ذهب أبعاد الهدوء 10 12-24-2011 02:47 AM
القلب يريد إسقاط الحب ..! فهد العوده أبعاد النثر الأدبي 3 12-07-2011 10:55 PM
فلسفة القلب الحي.! رداد السلامي أبعاد الهدوء 0 10-06-2011 09:19 PM


الساعة الآن 04:27 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.