.
.
وإذا ما أزهرَ الحُزنُ على ناصيةِ العام ..
أطلبُ شخصاً على مائدةِ العشاء ,
وأتوقع أنه حبيبي .
أمرُّ على كذبةٍ بيضَاء !
أقبّل يد المقاعد الرحيمة .. وأتأرجح في بقعة إغماء !
جاء الصوتُ البارد ..
كنُطفةٍ نحيلة , التصقت بخدّ عاقر !
جاءَ بشيءِ منَ الصدق ,
الذي يستجمع قواه ..
ويكذب ..
للمرة الأولى في حياته يكذب ,
وأكذب .
وأفرزُ مشهداً مُوجعاً و منحدراً .. لسيّدة تتقرفص .
تغنّيتُ بالهزيمة التي تجيىء في مقتل
.. لأنها ستحتضنني فيما بعد .
وسألتُ المظلاّت الواقفة :
أكنتُ أتحصّل على حقي الطبيعي من المطر .. ؟
وأتذكّرك .
قالتْ عيني :
أنَا على فراشي منذ أعوامٍ , فأينَ أنتِ ؟
فجَاءتْني في منامِي فكرة .
جاءت فكرة الدمعِ ..
منْ ُفقاعة صابون حُبلى بالهمْ ,
فرُزقتْ بعشرةِ أظافر ! و فتيَاتٍ كاذباتْ ,
وشربتُ معهَا نخبَ الأخاديدِ الطويلة .
ماذا عنك ؟
مثلمَا أطلبُ فنجاناً من القهوَةِ ..
أطلبُ حائطاً يتكئ عليهِ عُمري , ليس له باب .
مثلمَا أمشي في أسواقٍ رمادية ..
ولا أخونْ ,
أطلبُ سهمَاً لا يُخطئ ..
و لايعرفُ الخيانة .
اكتبني على سفح الدقائق الأخيرة !
وسأنتعل الخرائط البالية لا أضل !
حاول ..
واطلبْ مُقابلة الورقْ .
تابعني على فم مُقدّم النّشرة ..
تفرّج علينا مع تقلّبات الطقس ,
ونشراتِ المزاج ..
وانظر لقطرات الأيام حين تتألم ,
لأنها تعجز عن رباط شرعي مع كسرة حظِ جميلة ,
وتفقد ثمن الخاتم . وتتألمْ .
تظاهر بأنك تحتاج الدواء .. وبعض العزاء ,
ادخلْ في نوبة سُعال بسيطة ,
كُن شيئاً يتنفّس.. ولا يُحالُ إلى التقاعد .!
تلطّف مع القشّ العاطل ,
وادعُ الحياة على شرفي ,
واعطها ماتريد .
اطلُب رؤية الظروف لمرّة ..
لأسمع بأذني مانصّت عليه الظروف .
لا تصدّق أنّ الشوارع لاتذكرني بشيء ,
فقدتْ مِفرقهَا ,
.. و فقدتُ صدري .
فقدتْ حرارتهَا ,
..وفقدتُ صبري
ومَسَحنا وجوهنا بطرف الوفاء !
..
هذا فراق بيني وبينك ,
فضمير الخُبز لايموت ,
ولكن ,
ماعاد يعرف كيف يستعير وجهاً جديداً ,
فهو على صبرهِ .. يذوي ويموت .
تقول :
ضاعتْ أصَابعنَا ..
والفتنة .. التي تجيء بك .. نائمة ..
ومولودة الياسمين الصغيرة .. وًلدتْ بالكفنْ !
فكيف أتجمّل !؟
المحطات ..أضاعتْ ظلّهَا .
والعدالة تنكّرت , ماعدتُ أعرفها ..
الحُبّ فقد كرامته , وتقدّم في العُمر .
المحاكم لاتعمل !
فماذا أعملْ ..؟!
النساء في شرنقة عسيرة ..
و الحزن .. يجلبُ لهنّ الماء !
وأنا والحُزنُ في هزيمتنا سواء ْ.
لا أبكي ,
فأظفارُ موتي لا تزالُ قصيرة ..
ولا أستريح .
فمكان لقيانا لم يُفصح عنه بعد ..
ولا أتخيّل ..
فأنا في أعلى الإيمان .
إنما أتساقط ..
من جبين منزلٍ في المدينة ..
وأتدلّى من رواية فارغة ..
وأخرجُ للسمَاء في نزهة.. كالبالون .
..
أندلق مُكرهةً كالذنب الكبير,
الأرض تُمسك بيدي ..
تُعلمني كيف أعصر خيبتي ..
وكيفَ أكتبُ مايستحق النشر !
.
.
رهيد