[ - هاكِ آخر أمنياتي سجليّها على الورقةِ الأولى ,
أتعرفينَ معنى أن يكونَ للمرءِ أمنيةٌ أخيرة , هو شيءٌ ما يُشبهُ السّلالمَ الّتي يتسلّقها الماءُ حتّى يعتلي غيمةً ثمَّ يقفزُ منتحراً على هيئةِ غيث ,
أن تكونَ لكِ أمنيةٌ اخيرةٌ يعني أنّكِ تُشبهينَ أزهار الجبل , فرصةٌ واحدةٌ فقط للتّنفس و ما بعدها و قبلها ليلٌ ثلجيٌّ باردٌ كقلبِ حلمٍ منحورٍ قرباناً لذاكرةٍ تهنأُ بالنسيان ,
أن تكونَ لكِ أمنيةٌ اخيرةٌ , يعني أن يكونَ هو , كلَّ شيءٍ , يعني أن يكونَ هو ماءكِ و الهواء , ظلّكِ و العناء , تفاصيلكِ الصّغيرة , يدكِ المرتجفة , دمعتكِ تُحرقُ سنينَ الانتظارِ على وجنةِ الأزمنة , و سبّابتكِ إذ ترسمُ قلباً في الهواء ! ]
كنتُ أُدركُ أنَّ ذاك البركانَ الخامدَ في عينيها سينفجرُ قريباً , لذا كنتُ أداري الصّمتَ في فمي و أدركُ أنَّ للوجعِ حكايا أخرى تماماً كما للحبّ .