
.
.
هُو طفلٌ لا يعرفُ شيئاً عن الموت , فكل مايعرفه ان أُمهَ تنظر إليه من السماء في كُل حين ,
تسمعه حين يتحدثُ إليها , وتبتهجُ معه في كل لحظاته , وتبكي معه أنى وشى بهِ الليل وأبكاه !
طرقَ بابِ غرفتي هذا المساء وسألني : سارة أينا يتنفسّ الحياة بشكل أفضل أنا أم أمّي ..؟
لأول مرة أتمنى لو تشدني هذه الأرض تحتها فتسرقني منه ومن عيناه المتعلقتانِ بَشفتّي
تلعثمتُ كل الكلماتِ في فمّي , ولم أُحسن صياغة جملة واحدة على الأقل !!
هو شعر بي , فإقترب منّي ووضع يديه الصغيرتين على صدر وجهي وأعاد صياغة تساؤلهِ بهدوء
سارة أينا يتنفس السعادة بشكل أفضل أنا أم أُمي ..؟
ظل قريباً منّي للحظاتِ وحين لم أُجبه همّ بالرحيل لكن صوتي المُتأخر جداً جعلهُ يتراجع الى الوراء خطوتين !
يا بدري المُدلل , رُبما أمّك هي من تتنفس الحياة بشكل أفضل !
فإبتسم وقبلني ومضى وهو يدعو الله بصوتٍ جهوري بأن يأخذه الله الى السمـاء .. بجوار أُمّه !
* لم أكن أقصد أن أُمهدّ له طريقاً الى الموت , ولم أكن أقصد أن أقذفه نحو السماء بَكل وحشية ,
كنتُ فقط أحاول أن أُطمئنهُ بأن أُمه بخير وبأنها لاتزال تُقاسمهُ الحياة والأحلام والأمنياتِ , لكنني خذلته
وخذلتُ أمه , أشعر بأن السماء سُتمطر الآن ,..!
سارة القحطاااااااااني ../