منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قِفْـ || لِـ((نَتَأَمّلِ))ــ((الشَمْسَ))ـمَعَاَ || ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-2007, 04:04 PM   #1
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي قِفْـ || لِـ((نَتَأَمّلِ))ــ((الشَمْسَ))ـمَعَاَ || ..




الصَبَاحُ البَاكِر / السَاعة ( 00: 6 )

استيقاظ لا مفر منه .. حِتامٌ عليّنا بَأَن نَسْتَيّقِظ مَع استِيقًاظ شَمسُ كُل صَبَاح ..
بِالرَغْم مِن كُل المَتَاعِب التي تَلُم بي فِي أَولِ ثَانِيّةٍ أَرَى فِيهَا يَومٌ جَديد .. إِلا أَنَنِي أُسَلَي نَفْسِي دَائِمَا بِمَقُولَةْ : (( يَكْفِينِي بَأَن أَسْتَيقِظ هَذا الوَقْت فَقَط .. لِـ أَرَى / أَتَأَمَل / أُبْحِر فِي رَفِيقَتِي دَومَاً (( الشَمْس )) .. فَشَمْسَـ (ـي) تَستَيّقِظ مُوَدِعَةً رَفِيقِهَا البَحْر ،، مِثْلِي تَمَامَاً كَـ مَا أُوَدِعُ رَفِيقِي دَومَاً الْنَوم بِبُطءٍ شَديد مِثْلَهَا ..



رُبَمَا سَبِقتُهَا مَره .. وَلَكِن هِي تَسْبِقُنِي مَرات ,, أَسْتَاءُ كَثيرا عِنْدَمَا أَتَلَقَّى تِلْكَ العِبَارَة .. التي تُبَالِغُ بِهَا أُمي كُلَ صَبَاح : (( الشَمْس فـ نص السماء .. وإنتي نايمه ))
/
\
/
يَااااه .. لَا تَعْلَمُونَ مَاذَا يَحْدُث فِي دَاخِلِي فَور سَمَاع هَذِه العِبَارَة ..
تَتَبَعْثَر أَحَلَام لَيّلَةٍ كَامِلَة كَانت مَلِيئََةً بِالمُغَامَرات .. فأُحَاوِل أَن أَتَنَاسَاهَا لِكَي لَا أَنْشَغِل بِهَا .. فَإِن لَم أَستَطِع .. أَجْمَعُهَا وَ أَضَعُهَا فِي صِندُوقِ أَحْلِامِي بِـ جَانِب سَريري بِسُرعَة ،، لِأُعَاوِدُها فِي اللَيّلَة التَالِيّة .. فَأتْرُك نَومِي مُسَلِيَةً نَفْسِي ,, بِأَنَنِي سَأُعَاوِدُه فَورَ عَودَتِي .. ثُمَ أُهَيِئُ مَا تَبقّى فِي ذِهْنِي لِيَومٍ دِرَاسِيٍ جَديد فِي حُجرَةِ الذَاكِرَة ..

/
\
/
\
/
\
فَجأَةُ .. وَبِسُرعة كَـ مَا البَرق ..
أَجِدُ نَفسِي جَاهِزَة لِلذَهَاب إِلى المَدرَسةِ ..
أَحمِلُ حَقِيبَتِي ..
وَأَخرُج ..
فَأنسَى كُل مَا أَعْددت وَهيّأَت .. فَقط ..
لِـ اُفَرّغ مِسَاحة كَبيرة مِن ذِهنِي .. وَأُعَبِئُهَا بِجَمَال ذَلَكَ الكَوكَب الدُريّ ..
أَركَبُ حَافِلَةُ المَدرَسَة ..
أَبْحَثُ عَن مَقعَدٍ شَرقِيّ يُشَارِكُني التَأَمُل ..
/
\
/
\
وَجدتُ المَقعَد الذي أُريد ..
/
\
/
\
الجَمِيعٌ مِن حَولِي .. لا يَتَأَمَلون (( إِلَا )) تِلكَ الأَورَاق البَيّضَاء المُكّتَنِزَة بِالكَلِمَاتِ الفَلسَفية ...
يَقراون ويَقراون .. وبِتَثَاؤُب شَديد ..

×
×
×

وَأَنَا.. لَا أَتَامَل (( إِلَا )) تِلكَ الوَرَقَة الدَائِريّةِ الذَهَبيّة التِي تَرَبَعَت الجُزءَ الشَرقِيّ مِن سَمَائِنَا .. وَالمُكّتَنِزَة بِالكَلِمَات الإِلَهِيّة الإِعجَازيّة .. فَأَقْرَأ .. وَأَقْرَأَ وَبِتَمعن شَديد ..




فَأُطِيل النَظر .. وَأَتَأَمَل ...



لِأَجِد نَفسِي
أَحفَظ مَقَاسَها ..
أَرسُم حُدُودَهَا..
أَغُوصُ بِأَعمَاقِهَا ..
أُلَوِنَ عَيّنَيّ بَأَلوَنِهَا ..
وَأَسْتَاء مِن ذَلِكَ الغُرَاب الذي يَختَرِقُ جَمَالَهَا كُل يَوم ..


لَا تَعلَمُون مَدَى سَعَادتِي بِمُرَافَقَتِهَا إَلَيّ إِلَى المَدرَسَة .. وَلَا تَعلَمُون أَيّضَاً مَدَى إِستِيائِي مِن تِلكَ (( الأَشجَار )) التِي تُعِيق رُؤيَتِي لَهَا .. !!


فَأُطِيل النَظر .. وَأَتَأَمَل ..
أَتَأَمَل .. تِلكَ الأَلوَان التِي تَمتَزِجُ بِطَرِيقَةٍ عَجِيَبة .. فَلَا أَجِد لِهَذَا الَلَون مِن مُسَمّى
أَتَأَمَل .. تِلكَ السَمَاء التِي تَحتَضِنُهَا بِرأَفَة ..
أَتَاَمَل .. تِلكَ الحَرَكَة الغَرَيبَة بَين البَطْىءِ وَالسُرعَة فِي مُرَافَقَتِهَا لِي ..
أَتَاَمَل .. تِلكَ الإِشعَاعَات الشَفَافَة .. التِي تَبعَث دِفَاً لِـ أَبْنَاءِ أُختِهَا الأَرض .. بَعدَ بَرد إِعتَرَاهُم ..
أَتَامَل .. لمَعَانَهَا .. عِندَمَا تَختَرِقُهَا أَغصَان النَخيل ..


أَتَاَمَل ...

وَ

أَتَأمَل ..




وَأَبقّى ذَات تَأمُل ...


إِلَى أَن أَجِد نَفسِي أَمَام بَوابَةِ المَدرسَة ..

فَهُنَاك ..
كَأنَنِي اَستَيّقِظ مِن حُلمٍ رَافَقَنِي طَوال الطَريق .. فَأَحتَفِظ بِه فِي صِندُوق تَأَمُلَاتي .. لِـ أُعَاوِده فِي الصَبَاح التَالِي .. كَالحُلم الذَي إِحتَفظتُ بِه فِي صِندوق أَحلامي .. لـِ أَعَاوِده فِي اللَيّلة التَالية ..






وهكذا هي حياتي .. أحلام في صناديق ..

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس