أهلاً يا قيدَ الورد ,
كثيراً ما نسمعُ بأنَّ التّعميمَ قاعدةُ الحمقى و معَ ذلكَ فإنَّ الغالبيّةَ يعتمدونَ هذهِ القاعدة , في أوروبّا مثلاً ينظرونَ لكلِّ ملتحٍ و لكلِّ محجّبةٍ على أنّهم ارهابيّون , حتماً هناكَ أشخاصٌ لا تنطبقُ عليهم هذهِ النّظريّة و لكنّهم يعمّمون و قيسي على ذلك .
أخطاءُ الجِهاتِ الحكوميّةِ غالباً ما تُدارى و تُعالجُ بالتّعتيم , و حتّى حينَ تظهرُ للملأ فإنّها تبقى معلّلةً مُبرّرةً , أمّا لماذا نتعاملُ معها بهذهِ الحساسيّةِ المُفرِطة فلأنَّ المسؤول موضوعٌ في هذا المكانِ لأجلِ خدمةِ الوطنِ و المواطن و قد اختيرَ - فرضاً - بعنايةٍ , لذا فإنَّ خطأهُ بمئة , تماماً كالطّبيبِ الّذي يُخطئُ بعلاجٍ ما أو بعمليّةٍ جراحيّة , خطؤهُ فادح , و لن يغفرَ لهُ احد .
الأحكام التّعميميّة و غير النّاتجة عن تجربة غالباً ما تكونُ جائرة , لكنّها أمرٌ فِطريٌّ في الانسان , و للتّخلصِ منهُ نحتاجُ إلى تدريبٍ مستمرٍّ على التّسامحِ و تقبّلِ الآخرِ بسيّئاتهِ و عيوبه , تماماً كما نتقبّلُ مزاياه .
مسألة العربيّ و المُسلم , أرى بأنَّ المُشكلة أصبحت الآن عامّة , فالعالم باتَ ينظرُ إلى الإسلامِ على أنّهُ كيانٌ ارهابيّ يسعى إلى السّيطرةِ على العالم من أجلِ نشرِ الدّينِ بالارهابِ و التّخويفِ . لذا فإنَّ المتحدّثينَ أصبحوا يتجنّبونَ الحديثَ باسمِ الاسلام إنّما تريهم يقولون , العرب و الدّول العربيّة .
رغمَ أنَّ الكثيرَ من الدّولِ المسلمةِ غير العربيّةِ , ترى أنَّ العربَ أساءوا للاسلامِ بقوميّتهم المُفرِطة , و إذا أتينا للواقع نجدُ أنَّ القوميّةَ و الدّين و الأرض و اللّغة لم تستطع جمعَ و لمَّ شملِ العربِ و لا حتّى توحيدَ كلمتهم .
شُكراً يا قيد ,
وضّاءةٌ دائماً .