منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قراءة انطباعية لنص ..( ( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام )
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2006, 05:51 AM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي قراءة انطباعية لنص ..( ( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام )



أخواني / أخواتي ...


أسعد الله أوقاتكم بالمسرات ..


هنا نص للكاتبة و الشاعرة رفاة لفت انتباهي لما يحتويه على قدرات إبداعية


وعمق في المعاني بعيداعن التقريرية المملة قريبا للنفس وما ينتابها من ألم

وشوق ومناجاة ..

فأحببت أن أضع له هذه القراءة المتواضعة لنبحث عن مواطن الجمال ونفك بعض

الأسرار والإيحاءات سويا ..


فأستأذنكم.. في التحليق في فضاءاته الرحبة آملا أن يخرج بانطباع جميل


وصورة واضحة ..



فإلى النص ...


( لـ ِترقُد الآثام بـِ سلام )



جسدانْ وجهاً لِوجه ..

موجتانِ ..بـ/ شهقتينِ ... بـ / زفرتينِ

على أسىً متقابِلانْ

حدّ التجلُّد .. والجليِد

وأرجوانٌ شفَّ تحت العَينِ‏

عنَ وجعَ الهديلِ‏

في ليلٍ .. والليلُ بحرٌ مُحيط

والصوتُ رجعُ صدىً

والصدى .. مُرتدّ ..!!

بـ ِ/ارتعاشاتِ تقاسيمِ الهوى

وأطيافُ مُنهكةٌ

فيِ كُلِ صوتٍ تائهٍ

فيِ كُلِ رجعِ للصدىٍ

خلف ُالمدى ........

متشبثٌ بأزيزِميقاتِ الرياحِ

بـِ / غروبِ شمسٍ ..

عاهدتْ وَجهَ الظلامِ

بأن يظلَّ الصبحُ مكفوف البصرَ

والريحُ ذاتَ الرِداء ..!

تميُدُّ أجنِحةِ الرياحِ مدىً ....!

والمدى ......... زُرقة .!

عاصِفةٌ خرسااااءَ في سفرٍ ضجِــر

تُدفيء الثلج َ.. بـِ /الثلجِ

وتُحر ِقَ النار .. بـِ /النارِ

تتآكلُ الأحزانُ فيها كالهشيم..!!

تعسِفُ البَسَمات فيِ وَجهِ السرابِ

تستبقُ السفرْ ..!

شَقيِقُ انكِسار .. ساعاتُ إنتظار

تضاجِع حُلم الذكرياتِ البغايا ...

لـ / تلِد من رحِمِ الخطيئةِ

هاجِسٍ وجِسّ

تغتسلُ في محرابِ الطُهرِِ منْ رجسِ الجفاءْ ..

والآثام مُزمجِرةٌ في وسط ِالظلامِ

كان جنيني ... !



وَأَدتُ الإثمَ في عينيهِ

كي أحفظَُ ديني




ألمسوها بِرفق .. لازالت

دامية !.














نلاحظ هنا أن الشاعرة تمارس في ألفاظ النص رقصها الدامي على مسرح الحدث


لتزرع



فينا الشوق إلى اكتشاف نهاية السؤال الساقط على كينونة النص المغلف بهالة


من الضوء الغير مباشر فكأنها



تريدنا أن نبحث عن مساربه واتجاهاته لنفك ألأهداف ونبحث عن المفاهيم التي


يمكن أن نصل إليها ..



وليس هناك ثمة شك في أن رؤية الشاعرة والكاتبة رفاة تنساب في حديث



النفس المتوقد في جنبا ت الليل




بحث( عن فراشات الإجابة التي تتطاير حول نار السؤال ودفء الإجابة ..)



لتجسيد صوره شعرية بإيقاعاتها الذهنية التي تدخل في علاقة جدلية مع



الأخرى بفضاءاتها



الرمزية والدلالية بما ترتكز عليه من معانقتها للحدث والحديث ..





جسدانْ وجهاً لِوجه .


جسدان ..


شخصان / قلبان / روحان/ اثنان


لفظ جسدان للوهلة الاولى يدل على غياب الروح ..


قد تكون روح الحياة / المحبة / التواصل /


وهنا كناية عن الموت / موت معنوي يحتمل التأويل حسب قدرة كل متلقي ..


شيء ما ظلّ مبهما ..!



نلاحظ بأن شاعرتنا.. رفاة قد تجاوزت بنا التصوير الجامد والسردي للحضور منذ


الوهلة الأولى في النص مشعلة


أنفاسنا شاحذة لأحاسيسنا بتتبع مصدر الضوء مبتعدا عن السطحية التي تميت


الذهن وتهبط الوجدان ..


فكان حديث الروح للقلب انغماس في الألم من جميع جوانبه ..


فهنا حوار من نوع آخر يتكدس الحزن في نبراته فاتحا حوارا متسربلا بالألم


والمعاناة ..


وخلق حالة من التوتر قادرة على حمل القلق في ذات المتلقي . .


وكان هذاالمدخل هذا للنص كفيلا بأن يوحي لنا بالحالة الحسية والنفسية التي


كتبت أو حاولت أن ترمي به ..رفاة لنا


على قارعة الفكرة التي تريد أن تلج إليها من خلال الجزء الآخر للنص




( موجتانِ ..بـ/ شهقتينِ ... بـ / زفرتينِ


على أسىً متقابِلانْ )



موجتان ... حركة إنفعالية تنبي عن إهتزاز للوتيرة وجزر ومد


لبحر الحب في حالة غضب و تنافر ..



بـ/ شهقتينِ بـ / زفرتينِ .. دائما ما يخلق القلق عن آهات وزفرات ونشيج متقطع


من البكاء والشهيق ..






(على أسىً متقابِلانْ)




أتت هذه الجملة لتوضح دلالة الموقف العام أنهما لم يتقابلا


على رضاء أو حالة رومانسية وتواد بل



على ( أسى )




( حدّ التجلُّد .. والجليِد )



بالفعل كانت العلاقة باردة منهكة يسودها تجلدا بالعواطف حد


التوقف عند آخر لحظة كانت عليها هيئة


الحب وآخر نظرة وهمسة و نبض بينهما ..


توصيل الحالة عبر لفظ رشيق ومعنى مبتكر في صورة جديدة مذهلة ..




( وأرجوانٌ شفَّ تحت العَينِ‏)


أرجوان ( اللون الأحمر ) كناية عن الدمع المتسربل بدم وترسله


العين مدرارا على هذا الموقف الأليم


المحزن مكونة مقطعا هامسا بإيقاع نغمي هادئ وحزين فقد توقفت الحياة


في المفردات التي تكون المقطع ولم نعد



نستمع الا سقوط قطرات الكحل الشفافة المصحوبة بالدموع فوق صفحة الوفاء
..

(عنَ وجعَ الهديلِ) .. أختارت رفاة هنا ( الهديل ) دلالة عن الطهر والوفاء والنقاء


والسلام ..

إذا لماذا اسقطت الفظ هنا في هذا الجزء ا من النص ..؟



كي تعطي إشارة أن هناك ثمة سوء فهم أو قصد من الطرف الآخر لها ..



فها أنا أنقل لك حالتي من اللوعة والبكاء والأسى رافعة لك راية السلام واللطف


ومبدأ التسامح والطهر والوفاء ..




‏يتطلب الدخول في هذا المناخ للنص انغماراً كلياً في المشهد الذي تجسده لنا


كاتبة النص رفاة



منذ الوهلة الأولى..



وإذا لم نكن حذرين فسوف يغرر بنا المعنى المباشر وسوف يكون مضللاً لنا


فنبعد كل البعد عن ما ترمي إليه وما تريد



أن توصله لنا من خلال ايحاءاتها ورموزها التي منحته لنا ..



* * *





في ليلٍ .. والليلُ بحرٌ مُحيط

( في لليل .. )







الليل دائما مايرمز للسوداوية والأحزان والهموم والوقت الميت


البطيء ..




(والليلُ بحرٌ مُحيط)








يحاصرني من كل الجوانب والإتجاهات ويغلفني بسوداويته ويغرقني بأحزانه ..








(والصوتُ رجعُ صدىً)







لا فائدة من هذا الصوت الذي أنا أنادي له وأريد منه الإجابة الشافية ..



فهو لا يعبأ بي أو أن الكلام لم يصل إليه أصلا ..







(والصدى .. مُرتدّ ..!!)




والصدى .. الطرف الآخر الحبيب ..



مرتد .. لا يريد العودة إلى دينه الغرامي السابق ..



فكانت ( مرتد ) هنا ساقطة على نفس المعنى المراد إيصاله بكل تقنية وإبداع


وروعة متناسبة للصورة الحسية التي



أرادت رفاة إيصالها لنا بكل دقة ومهارة ..




( بـ ِ/ارتعاشاتِ تقاسيمِ الهوى )


فلم تكن هنا تقاسيم الهوى ولحونه منسابة بهدوء وسكينة تتهادى عبر جنبات القلب ..

بل انتابها ارتعاشات و علو وانحدار مما أثر على هذه سيمفونية الود والعشق ..


(وأطيافُ مُنهكةٌ

فيِ كُلِ صوتٍ تائهٍ
فيِ كُلِ رجعِ للصدىٍ

خلف ُالمدى ........
متشبثٌ بأزيزِميقاتِ الرياحِ
بـِ / غروبِ شمسٍ ..


فهاهي أمنياتي وأطيافي متعبة تبحث وتتشبث في كل صوت أوصدي يحمله لها أزيز الريح أو مع

غروب الشمس تنتظر هذه الرجعة وهذه الإنسان القابع خلف المدى

من هنا أصبحنا نقرب أكثر وبدرجة أوضح للفكرة الى الأذهان ضمن فضاء جدلي قد يطول وتتسع دائرته وقد ينتهي

ويتلاشى عند آخر نقطة في النص فلنتابع ..


* *
[/CENTER]

 

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس